الأنباط -
عاوز إيه
شعر/د. عبد الولي الشميري
زهرةٌ تَحْمِلُ فوقَ النِّيلِ زَهْرَةْ
وشَذًى يَلْثِمُ وِجْدانيَ عِطْرَه
زَهْرُهُ مِن أينَ للزَّهرِ عُيونٌ
يرتدي الزَّهرُ فساتينًا وخُضْرَةْ
زَهرةٌ فُلِّيَّةُ اللَّونِ تُناجي
بِحَديثٍ هامسٍ، تُذْرَفُ عَبْرَةْ؟
زَهرةٌ كالزَّهرِ، إلّا أنّها
سُقِيَتْ مِن جَنَّةِ الفِردَوْسِ خَمْرةْ
أيّها الزّهرةُ ناجي عاشقًا
يَحتسي مِن كأسِ حِرمانِكِ قَهْرَه
يكتسي الشَّوقَ ويَقتاتُ المُنى
يشتهي مِن وَقتِكِ الغالي سَهْرةْ
هل أُناجي فيكِ يا زَهرةُ قَلبًا
عاشقًا، يَرحمُ في العاشقِ نَظْرَه؟
أنتِ مِن أيِّ بَساتينِ الهَوى؟
فأجابت: أنا مِن سُكَّانِ (غَمرة)
قلت: يا غمرةُ قلبي كَلِفٌ
فاغْمِريني واصْنَعي في القَلبِ عِشْرَةْ
«وانتَ عاوز إيه وسَّعْ»، ومَضَتْ
مثلَ نَجمٍ في بُنَيَّاتِ المَجَرّةْ
غُصُنٌ ماسَ، وفي بَسْمَتِها
قُبُلاتٌ، ما لَها في الحُسْنِ ضُرَّةْ
وَرَمَتْ مِن طَرْفِها سَهْمَ الهوى
ومَضَتْ في عُنْفُوانٍ مُستَمِرَّةْ
تلكَ، والفِتْنَةُ في أَعْيُنِها
فَجَّرا في هاجِس الوِجدانِ شِعْرَه