محليات

المسحراتي ٠٠ تقليد رمضاني يتراجع مع هيمنة وسائل الاتصال

{clean_title}
الأنباط -
فرح موسى
التسحير من العادات الصامدة في  شهر رمضان الفضيل رغم التطور التكنولوجي وانتشار وسائط الاتصال الحديثة.
و يضفي التسحير على الشهر المبارك جمالية رائعة ويقوم بها شخص وخاصة الاغاني التي يطلقها  المسحراتي  وهو  يجوب بين الاحياء يضرب على الطبل بطريقة  موسيقية رائعة  لتنبيه النائمين ليفيقوا لتناول وجبة السحور التي تساعدهم على الصيام.
 ويرافق التطبيل كلمات جميلة ومنها..
 يا نايم وحد الدايم 
 يا غافي وحد الله 
يا صايم وحد مولاك يلي خلقك ما بنساك. قوموا الى سحوركم رمضان اجا يزوركم تعلى هذه الكلمات الرائعة يصحو الصائمون.
 وبعض المسحرين، يطرقون على الابواب التي يعرفون اصحابها او إذا طلبوا منهم ذلك.
ومن المسحرين من يبادر متطوعا ومنهم من يأخذ اجرا مما يدفعه أهل الحي الذي يدعو للسحور فيه وذلك في ليلة الوقفة لعيد الفطر.
وكان المسحر سابقا يجوب كل القرية، ولكنهم في هذه الأيام يقسمون احياء المدينة بينهم ليتمكنوا من التسجيل في الوقت المحدد.


يقول المواطن سعيد مقابلة انه عندما كان طفلا كان سعيدا جدا لسماع هذا الرجل "المسحر" وكان في ليالي الصيف مع اطفال الحي يركضون وراءه من باب المتعة والسعادة.


المواطن خالد بني دومي يقول ان المسحر ما زال موجودا في بلدته وهو يتمتع بسماع صوته وطبله وعندما يسمعه يشعر بسعادة غامرة  اذ يذكر الصائمين بان السحور جزء من الصيام . مشيرا إلى أن السحر يذكرنا بحث الرسول الكريم على عدم اهمال السحور.

المواطن جواد مجدلاوي يشير إلى سيطرة وسائل الاتصالات الحديثة مثل التلفون .

المواطن حسين الزيود  يقول ان المسحراتي ما زال موجودا في بلدته ولكنه طور الة الطبل فصارت اكبر عما كان عليه قديما واصبح معه مجموعة على شكل فرقة يلحقون به بالاهازيج التي تسير على  النسق نفسه لعطي جمالية جماعية للتسحير. 
 مشيرا إلى أن بعضهم وللاسف حال بعض المناطق التي يمارسون التسحير بضرب اعمدة الكهرباء فتدب في قلوب النائمين الرعب وتعمل على ازعاج الناس.

يقول محمد صبارين المسحراتي في منطقة البارحة منذ اكثر سنة المسحراتي هو الشخص الذي يأخذ على عاتقه إيقاظ الناس للسحور قبل الإمساك بنحو ساعتين وتجوال المسحراتي بين الأحياء تقليد رمضاني مشهور يتجول المسحراتي وهو يضرب على طبلته مرددا تراتيل مثل (اصح يا نايم وحد الدايم)،(وتسحروا فإن في السحور بركة )، ومع التطور التكنولوجي في وسائط التنبيه، الا انها مازالت قائمة في  إحياء وحارات كثيرة وانا شخصيا استمتع بانغام واشعار المسحراتي وصوت الضرب على طبلته وتذكرني ظاهرة المسحراتي بأيام الطفولة في قريتنا حيث كنا نتبعه في جولاته مرددين معه  اشعاره. 

حذرت من بعض الأشخاص الذين يحاولون الحصول على اكراميات قبل المسحر الحقيقي مدعين، أنهم مسحرون، داعيا إلى التأكد من شخصية المسحر والتعرف اليه  خلال الشهر الفضيل.


الناشطة الاجتماعية فريال أبو لبدة أكدت أن المسحراتي تقليد وعادة شعبية يمارسها بعضهم في شهر رمضان المبارك، وتعبر عن التماسك الاجتماعي، والمحبة بين محيط بيئي معين، يعود بالنفع الاقتصادي على من يمارس هذه المهنة نهاية الشهر الفضيل، لينتفع هو وعائلته من العيديات والإكراميات.

وقالت فريال أبو لبدة ربة بيت؛ زمان ونحن أطفال، كنا نصحو على صوت طبل المسحراتي وهو يشدو في الحارة بكلمات منتقاة بعناية، تحمل معاني دينية إسلامية، تم تخزينها في ذاكرتنا حتى هذه اللحظة، مثل: (اصحى يا نايم، وحد الدايم، وحد الله) كلمات تعكس محبة هذا الشهر الفضيل بأيامه ولياليه المباركة، ليصحو الناس على عبارات التوحيد لتحضير وجبة السحور المليئة بالبركة، كما وصى رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم عليها.
  رئيس مركز حق للتنمية السياسية، المستشار الإعلامي لجامعة جدارا سابقاً، تحسين التل قال:  المسحراتي، حامل الطبل الذي يجوب شوارع وأزقة المدن والقرى بعد منتصف الليل، لإيقاظ الناس على السحور من العادات التي ضعفت مع تطور وسائل الاتصالات الحديثة.

وكانت عبارة يا نايم وحد الدايم، هي العبارة المتداولة على لسان المسحراتي، ولم يكن يأخذ المسحر أي نقود من أهالي المنطقة التي يسحر فيها، إلا قبل انتهاء الشهر الفضيل بعدة أيام، فيطرق الأبواب ليذكرهم بقدوم العيد، فيمنحه صاحب البيت اكرامية  او حلويات، أو ملابس وأحذية وفق ما يتوفر.

ويضيف التل في أوروبا؛ كان يقابل هذه المهنة؛ مهنة قارع الأبواب والشبابيك صباحاً لإيقاظ الموظفين، والعمال للذهاب الى أعمالهم، وكان يقبض أجرته منهم في نهاية كل شهر، هذه المهنة كانت منتشرة في الغرب، ولم يعد لها ذكر إلا في الأرشيف؛ للتوثيق التاريخي بعد ظهور الوسائل البديلة التي اعتمد عليها الإنسان فيما بعد.
تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )