عن معادن العرب تسألوني... انطلاق المؤتمر الإقليمي نهاية أيار للطب النفسي والمخدرات في البحر الميت 66 مخالفة للسقوف السعرية للدجاج في نحو أسبوعين النمسا تستأنف تمويل "الأونروا" الدعوة لاطلاق برامج لتنشيط الحركة السياحية ولي العهد يحضر افتتاح اللقاء التفاعلي للبرنامج التنفيذي لتحديث القطاع العام بين عامين إنجازات مميزة ل"خليل الرحمن" و"العقبة الخيرية الاسلامية" في اولمبياد كرة القدم للريبوتات بلدية السلط الكبرى تكرم البطل عبد الرحمن بكر الحياصات البنك الأردني الكويتي ومجموعة عزت مرجي يوقعان اتفاقية تعاون لتمويل مشاريع كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة البنك الإسلامي الأردني يشارك بانشطة التوعية المالية للبنك المركزي الاردني نشامى فريق الأمن العام للجوجيستو يحصدون الذهب في جولة قطر الدولية الصحة العالمية: لا إمدادات طبية في غزة منذ 10 أيام شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة الأغذية العالمي يؤكد وصول مساعدات الرصيف العائم لمستودعاته في دير البلح جلسة لمجلس الأمن بشأن رفح الاثنين استشهاد فلسطيني وإصابة 8 في قصف طيران الاحتلال منزلا بمخيم جنين تصريح منسوب لوزير المالية العسعس ينفي ما تحدث به العسعس في ندوة جمعية البنوك مسكوتٌ عنهم: قصص عمّار الجنيدي 13 شهيدا جراء قصف الاحتلال في جباليا ورفح (الأعلى على الاطلاق ) اسعار الذهب محليا
عربي دولي

أبو سرية : فرحتي بـ الحرية يغلفها الحزن على شلالات الدماء في غزة

{clean_title}
الأنباط -
الأنباط تلتقي بـ الأسيرة المحرره تحرير أبو سرية
عزلونا عن الكوكب بأكمله، وبقيت عزائمنا عنوان إعتقالنا
تعرضنا للتعذيب والقهر ،، والرعاية الصحية معدومة ،،
الأنباط – فداء الحمزاوي
بـ الرغم من شدة المعتقل، وقساوة القيود التي تكبلها، وبـ الرغم من إنقطاع رائحة الأرض وألوان الورود الزاهية، وإختفاء أصوات البلابل عن شجر الزيتون، ما زالت ملامحها تنفرد بـ العزة والشجاعة، ونبرة صوتها أنين لـ الصمود والنضال، والبؤس والإستسلام مفاهيم خارج قواميسها النضالية، معتقلة الحرية تحرير أبو سرية التي كان لها من إسمها نصيب في مسيرة النضال والكفاح الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني الداعشي المجرم.
تقول تحرير في مقابلة خاصة أجرتها معها صحيفة "الأنباط" أن الفتاة التي ترونها أمامكم يعيش بداخلها فارسة مقاتلة لا يشق لها غبار في ساحات الوغى، فتاة لم تهدأ على الظلم والإضطهاد الواقع عليها وعلى أبناء شعبها، ولم تتقبل فكرة إغتصاب أرضها الطاهرة، وقاومت بكل أشكال المقاومة الكيان المتطرف شانها شأن جميع المقاتلين لـ تحرير أرضهم من وحش لا ينفك عن سفك الدماء.
وتضيف أبو سرية، أنها ليست المرة الأولى التي يعتقلني العدو الصهيوني، ولكن هذه المرة كانت مختلفة قليلا، حيث عملت أنا وعدد من المناضلين وخططنا لـ عملية إطلاق نار على أحد الأبراج العسكرية التابعة لـ العدو الصهيوني، وأصبناها وأوقعنا فيها ما أوقعنا من خسائر، ولكن لم نحظى بشرف قتل جنودهم الأشرار.
"كم أنت أحمق أيها الجلاد ... تحاصر بقضبانك صموداً لا تقهره الأغلال”
وتتابع، أول يوم من إعتقالي كان صعب لـ الغاية، حيث تم إصطحابي لـ سجن عسكري يطلق عليه إسم "بيت احتكڤا"، وبقيت فيه لـ مدة تجاوزت الـ 30 يوما أمضيتها بـ التعرض لـ التعذيب الجسدي، وشبحي على الأرض لأيام وأيام، وأشكال وأنواع متعددة من العذاب تعرضت لها خلال التحقيقات التي لم تهدأ لا في الليل ولا في النهار.
