الأنباط -
بقلم غصون غانم
صدر عام 2014 عن المكتبة الشعبية ناشرون بنابلس رواية بعنوان " تحت عين القمر" آلة الزمن الوهمية ؛ لمؤلفها الأسير معتز الهيموني وهو من الأسرى الفاعلين في سجون الاحتلال، وقد سبق أن أصدر العديد من الأعمال الأدبية منها: (شمعة من عتم الزنزانة، وفراشة النور، وسراج عشق خالد) وتقع الرواية (تحت عين القمر ) في 314 صفحة من الحجم المتوسط، حصلتُ على نسخه منها كأهداء من كاتبها ومؤلفها الاسير معتز الهيموني؛ الاسير الهيموني (42) من الخليل محكوم ب 6 مؤبدات و20 سنة امضى منها 22 عاما ؛ واللافت ان الاسير الهيموني اعتقل وكان قد انهى الخامس الابتدائي في المدرسة لكنه انكب على الدراسة والقراءة داخل السجن مما حوله الى كاتب من الدرجة الاولى وبما انه ليست الكفاءة والثقافة أموراً كمالية بل هي أسلحة الشعوب في النضال من أجل حقوقها وحياتها فهي مرايا المجتمعات ومعامل انتاج وعيها والوعي الجمالي والفكري والديني والسياسي والعاملون بها هم الأدباء والفنانون، المثقفون والمفكرون ،فاذا فرغت البلدان من منتجي الوعي صارت صحارى وضحايا.
تعقيب : قال مدير المكتبة الوطنية الفلسطينية National Library of Palestine والذي عمل كوزير لشؤون الاسرى والمحررين سابقا عيسى قراقع لـ"وطن" إن "معتز الهيموني للمرة الثالثة يبهرنا بأحلامه ومشاعره وأدبه الملم بشروط الكتابة الأدبية وغير آبه بست مؤبدات و20 عاماً "؛ وأوضح أن التجربة الثقافية والإبداعية للحركة الأسيرة جزء من السيرة الوطنية النضالية التي تعبر عن هموم السجين ويجب أن يتم توثيقها > .
تدور أحداث الرواية حول "جريمة شرف" بحق بنت تُقتل ليلة الدخلة لأنها ليست عذراء حسب المفهوم الشعبي للكلمة وبعد تشريح الجثة، يتبيّن من التقرير الطبي أن للمغدورة غشاء بكارة مطاطي تذهب الرواية إلى محاكمة المجتمع الفلسطيني على أخطائه بحق المرأة من منطلق أن الأدبيات الوطنية تعتبرها شريكة في النضال ضد الاحتلال وتصوير للنسيج الاجتماعي الذي يتمزق ؛ فهل هذه هي قيم المجتمع الغارق في سكونيّته واستسلامه لمنظومة الأعراف والتقاليد ! وهل الارتباط العالي بمنظومة القيم الاجتماعية لدى شخوص الرواية حرم القارئ من الخوض في تجربة قرائية صاخبة مليئة بالمسكوت عنه ! في سياق حوار الكراهية القائم على الدين والعُرف يرتكز على الأخلاق المستمدة من تفسير ضيق أو حتى سوء تفسير متعمد للتعاليم فلاحداث تتماهى بين عدم تصديق إلى رعب إلى خيبة أمل شديدة وشعور بالأسف عندما أدركنا المدى الواسع الذي رغبت قمعتها الأبوية العنيفة في الانقضاض وجدت انعكاسًا للرعب الذي شعرت به الشخصية النسوية لقد كان هناك بثًا مباشرًا لمشاعر الرعب قائمه على عدم المساواة البنيوية في السلطة أكثر مشاريع القوانين توحشًا واعتداءً على حرّية الوجود ومن جانب آخر، تنجح الرواية في الابتعاد عن الثيمة التقليدية التي يسعى البعض عادة إلى طرحها والمتمثّلة في تصفية عدة حسابات مع الرجل والانتقام على صفحات الرواية بديلًا عن انتصارات الواقع ، نحن أمام رواية تسير الأحداث فيها بشكل متصاعد، ويبدو الأبطال خاضعين لخيارات الأهل في الزواج والسكْنى وغيرهما ومن زاوية (جغراجتماعية) أتساءل، ما مدى الإسهام الذي أضافته هذه الرواية إلى أدب المرأة ؟
إننا امام عمل روائي مليء بالفضاءات الاجتماعية تحس بالتمرد والاسي العميق وحب الحياة والتغيير ، كتابة سردية وخطاب مفاهيمي عالي القيمة والزمان منسابه تقنية السرد متماهيه مع الاحداث والوصف متوغله في التفاصيل الصغيرة كلدغات العقارب السامة .
معتز روائي بامتياز يقبع داخل معتقلات العدو وينبض قلبه بقضايا الوطن الاجتماعية والسياسية والثقافيه ومازال يقاوم وينتفض ويقدم للوطن اغلى واجمل ما عنده، مستقبل باهر ينتظر ه في مجال الكتابة السردية .
في محاولة مني لنفض الغبار عن بعض كتابات الاسرى التي لم تلق الاهتمام الواسع برغم استيفاءها لكل معايير الكتابة الادبية ..