الأنباط -
أصدرت السفارة الاذربيجانية في عمان بيانا أشارت من خلاله إن جمهورية أذربيجان تتخذ حاليا خطوات مهمة لتحويل اقتصادها في عالم يركز بشكل متزايد على الاستدامة، وتتجه الآن والمعروفة باحتياطياتها الغنية من النفط والغاز الذي يلعب دورا اساسيا في اقتصاد أذربيجان ، نحو مستقبل أكثر اخضرارًا واستدامة لا سيما وأن أذربيجان تقع على مفترق الطرق بين أوروبا الشرقية وغرب آسيا، وتتمتع بموقع فريد لتسخير مواردها الطبيعية المتنوعة لتحقيق هذا التحول الأخضر،كما انها تتبنى الطاقة المتجددة والتخطيط الحضري المبتكر والنقل المستدام مما يميزها في التحرك العالمي نحو البيئة التنموية الواعية.
واضاف البيان أن الناتج المحلي الإجمالي أظهر لأذربيجان مسارًا تصاعديًا ثابتًا، بحيث وصل في عام 2022 إلى 78.7 مليار دولار ، مما عكس نموًا بنسبة 4.6 في المائة مقارنة بالعام السابق. وفي عام 2022، ساهم إنتاج النفط والغاز بحوالي 47.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد و92.5 في المائة من إيرادات التصدير. وقد أفادت إدارة التجارة الدولية عن حصول زيادة بنسبة 9.1 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي ، وانخفاض بنسبة 2.7 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي النفطي بين عامي 2021 و2022 ، وتسعى الحكومة دائما لتعزيز صناعة الطاقة المتجددة في أذربيجان وتقليل اعتمادها على النفط ، ويهدف المشروع إلى تحقيق هدف تركيب 1500 ميجاوات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 ، لتعزيز الطاقة الخضراء ورفع نسبة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء بنسبة 30 في المائة.
وعزت السفارة في بيانها أن هذا الاعتماد يعود في المقام الأول إلى توفر حتياطيات النفط الهائلة في البلاد، والتي بدت وسيلة سريعة ويمكن الاعتماد عليها لتحقيق الرخاء الاقتصادي والاستقرار.لقد شهدت البلاد زيادة كبيرة في الاستثمار الأجنبي في صناعة النفط، مما ساهم بشكل كبير في نمو الناتج المحلي الإجمالي من عام 1991 إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ومع ذلك فقد برزت خلال تلك الفترة أيضًا بعض العيوب المرتبطة بالاقتصاد الأحادي السلعي، وتحديدًا حساسيته لتقلبات أسعار النفط العالمية.
وبينت أنه وإدراكًا لهذه التحديات ، فقد بدأت الحكومة الأذربيجانية باتباع سياسات استراتيجية الطاقة النظيفة في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين لتقليل اعتمادها على النفط والتحول نحو اقتصاد متنوع ومستدام. وقد تم دعم هذا التغيير بعدد من المبادرات المهمة، فقد حدث تطور حاسم في عام 1999 مع إنشاء صندوق النفط الحكومي لأذربيجان (SOFAZ) ، وكان هدفها تعزيز استقرار الاقتصاد الكلي وتأمين المستقبل وتطوير إدارة واستثمار عائدات النفط بحكمة.
كما بدأت أذربيجان في إعطاء الأولوية لتطوير مصادر الطاقة المتجددة ابتداءً من عام 2005، وقد نفذت الحكومة تدابير لتشجيع اعتماد مصادر الطاقة البديلة، بما في ذلك طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية. وشملت الأحداث الهامة خلال هذه الفترة إنشاء الوكالة الحكومية لمصادر الطاقة البديلة والمتجددة في عام 2009 وبدء التنفيذ في العديد من مشاريع الطاقة الصديقة للبيئة بالشراكة مع المنظمات الدولية ، علاوة على ذلك، كان العقد من 2010 إلى 2020 فترة جديرة بالملاحظة في تحول أذربيجان نحو الاستدامة. وطوال تلك الفترة، بذلت الحكومة جهودًا كبيرة لتشجيع ودعم ممارسات كفاءة الطاقة والاستدامة. وقالت السفارة في بيانها أن التركيز على الاستثمارات بدأ في التكنولوجيات الخضراء، إلى جانب الإصلاحات التشريعية التي تهدف إلى دعمها تنمية مستدامة. وتم تعزيز التوسع الاقتصادي بشكل أكبر من خلال تعزيز التنمية في مجالات مثل الزراعة والسياحة وتكنولوجيا المعلومات.
