الأنباط -
بقلم الفريق المتقاعد محمد عبدالله الرقاد
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا لست بصدد الدفاع عن الباشا حسين المجالي ولا اوضح أي هدف أو قصد من وراء أي كلمة أو مصطلح او جملة أوردها أو تحدث بها عبر محاضرته التي القاها يوم السبت الموافق 7/1/2023 في مركز الحسين الثقافي في رأس العين عن : تحديات الأمن الوطني.
فتاريخ الرجل الوطني (العسكري والدبلوماسي والأمني و الوزاري) معروف وهو من يتحدث ويدافع عنه و سيرته الذاتية حافلة بالعطاء و الاخلاص و الإنجازات الوطنية التي أهلته وتؤهله إلى أن يتبوأ مكانه كمحاضر عن التحديات التي تواجه الأمن الوطني على الصعيدين الداخلي والخارجي ، وهو الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية و الموجه في كلية الدفاع الوطني الأردنية والتي كانت تسمى ( كلية الحرب الملكية الاردنية ) و المحاضر في اكثر من لقاء خارجي و محفل دولي .
و ما دفعني للكتابة هو ما نتج عن محاضرته من ردود فعل ايجابية و سلبية لسببين
الأول: أنا أعرف الرجل جيدا وقد جمعتني معه الخدمة الأمنية الوطنية على مدار ثلاث سنوات متواصلة، وقفت من خلالها على معرفة الصفات القيادية التي يتمتع بها وقدرته على توظيفها في معالجة القضايا الأمنية بنجاح في ادق الظروف و اصعبها .
والسبب الثاني: أنا من عاين المحاضرة وشاهد عيني عليها إلى جانب عدد من الزملاء المتقاعدين من ضباط الأمن العام ، و حرصنا على الحضور نظرا لأهمية المحاضرة ومكانة المحاضر وزمن المحاضرة على حد سواء ، وقد سمعنا كل كلمة قالها الباشا وكل مثال اورده وكل جواب عن سؤال ادلى به أمام نخبة من الذوات: وزراء سابقون وأعيان و اطباء وضباط متقاعدون وجمهور خفير من المواطنين الكرماء و عدد من الصحفيين المعروفين الذين لا يخفى عليهم خافية او يلتبس عليهم قول أو دلالة مصطلح لغوي فصيح أو بالعامية.
لهذين السببين وجدت انه من الواجب أن اشهد وأقول كلمة الحق لله وللتاريخ ليس إلا.
ولا يمكن لرجل بوزن الباشا حسين المجالي وفي محاضرة عن أمن الوطن أن يرمي الكلام على عواهنه وأنا من خدم بمعيته على مستوى القيادة الأمنية المتقدمة في مديرية الأمن العام لا سيما في فترة الربيع العربي وما تلاها من أحداث و تداعيات أمنية، وقد خبرت الرجل عن قرب ولا أحتاج لمن يشهد لي بحقه أو يوضح صفة من صفاته فأنا على إطلاع واسع للكثير مما يتحلى به من صفات قيادية وإدارية ونفسية اهلته ليكون المسؤول والقائد الأول لأكثر من موقع وفي اكثر من مناسبة
وعودة على ما طرحه في المحاضرة لبعض الجمل والمفردات على سبيل التشبيهات اللغوية التي كانت في السياق اللغوي فأدت معناها الذي أراده المحاضر وحملت في مفهومها الوطني رسالة بليغة لكل من هو وطني قل نظيرها.. لكن عندما يؤخذ الكلام في غير سياقه و يوضع بمحل التشكيك او التأويل فهذا بحد ذاته اغتيال للشخصية وقتل للروح المعنوية و جور وظلم وبهتان إلى جانب انه تحريف للمعنى المقصود الذي أراده المحاضر في سياق المحاضرة.
ولا أريد هنا أن اورد ما تناقلته بعض المواقع والصحف الإلكترونية من حديث على لسان الباشا المجالي و وضعه خارج النص الأصلي وفي غير المكان الصحيح مما دفع بعض المعلقين الى تجاوز حدود النقد البناء واجتزاء المعنى المقصود الذي جاء من أجله مما ادى تشويه المعاني القيمة للمحاضرة والأسلوب المباشر الذي اتبعه المحاضر وتفسيرها على غير حقيقتها، وقد استغل بعض القراء والمعلقين ما ورد من عناوين في هذه المحاضرة وتناولوا بالنقد السلبي الأحداث الأمنية الأخيرة على أثر ارتفاع أسعار الوقود وما سبقها من أحداث و التي راح ضحيتها ثلة من شهداء الأمن العام (رحمهم الله ) و تجاوزوا حدود النقد عندما شككوا بقدرة العناصر الامنية التي نفذت مهامها و أنها لم تكن بالمستوى المطلوب في مثل هذه العمليات ، وهم لا يدركون أهمية المهمة وحجم المسؤولية القانونية والإنسانية الملقاة على عاتق قائد العملية ومن يعمل بأمرته.
ولا يفوتني في هذا المقام أن اشكر وأقدر كل الذين كتبوا و انحازوا إلى الحقيقة من الأخوة الزملاء الضباط المتقاعدين و من الأخوة الصحفيين الجادين اصحاب الخبرة والمعرفة الذين فهموا المعنى المقصود من سياق الحديث ونقلوه على حقيقته دون الالتفات إلى رأي حاقد أو قول ساذج لأي من هؤلاء الذين غردوا خارج حدائق الوطن وطاروا إلى ما وراء حدوده.
حمى الله الوطن والقائد والشعب ، والله من وراء القصد وهو ولي الصابرين
فريق متقاعد
محمد عبدالله الرقاد
نائب مدير الأمن العام الاسبق