الأنباط -
مازن خير الزعبي
دللت زيارة رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي إلى العاصمة البريطانية لندن، عن أداء رفيع لرئيس برلمان تحدث بمنطوق ومعرفة عميقتين، متناولاً أمام رئيسي مجلسي العموم واللوردات، ملفاتٍ وطنية، طالما بقيت حاضرة على سلم أولويات جلالة الملك عبد الله الثاني وعلى أجندة مؤسسات الدولة الأردنية، بدءاً من القدس وليس انتهاءً بالتراجع الحاد في دعم اللاجئين السوريين.
ومن خلال اللقاءات التي تم مشاهدتها عبر وسائل إعلام محلية وأجنبية، فقد كان رئيس مجلس النواب كما يقال حافظاً جيداً لدرسه، فهو يدرك استراتيجية وعمق العلاقة بين المملكتين، ويعرف حجم الأثر البريطاني في مراكز القرار الدولي، ولذا كان يركز على أهمية وقف الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية ويتحدث بأهمية بالغة عن دور الوصاية الهاشمية في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
كما تحدث الصفدي بلغة المعرفة والأرقام، عن حجم التراجع الدولي في دعم اللاجئين السوريين والدول المستضيفة لهم وعلى رأسها الأردن، وهو يعرف هنا أيضاً كيف كانت مخرجات مؤتمر لندن 2019، وحجم التعهدات الدولية في دعم الأردن وما تم تنفيذه من عدمه.
الصفدي وفي موقف رجل الدولة الذي يتحدث بمنطوق العارف والمدرك لأهمية مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري التي وجه إليها جلالة الملك عبد الله الثاني، تحدث أمام المسؤولين البريطانيين بثقة عن فكرة الدولة الأردنية في تمكين المرأة والشباب عبر ما تم إقراره من تعديلات على الدستور وقانوني الانتخاب والأحزاب.
إنها زيارة مهمة بالفعل وهي الأولى لرئيس مجلس نواب أردني إلى مجلس العموم، وأظهرت حجم التقدير والثقة بالأردن، وهي ثقة نستمدها دوماً من المواقف الحكيمة لجلالة الملك عبد الله الثاني، وهي زيارة تدلل أيضاً على حجم أثر وتأثير الدبلوماسية البرلمانية بوصفها رافداً يصب في المحصلة في خزان المصلحة الوطنية.