وفيما يتعلق باستراتيجية الطاقة في أذربيجان قال البيان "تجدر الإشارة الى أن حكومة أذربيجان تدعم إنشاء مناطق الطاقة الخضراء "وجذب الاستثمارات الدولية في قطاع الطاقة الخضراء ولتحقيق ذلك فقد بدأت بالتعاون مع شركة أكوا باور (المملكة العربية السعودية) وهي شركة للطاقة في الإمارات العربية المتحدة لإنشاء مزرعة رياح برية ومحطة للطاقة الشمسية، بقدرة إجمالية تبلغ 470 ميجاوات. وقد أظهرت هذه المشاريع التزام أذربيجان بدمج الطاقة المتجددة في استراتيجيتها الوطنية للطاقة ، بالإضافة إلى مبادرات مثل التعاون مع شركة بريتيش بتروليوم لبناء محطة للطاقة الشمسية في منطقة زانجيلان-جبرائيل،"
ولفت البيان أنه وتماشياً مع هذه التطورات، فقد صدر مرسوم "أذربيجان 2030 المكرس بالأولويات الوطنية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية"، الذي سلط الضوء على أهمية البيئة النقية والنمو المستدام. وتسلط هذه السياسة الضوء على التزام أذربيجان بتوسيع مصادر الطاقة المتجددة وتحدد أهدافا طموحة، بما في ذلك هدف رفع نسبة الكهرباء المتجددة في إجمالي القدرة المركبة إلى 30 في المائة بحلول عام 2030
علاوة على ذلك ، ومع استعداد أذربيجان لاستضافة المؤتمر التاسع والعشرين للأطراف (COP29)، والذي سيمثل هذا الحدث خطوة حاسمة في تقدم البلاد نحو التنمية المستدامة وتتويجها في قطاع الطاقة والرؤية المستقبلية .ويعد أمرًا حيويًا لمناقشة تغير المناخ في جميع أنحاء العالم، ويمثل ايضا فرصة قيمة لأذربيجان لإظهار تفانيها في رعاية البيئة وتسريع الانتقال إلى اقتصاد مستدام ، ومن خلال استضافة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP29) تؤكد أذربيجان من جديد التزامها بالأهداف البيئية العالمية وتثبت نفسها كدولة رائدة في تعزيز الطاقة المتجددة في منطقة بحر قزوين ، ويعتبر هذا القرار ضروري لجذب الاستثمار الدولي وتوسيع اقتصادها إلى ما هو أبعد من صناعة النفط.
واضاف البيان أن تقدم أذربيجان نحو الاقتصاد الأخضر يجسد التقدم البيئي الناجح ليس لهذا التحول آثار إيجابية على البيئة الطبيعية لأذربيجان فحسب، بل يجعل البلاد أيضًا مشاركًا مهمًا في الجهود العالمية نحو الطاقة المستدامة ، ويعزز مشاريع الطاقة الخضراء التي ستنعكس آثارها على الاقتصاد والبيئة والمجتمع والأجيال القادمة مما يشير إلى أن احتياج أذربيجان الحالي إلى مستقبل مشرق حيث يتم تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والمسؤولية البيئية ، وإن الحفاظ على التوازن الأمثل أمر ضروري لمستقبل مزدهر ومستدام.
إن طريق أذربيجان نحو مستقبل الطاقة المستدامه يدعم الجهود العالمية للتعامل مع تغييرات المناخ والتعاون بين الاقاليم في مجال الطاقة، لا سيما مع نهاية الصراع في قرباغ في جنوب القوقاز الذي سيفتح افاقا وفرصا جديدة نحو التكامل الاقتصادي الإقليمي.