ولم تزل آثار التعذيب على جسدي والتي كان آخرها قبل عشرة أيام من حريتي تم عزلي أنا وأسيرتين في معتقل "الجلمون" بحجة الإعتقال السياسي وأننا نمثل تنظيمات فلسطينية، وتم الغعتداء علينا وضربنا وتعذيبنا بـ "الدبسات" لـ مدة تجاوزت الـ 7 أيام.
إلاّ انه كان هناك عذاب ذاتي كان أشد من كل أشكال التعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرضت له في المعتقل، عذاب البعد عن أسرتي في شهر رمضان المبارك، أشد من الغصة في الحلق تمر أيامه علي وأنا في المعتقل، خاصة أن الأشرار الصهاينة يمنعوننا من إقامة الإفطار الجماعي في شهرنا المبارك، تصف تحرير قساوتهم في المعتقل.
حتى الكتب والمؤلفات التي كانت ترسل لي من قبل الأصدقاء، منعوها عني، ولم يسمحوا إلاّ بقراءة الكتب التي يريدوننا أن نقرأها، كـ كتب علم النفس والتنمية البشرية، أما الكتب النضالية والسياسية والقومية فهي محظورة عنا، ولم يسمحاو لـ أحد من أسرتي بزيارتي سوى والدتي ومنعوا إخوتي عني بحجة المنع للدخول على مناطق "إسرائيلية" كونهم كانوا أسرى سابقين لديهم.
أما الرعاية الصحية في معتقلات الأشرار الصهاينة تقول تحرير : أنها معدومة بـ الكامل وليس في معتقلاتهم سوى مسكنات الألم، واصفة مشهد الألم والمشهد المؤلم الذي كانت تعيشه زميلتها في الغرفة الأسيرة فاطمة شاهين التي كانت تعاني من شلل في الظهر وإستئصال في الكلية يمنعها من الحركة، حيث لا رعاية صحية تذكر من قبلهم، إلاّ ان الله بعث لنا بـ الزميلة الأسيرة عطاف الجرادات التي كانت تهتم بها وتقوم على رعايتها.
نشوة الحرية بعد النصر على الأوغاد....
تتابع تحرير، فجأة ونحن نستمع لـ اراديو وإذ بخبر عملية السابع من إكتوبر، والتي ملأت المعتقل جنونا من الفرح والهتاف بصوت عال لـ المقاومة، وكأننا نلنا فرحة الحرية، ولكن سرعان ما هبط علينا جنود الأوغاد الصهاينة بوحدات مدججة بـ العتاد العسكري، وصادروا حتى الراديو الذي كان يطلعنا على أحوال العالم ويعتبر المتنفس الوحيد والرفيق لنا في عذابنا، وإغلاق الهواتف العمومية التي كانت تصلنا بـ اهالينا، حتى منعوا دخول الصليب الأحمر والمحامين الموكلين عنا علينا.
ولم يكتفوا بذلك تقول تحرير، وقاموا بـ قواتهم العسكرية بـ إجبار وتوزيع جميع الأسيرات على "الزنازين" الإنفرادية، وبات المعتقل بـ عزل تام، فضلا عن سحبهم لـ جميع الأطعمة والأدوية والمياة المعدنية، وباتت "البطاطا والبيض" ومياة "الحنفية" الملوثة طعامنا وزادنا لـ مدة طالت الـ 49 يوما.
تقول تحرير لـ "الأنباط" أنه وبعد إنقطاع كل المصادر الخبرية عن العالم الخارجي لأسابيع وأسابيع ونحن في عزلة عن كل ما يجري في هذا الكوكب في معتقل إسمه "الدلمون"، وإذ بـ السجان الوغد يخبرنا جملة واحدة : "لديكم دقيقتان لـ تستعدوا لـ المغادرة"، ثم أخرجونا من غرفنا بـ طريقة إخراج المخطوفين لا يعلمون إلى أين المصير، ثم أجلسونا مع قائد المخابرات (قائد المنطقة) الذي قال لنا جملة واحدة :"أنتم اليوم ستخرجون ضمن صفقة تبادل".
حينها كانت الصدمة والذهول لـ مدة دقائق، فداخلنا مقسوم لـ شطرين ؛ الأول فرح بنيل الحرية من معتقلات الأوغاد الصهاينة، والأخر حزن ليس كمثله حزن أن ثمن حريتنا كان باهظ جدا، ثمنه شلالات دماء نزفت من أجساد الشهداء في قطاع غزة، فـ كيف نفرح ونحزن بنفس الوقت تصف تحرير شعورها لـ "الأنباط".
سيبقى القمر منيرا يضيء ظلام الأوغاد، ويري العالم ألوان فلسطين الحقيقية التي إغتالها وشوهها الأشرار، والفارس المغوار لن يترجل عن حصانه وسيبقى يقاتل إلى الأبد,,,