الأنباط - شعر/د. عبد الولي الشميري
وَما بَعْدُ أَمَّا بَعْدُ إنِّي مُؤَرَّقٌ
ومَكْلومُ قَلبٍ لَمْ يَجِدْ بَعْدُ آسِيا
أنامُ وَأحزانُ العُروبةِ فِي دَمي
وأصحُو لألْقَى كُلَّ أَهْلي بَواكِيا
أُعَدِّدُ أيَّامَ السُّرُورِ جميعَها
ولستُ لأيَّامِ الفَجائِعِ مُحْصِيا
أُبَاهي وأَزْهو بالرِّجالِ وها أَنا
نَدِمْتُ لأنِّي كنتُ بالجَهلِ زَاهيا
وَهَتْ كُلُّ أَرْكانِ العُرُوبةِ فَجْأَةً
وما خِلْتُ في يَومٍ أَرَى الحَقَّ وَاهِيا
كَفَى حَزَنًا أنَّ الدِّلَاءَ كثيرةٌ
وما زلتُ مِنْ مَاءِ المَودَّةِ صَادِيا
هَجَرْتُ رَحيقَ الزَّهْرِ والغُصْنِ والنَّدَى
وَعِفْتُ الدَّوالي والغُصُونَ الدَّوَانيا
إلى اللهِ أَشْكُو مِحْنَةَ العُرْبِ إنّها
تَهُدُّ وتَغتالُ الجِبالَ الرَّوَاسِيا
إلى الواحدِ الفَرْدِ الّذي عَزَّ جُنْدُهُ
شَكَوْتُ وحاشا غَيرُهُ أن يُعافِيا
يَقُولُونَ أَرْضُ الرَّافِدَيْنِ مَرِيضَةٌ
فَيَا لَيْتَهُ كَانَ الطَّبيبَ المُدَاوِيا!