الأنباط -
الأنباط- سبأ السكر
بعدما كان من المقرر أن يبدأ إغلاق الحكومة الأمريكية يوم الأحد الفائت؛ الذي كاد سيؤدي إلى توقيف الآلاف من موظفيها وتعليق خدماتها الحكومية، تجنبت ذلك باتفاق الكونغرس بمجلسيه على تمرير القانون بتمويل قصير الأجل، الحقيقة أن وقف تمويل الحكومة ليس جديداً، إذا حدث ذلك عدة مرات في السابق، يأتي السؤال بتأثير هذا الإغلاق في كل مره على دول العالمن وبالأخص هل سيأثر الأردن بما كان سيحدث في الولايات المتحدة من إغلاق.
أوضح الخبير الاقتصادي حسام عايش إلى أن أي عملية إغلاق للاقتصاد الأمريكي؛ ستؤثر على حركة الإقتصاد العالمية، وبالتالي قد يكون تأثيراً أحياناً مباشر أوغير مباشر على الاقتصاديات العالمية، مشيرًا إلى تقديرات بأن كل أسبوع من إغلاق الحكومة يؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي نحو 2% وارتفاع معدل البطالة نحو 2% ، مبينًا أن هذه بيانات ثقيلة وخطيرة بالنسبة للولايات المتحدة.
وتابع، أن النشاط الإقتصادي في الولايات المتحدة يعتمد بنحو 75% على إنفاق المستهلكين الأمريكيين، وبالتالي فإن تراجع الإنفاق يؤثر على النمو الإقتصادي، بالأضافة إلى تأثر قطاع السياحة والسفر، وغيرها من القطاعات الأخرى، مشيرًا إلى أن وكلات التصنيف الإئتماني تحذر من أن الإغلاق قد يؤدي إلى تخفيض تصنيف الولايات المتحدة الإئتماني الذي تم تخفيض تصنيفه على خلفية أزمة سقف الديون التي تم تجاوزها، لكن هذا الإغلاق سيؤدي إلى تخفيض التصنيف الائتماني، ولذلك الأمور في منتهى الخطورة.
وبين عايش، أن التأثير على الأردن سيأتي من خلال التأثيرات المباشرة لأداء الإقتصاد العالمي المتأثر بحجم ودور والإقتصاد الأمريكي في الإقتصاد العالمي، مضيفًا أن المساعدات الأمريكية للأردن هي مساعدات أقرها الكونغرس، أي يعني يتم اعتمادها بشكل مؤسسي ضمن برامج وزارة الخرجية والدفاع الأمريكية وبالتالي من الصعوبة أن نتحدث عن تأثرالأردن من هذا الجانب.
وأضاف مفترضًا أن الكثير من المؤسسات الفدرالية والحكومية الأمريكية التي ربما تتوقف أنشطتها وأعمالها بالنظر إلى توقف المخصصات لها وللعاملين فيها، أو عدم انفاقها نتيجةً لوقف الحكومة الأمريكية عن أنشطتها، فإنه لا شك سيعطل الكثير من المساعدة من المعاملات، وسيؤدي إلى تأخير الكثير من المواعيد المتفق عليها فيما يتعلق أحياناً في مواعيد وصول هذه المساعدات سواء الأردن أو غيره، وبالتالي سيؤثر بشكل غير مباشر على مواعيد وصول هذه المساعدات في حال طال آماد الإغلاق.
وأشار عايش، إلى أن العالم تجاوز مسألة إغلاق الحكومة الأمريكية لمدة 45 يوماً، معتقدًا أن الحكومة الأمريكية ستستفيد من هذه الفترة لكي تُحسن من قدرتها على مواجهة أي احتمالات للإغلاق بعد هذا التاريخ، وبالتالي أن بعض التزاماتها إذا كانت استحقت موعيدها للأردن أو لغيره سيتم الوفاء بها، ومؤكدًا أن المخاطر على الأردن من هذا الباب ستكون قليلة إلا إذا امتدى أثر أي إغلاق بشكل واسع، وأثر حتى على الصادرات الأردنية أو على بعضها؛ بالذات إذا كان يحتاج إلى موافقات من الوكالات والمؤسسات الرسمية الأمريكية والأمر الذي سيؤثر على هذه الصادرات، خاصةً من المناطق المؤهلة QIZ أو غيرها، أخذ بعين الاعتبار أن في حال توقفت الحكومة الأمريكية؛ فإن ذلك سيؤثر على وسائل أعلام رسمية أمريكية ضمنها راديو سوا أو إذاعة سوا من ضمنها قناة الحرة الفضائية الأمريكية وغيرها، وبالتالي فنحتث عن آلاف التداعيات التي ستتعرض لها مؤسسات ووكالات حكومية وفيدرالية أمريكية وهي جميعها متصلة بشكل أو بآخر مع العالم.
وختم ، أن العالم إما أنه سيتأثر مباشرة في بعض النواحي أو بصورة غير مباشرة، وهذا هو الإحتمال الأكبر لكن مع ذلك الضرر الأكبر سيصيب حكومة الولايات المتحدة ونمو إقتصادها ومعدلات البطالة والتوظيف فيها، بالأضافة إلى معدلات التضخم، مبينًا أنه إذا ما استفحلت أزمة إغلاق الحكومة هذا سيؤدي في نهاية المطاف إلى ركود في الاقتصاد الأمريكي مع كل نتائج المترتبة عليه، لجهة الانتخابات الأمريكية ولجهة التوجهات الاقتصادية والسياسية المستقبلية للولايات المتحدة.