الأنباط - التقويم التشخيصي في التعليم هو الحل
المستشارة والكاتبة التربوية : ريما سلمان زريقات
بالرغم من الجهود المبذولة من جميع الجهات المعنية والمختصة لتحقيق أبعاد القرن الواحد والعشرين في التعليم والوصول إلى المخرجات المرجوة ، إلا أنها لم تتحقق ، لماذا ؟! لأن التشخيص هو الأساس وهو الأرضية التي ننطلق منها ، فحتى يعالج الطبيب مريضه يجب أن يقوم بالتشخيص المبني على البيانات والمعلومات ، فيطلب منه إجراء فحوصات وهي مؤشرات ودلائل بيولوجية لمعرفة ما يشكو منه المريض لمعالجته بالعلاج المناسب حسب حالته وحسب تشخيصه الفردي ، حتى من يتضح أنه لا يعاني من شيء ، يعطيه الطبيب ما يعزز وضعه الصحي ، وهنا أصبح علينا لزاما أن نسأل المختصين : هل تم التشخيص بالطريقة الصحيحة ؟ وهل كان ملائما لجميع المستويات ؟ هل تم التخطيط لذلك ؟ هل الخطوات اللاحقة اتسقت مع هذا التشخيص ؟ هل تم تقديم التغذية الراجعة المناسبة ؟ هل تمت المتابعة اللازمة ؟
هنا وجب الحديث عما يعرف بالتقويم التشخيصي ، هذا النوع من التقويم هو الحل الأمثل ، قد يحتاج جهد من المعلم للتخطيط له ، إلا أنه يجعل دور المعلم هنا موجها وميسرا ، ويجعل التشخيص أول المراحل ، فيدخل المعلم غرفت الصفية ويقدم أنشطة تقيس المعرفة السابقة لدى الطالب ، فيقوم الطلبة بحل فردي لهذا النشاط ويتجول المعلم بينهم ويرصد الأداء ، ودون أن يشعرهم بتقديم أي تغذية راجعة سلبية ، يطلب من الطلبة الذين لم يتقنوا حل النشاط بالجلوس معا في المجموعات ، وتوزيع الطلبة الذين أتقنوا في مجموعات وتكون أسئلتهم إثرائية ، لإثراء معرفتهم السابقة والحل جماعي ، ويجلس المعلم بين الطلبة في المجموعة التي لم تتقن المعرفة السابقة ويقوم بتوجيههم ومتابعة حلهم والاطمئنان على تمكنهم من الحل ، ثم يعمل جولة سريعة لباقي المجموعات ، وبعد يقوم بشرح المعرفة الجديدة ، ويتبع نفس الخطوات السابقة للمعرفة الجديدة وهكذا .
هذه الإستراتيجية تحقق ما يلي : مشاركة جميع الطلبة في الغرفة الصفية ، تعزيز الطلبة ، تأكيد الذات لدى الطلبة ، تنمية روح الفريق لديهم ، احترام الرأي والرأي الآخر في المجموعات ، إتقان الحوار والمناقشة ، تعلم الأقران والابتعاد عن التلقين ، ويرسخ دور المعلم موجها وميسرا .
أتمنى من وزارتنا الحبيبة ، تطبيق هذا النوع من التقويم ، لضمان تعلم الطلبة وتحقيق نتاجات التعلم الخاصة والعامة .....وللحديث بقية .