المضافات عامل اساسي في تمتين الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية

فرح موسى:

 تُعد الدواوين والمضافات الأردنية في مدن ومحافظات المملكة من المؤسسات الاجتماعية والعشائرية التي تأخذ حيزاً مهماً في عمليات الإصلاح المجتمعي، وتشكل ركناً أساسياً في منظومة البناء الاجتماعي.

وقال المواطن احمد السالم لصحيفة "  الأنباط" ان الديوان يؤدي دورا مهما في السلم المجتمعي، والصلح بين ابناء العشيرة  الواحدة او بين العشائر، و في ضبط الأمور الإجتماعية، وغيرها مما يتعلق بالمجتمع .

 وقال امينة الهادي ان الدواوين تقوم بدور اجتماعي يدعم المنظومة الشعبية وينسق اللقاءات العشائرية والثقافية ويعزز السلم المجتمعي معززا دور الامن المجتمعي.

وبين المستشار الإعلامي السابق لجامعة جدارا الكاتب تحسين أحمد التل ان  أهمية الديوان تكمن بالدور الحقيقي الذي يقوم به ضمن تركيبة مجتمع عشائري، تعود على حل المشاكل عشائرياً قبل أن تعمل الأجهزة الأمنية على حلها أمنياً، عن طريق استقبال الجاهات، وكتابة صكوك الصلح العشائري، والمساهمة الفاعلة في حل جزء مهم من القضايا قبل وصولها الى القضاء.

وأذكر أن عشيرتي استطاعت عبر سنوات طويلة، ومن خلال استقبال الجاهات، أو الخروج  بجاهات عشائرية، أنها عملت على حل كثير من القضايا الاجتماعية المستعصية ، وكان لعشيرة التل السبق في مساعدة الدولة على التهدئة بين العشائر، وتحمل المسؤولية الاجتماعية، والعشائرية، وحتى المالية، وذلك انطلاقاً من دور ديوان العشيرة الذي يمثل الوطن بكل أطيافه.

الكاتب والشاعر جمال الدويري قال  ان المضافات او الدواوين، هي تجمعات شعبية، وصارت واجهة للعشيرة، او لشرائح مجتمعية، و اضحت مرجعية ناظمة، تقوم على المؤسساتية وشرعية التجمع والمصالح المشتركة.

واضاف  ان للدواوين  والمضافات دورا الايجابي بفض الخلافات العشائرية، بسرعة تعجز عنها بيروقراطية القوانين احيانا.

  كما لها دور واضح  للعيان والمتابعين  بتعميق وتجذير التعاون والأمن المجتمعي، فثمة بصمات واضحة لها غير خافية على احد، ولأن القائمين على هذه المضافات بالغالب، من المتقدمين بالسن، وأصحاب الخبرة والرجاحة، فليس من الغريب، ان تضطلع بأدوار واستشارات ذات طابع رزين، في التعامل مع الأحداث والاشكاليات المجتمعية التي تهدد الأمن المجتمعي، وتستدعي كل الحكمة والدهاء لمنع الأسوأ، وضبط المندفعين من الشباب ولجم طيشهم.

ووبين ان نشاطات هذه الوحدات المجتمعية متعددة  وهي الأقرب والمطلعة على حال العشيرة والتجمعات الشعبية، وهي الأقدر على صناعة الفرص وتطويع الظروف وخلق الأطر الأيسر للتعاون ضمن حدودها، وربما بينها ومثيلاتها، لتحقيق المصلحة العامة والمنتمين لها.

وزاد الدويري ان القوة بالجماعة، والحكمة فيها، فإن صلحت هذه التجمعات وتجانست، عادت على المجتمع  بالخير والسؤدد والانسجام، مما يسهل التعاون، ويحاصر الخلافات ويطفئ نيران الخلافات.

الحاج محمد طاهر كريزم (أبوعصام) خبير في الشؤون العشائرية، قال: ان دور الديوان يأتي قبل دور وزارة الداخلية المتمثلة بالمحافظة في حال نشوب الخلافات، لاسمح الله، مثل: القتل، وقضايا الشرف، يكون دور الديوان ويتمثل بالشيخ، خلال عملية إجلاء القاتل وأهله وذويه.

وتمتاز مجتمعاتنا العربية والأردنية تحديداً بنظام عشائري صلب، يتفق مع مدنية الدولة، دولة القانون، والحقوق، والواجبات، إذ تعد الدواوين العشائرية برلمانات مصغرة، تجتمع فيها رجالات العشيرة للتباحث في قضايا الوطن، والمدينة، والقرية.

  

وبين الدواوين رديف، وداعم لمؤسسات الدولة في ترسيخ القيم المجتمعية، والثوابت بين أطياف المجتمع الأردني وتلاحمه، وتعاضد الجسم الوطني والمجتمعي الواحد، وتؤدي الدواوين في بناء حلقات الوصل بين أبناء المجتمع، وبين مؤسسات الدولة.

واكد ان التدخل العشائري الفوري أول خط لاحتواء فورة الدم، وقبول (الدخالة)، وأخذ العطوة بأنواعها، وإجلاء أهل الجاني، والحفاظ على حقوق ذوي المجني عليه، لكي تأخذ الأجهزة الأمنية والقضائية، وقتها الكافي لإنفاذ القوانين.

واشار كريزم الى الدواوين ادت عدة أدوار تتعلق بالنواحي الثقافية، والعلمية، وندوات أدبية، وفكرية، وأقامت الكثير من الأعمال الاجتماعية، والتطوعية، والخيرية، وكانت وما زالت جزء لا يتجزأ من فسيفساء الوطن تحت ظل القيادة الهاشمية. 

الإعلامية، والناشطة في مجال حقوق المرأة فريال أبو لبدة، أكدت أن المضافات تُعد رديفا حقيقيا لتعزيزأمن واستقرار الوطن، فهي تضم في اجتماعاتها شبه اليومية، نخبة ممن لديهم خبرة في العشائرية، قادرين على حل أصعب المشاكل في المجتمع، واحتواء أية أحداث خارجة على القانون، ويساهمون بالحد من الفوضى المجتمعية.

وقالت  إن مضافاتنا تعد وثيقة ، ماضينا، وحاضرنا، وعبق التاريخ الذي نعتز، ونفتخر به، عادات وتقاليد، توارثناها عن الآباء، والأجداد، مضافاتنا تلك التي تحتفظ برائحة الهيل، والقهوة العربية الأصيلة، تخزن بين ثناياها أحاديث من الزمن الماضي الجميل.

واوضح مدير ثقافة اربد عاقل الخوالدة ان  وزارة الثقافة انها تنظر للمضافات على انها اماكن ثقافية لها دور اجتماعي ولها فعالياتها المتنوعة من جمع المواطنين اقامة الندوات والاجتماعات .

واضاف ان للمضافات تاريخا سياسيا وقد جمعت بالسابق احرار العرب وكانت النواة للاعمال الحزبية وستلقى من وزارة الثقافة  كل الدعم لتطوير عملها وتعزيز مكانتها.