الأنباط -
العميد الركن القاضي متقاعد حسين الرفايعه
شكلت التجربة التشريعية والبرلمانية في الاردن منذ المجلس التشريعي الاول عام ١٩٢٨ مرورا بالمجالس النيابية بعد الاستقلال تجربة سياسية واجتماعية وتشريعية وحتى اجتماعية غنية وساهمت في مأسسة الدولة ومارست الرقابة والتشريع وتباينت قوتها وتاثيرها وقدرتها على اداء واجباتها الدستورية بين مجلس واخر متاثرة بالأوضاع الداخلية والاقليمية التي لم تكن البرلمانات الاردنية والتجربة السياسية برمتها بمنأى عنها بالإضافة الى تأثير بعض الايدولوجيات الإقليمية وتجارب الحزب الواحد في بعض الدول العربية على الواقع السياسي والامني ومخرجات العملية السياسية الأردنية بما فيها البرلمان ، الا ان توالي الاحداث في المنطقة ومنعة الأردن وصموده في وجه العاتيات اثبت صواب رؤية القيادة الهاشمية بان المشاركة السياسية الشعبية تصب في مصلحة الاستقرار وتعزيز اللحمة الوطنية والمشاركة في التنمية والبناء وتعزيز الشراكة الوطنية وهذا ما ساهمت به المجالس النيابية مع تحفظنا على اداءها في احيان كثيره وهذا مفهوم حتى في اقدم الديمقراطيات وارقاها.
يتجه الاردن نحو انتخابات برلمانيه في ايلول المقبل وقد بدا الحراك الانتخابي ونتابع سجالات سياسية وبرامج حزبيه في مختلف المجالات وعصف ذهني تقوده الاحزاب وتنافس على برامج تخدم الصالح العام ونخبة من ابناء الاردن يتنافسون في هذه اللحظات التي نراها فارقة ومهمه في تاريخ الاردن حيث الارادة السياسية العليا مصممة على تطوير وتحديث الحياة السياسية بشكل جوهري يخدم الاردن وتطلعاته واهدافه كافة، حيث نبدأ خطواتنا باتجاه حكومات برلمانية ومخرجات سياسية تتمحور حول مصالح الاردن وشعبه وتقدمه حيث يمضي الاردن في المئوية الثانية ليرسخ دولة القانون والمؤسسات ودولة كل مواطنيها وليؤسس لمرحلة جديدة قوامها العلم والتقنية والذكاء الاصطناعي والاستثمار الناجع والفرص الاقتصادية وتطوير قوانينه وتشريعاته بما يتوائم مع ذلك ويقوي موقفنا وجبهتنا الداخلية ويلتف حول قيادتنا التي وفرت للأردن بحكمتها استقرارا سياسيا وأمنيا وتوافق داخلي ووحدة وطنية راسخه.
اقول للأحزاب رشحوا الافضل قوة وعلما ونزاهة ووطنية لان هذه الانتخابات سيكون لها ما بعدها وللناخبين والاعلام اقول راقبوا ما تقوله الأحزاب والمرشحون ليتسنى لكم محاسبتهم وليكون المجلس القادم رافعة وطنية حقيقيه وللمواطنين اقبلوا على التصويت وانحازوا للأفضل فهذه الانتخابات لها ما بعدها.