الأنباط -
بقلمِ -المستشار الإعلامي جميل سامي القاضي
في الإستهلالِ نقول، المتقاعدين العسكريين – بيت الخبرة الاردنية ومخزونه الذهبي – الذين يعدون ثروة وطنية نجد من الضرورة بمكان الاستفادة من امكانيتهم وخبراتهم في كافة مناحي الحياة ومجالاتها من ادارية وثقافية واجتماعية وفنية وغيرها ، ليكونوا كما عهدهم الوطن مشاعل خير وبناء ودرع من دروع الوطن الماجدة
أنَّ هذه الفئة أعطتْ ما لديها في إطارِ ما حدد لها وحملت الأمة وحمتّها بكلِ ما أوتيت من قوة، لكنها اليوم في مدٍ وجزرٍ بينَ من يريد لها إكمالِ مسيرتها في البناءِ والتنميّةِ الشاملة، مقابل من يعمل على تشتيتِ دور فرسانها وتحقيق المصالح الذاتية من خلالِ إعلان الوصّاية عليها ، فتعددت التسميات بينَ جمعيات وهيئات، وتجمعات، وروابط ومؤسسات، ولجّان، إلا أنه ولليوم، لمْ يتم تسُوية الرواتب بطريقةٍ عادلة، ولا الجانب الإجتماعي نُظّم بطريقةٍ مساويّة للجميع .
إنّ هذه الفئة هي وجهُ الجيش في المجتمعِ المدني وإذا لم يتم التكفل بها ضمن إطار عادل وحافظ لكرامتها فإنها تكون عِرضة لمساوماتِ المغرضين وراكبوا الأمواج الذين لا همَّ لهم إلا الوصول على حسابِ آلامِ المستضعفين، وهذا ما يدركه أغلبية المتقاعدين العسكريين، ومع تزايد تعقيد الأمور المعيشية والذي يتغير يوميًا وهم يلاحظونَ أنهم أصبحوا في مؤخرةِ سلسلة الأجور ، وعليه ان لسان حال المتقاعدين العسكريين يقول بصوت عال :
نحن لسنا موتورن .. او في عيوننا حول .. لا نتباكى او نتغنى بالمدائح الكاذبة ، كما اننا لا نتحرك بالوقت الضائع او نسير عكس الريح او حرقنا مراكبنا وخسرنا الدين والدنيا ، ولم نكون يوما" ابواق تنهش ظهر اوطاننا ولا من الطوابير التي تسل سيوفها وتقطع اوصال وطنها ؟
كما اننا لانقود حملات زائفة نقصد منها اثارة الغبار في وجه اوطننا او نتبنا حملات معادية للدين والوطن الذي نعشق.
إلا اننا لا نجد إلا الإهتمام الملكي الساميّ، وهو اهتمام هاشمي متوارث، فهم آل البيت الأطهار، الأصبح، والأفصح والإسمح، والاشجع، حيث لامسّت الأوامر الملكيّة تطلعات هذه الشريحة الطيبة من مجتمعنا الاردني، فدومًا تكون قيادتنا الهاشمية الراشدة سباقة في الإهتمام بكلِ فئات المجتمع ومنها شريحة المحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين، وذلك من خلال معطيات تتعلق بالوضع المعيشي لهؤلاء النشامى والنشميات، الذين وضعوا أرواحهم على اكفهم، وكانوا ولا زالوا يصِلون النهار بالليل، دفاعًا عن حياضِ الوطن، والعمل لرفعِ وإعلاء رايتهُ الخفاقة.
هذا الإهتمام الملكي المتوارث من الجد المؤسس الشهيد الملك عبدالله الأول إبن الحسين- طيب الله ثراه- وسار عليها الأبناء البررة والأحفاد العظماء، الذين قادوا هذة الدولة ووضعوها في أعلى مراتب الدول، فجاءت مكارم آل البيت الميامين، من تأمين صحي للمتقاعدِ ولذويهِ، وتعليمٌ مجاني، والإسكان العسكري، والمعاش التقاعدي، مترجمين تلاحم القيادة مع هذه الشريحة وغيرها من شرائح المجتمع الواحد المترابط.
وكم شهدنا كمحاربين قدامى ومتقاعدين مواقف فخر وعز لقيادتنا الراشدة من لدُنَّ جلالة قائدنا الأعلى لرفاقِ السلاح واهتمامه الدائم لتلمس حاجاتهم كما هو اهتمامه بكل فئات الوطن، وحرصه على تحقيق رفاهية المواطن وتلبية متطلباته.
فجلالته وولي عهده المحبوب يتابعون هموم هذه الشريحة ومن يديهما الشريفتين تتوالى المكارم التي تحمل في طياتها قدرًا كبيرًا من مشاعرِ المسؤولية والحرص على دفعِ عَجلةِ الاستقرار لدى المحاربين القدامى والمتقاعدين.
وبتوجيهات من القائد الأعلى يتابع سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله المعظم برنامج دعمِ المتقاعدين العسكريين، حيث يؤكد سمو ولي العهد حرص واهتمام جلالة القائد الأعلى برفاقِ السلاح، تقديرًا لجهودهم وعطائهم وتضحياتهم في الدفاع عن حياض هذا الوطن،
وعليه فإننا نعاهد الله بأننا سنبقى جُند الأردن واحتياطها، جاهزين للدفاعِ عن الوطن و رهن إشارة مولانا المعظم.
ولكم مولاي جلالة قائدنا الأعلى للقوات المسلحة الأردنية واسع النظر والحكمة، ودمتم ذخرا للأمة وملاذًا للمظلومين، المجد والخلود للشهداءِ الأبرار، وشعارنا الخالد "الله الوطن الملك".