الأنباط -
ظَلّ السفير خالد الناصري حتى أيامه الأخيرة، فارساً منضوياً في طليعة المثقفين التقدميين المغاربة، المدافعين عن المغرب الجميل: عن وِحدته الترابية، وتعدديته ومكوناته الإثنية، وعرشه العلوي الراسخ العريق.
كان ضارياً،
وكان محيطاً بالقضايا الكبرى، السلم والتنمية والبيئة والديمقراطية وحقوق الإنسان.
وكان عروبياً صلباً، من جيل العروبيين الأوائل، الذين أخذوا العروبة حلاً لتحديات الأمة ومنجاةً لها من وِهادها وأفلاقِها الفاغرة.
انخرط اليساري العريق خالد الناصري في معمعان النضال المغربي الهائل، من أجل التقدم والحداثة والديمقراطية والحريات العامة والعدالة الاجتماعية، ولم يكن في ذلك نفراً، بل كان أحد القادة الأساسيين والتاريخيين لحزب التقدم والاشتراكية،
وكان يعي أن من أبرز متطلبات القيادة، دفع الثمن لا قطف "الشرهات".
يصفه محمد نبيل بن عبدالله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية بأنه "كان مؤمنا بالمؤسسات وبالنضال الديموقراطي والجماهيري، حاملاً لقيم الحرية والكرامة والانفتاح والحوار والتعايش".
ويقول بن عبدالله: "أَبان الفقيد خالد الناصري عن التزامٍ قَلَّ نظيرُهُ، وحِسٍّ توافقي خلاق، وشجاعة متفردة في التفكير والتعبير، مُبدعاً لمقولاتٍ وتصوراتٍ أساسية فقد كان من أقوى المدافعين وأصدقهم عن جدلية الوفاء والتجديد، وعن التغيير في كنف الاستقرار، وعن الحل الوسط التاريخي، وعن التناوب التوافقي، مؤمنا بالمؤسسات وبالنضال الديموقراطي والجماهيري، حاملاً لقيم الحرية والكرامة والانفتاح والحوار والتعايش".
لا أعرف من يحب بلاده، مثل الدكتور خالد الناصري، ولا من يدافع عنها باندفاع وحماسة وتوثب، مثل الدكتور خالد الناصري.
تابعنا معه في إقامته، ومع السفير القطري سعود بن ناصر آل ثاني، صعود منتخب المغرب لكرة القدم في أولمبياد قطر 2022 وكان الناصري مزهواً بالاختراق المدوي لأسود الأطلس، كما يليق بكل مغربي وعربي.
وعزّى الملك محمد السادس، أسرة الفقيد ببرقية أشار فيها الى مناقب الفقيد:
"... الخصال المثلى التي أهلته وبكل جدارة لتقلد العديد من مناصب المسؤولية والمهام السامية سواء على المستوى الأكاديمي أو الحكومي أو الدبلوماسي، والتي أبان فيها عن كفاءة وحنكة ورزانة واقتدار”.
وكما فقد المملكة المغربية أحد رجالاتها الكبار، فقدت مملكتنا صديقاً محباً كبيراً.