الأنباط -
بقلم اللواء الركن الدكتور المتقاعد عدنان العبادي
((وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِۦ عِلْمٌ ۚ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَٰٓئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْـُٔولًا))
رحم الله شهداؤنا الأبرار نشامى أجهزتنا الأمنية ودعواتنا بالشفاء العاجل للمصابين منهم
بداية ليس الوقت المناسب لنشر
المنشورات او المقالات وليس كذلك مناسبا لطرح التحليلات والتهكمات المختلفة فيما يتعلق بعملية الحسينية وانني مادفعني للكتابه مارأيته متداولا وبكثره على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ..
لذلك لن أطيل مقالي
اولا: إن مهمات العمليات الخاصة والمداهمات الأمنية التي تنفذها وحدات الاختصاص تعتبر من أعقد المهمات العسكرية وأخطرها اذ يتطلب هذا النوع من العمليات تدريبا خاصا ومعلومات دقيقة ومعدات خاصة وتنفذ لتحقيق المصلحة الوطنية العليا للدولة كونها غالبا ما تنفذ ضد اهداف عالية القيمة ولها ضرورة خاصة أمنيا حفاظا على الامن الوطني للدولة، ولهذا تكون نسبة خطورتها عالية. هذا الوصف لهذه العمليات الخاصة - مثل حادثة الحسينية اليوم - ليس من باب الابتداع او التهويل والتبرير هذا الرأي أخي الكريم لك ان تراجع به أصحاب الاختصاص العسكري محليا وعالميا.
ثانيا : ان من يقوم بتحليل عملية عسكرية او امنية لابد ان يستند الى خبرة كبيرة وتجربة عملية وان يراعي شعور ذوي الشهداء وابناء الوطن في وقت نحن احوج فيه الى الثبات في وجه المتربصين بالوطن وابنائه وان لانوجه اسلحتنا للطعن بحرفية أجهزتنا الأمنية وقدرتها العالية في العمل والتي يشهد لها القاصي والداني ولا تُعَبِر بأدنى شعور إنساني لمن ضحى بدمه من منستبي أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة من اجل حماية الوطن والمواطن
ان رجال المهمات الصعبة من اجهزتنا الامنية ورجال القوات الخاصة ومنتسبي قواتنا المسلحة بمختلف مواقعهم يعلمون ويدركون ما أقوله الان ويقرأونه معكم وهم من يحمل روحه على راحة كفه فداء للوطن والمواطن
ثالثا: - ان الظروف التي نمر بها والحزن الذي يخيم في كل بيت اردني لايستوجب التحليلات والاراء فدماء شبابنا التي أريقت تستوجب مني ومن كل أردني غيور أن يصمت لأجلها بل ويراجع أهل الخبرة والاختصاص ليقدموا لك آلاف الأمثلة والأحداث إقليميا وعالميا على ما اسلفت... له أن يروي لك حادثة القوات الخاصة الأمريكية في طهران وعملية مطار لوكا في مالطا، لهم أن يحدثوك بالتفصيل عن عملية القوات الخاصة الروسية في مسرح موسكو وعملية ميونخ ليست عنا ببعيد ... كم ضحت أجهزة هذه الدول وقواتها لفرض سيادة القانون وتحرير الرهائن وحماية مواطنيها ... ولكي تعلم كم هم عظماء شباب الوطن منتسبي أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة الباسلة .. ولا تلقي بكلمة تجرح بها مشاعر واحاسيس ذوي شهيد أو جريح..
ختامي لكم يا شعب وطني العزيز بوصية رسولنا الأكرم :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت
والله من وراء القصد راجيا من كل أردني غيور أن لا يلتفت الى الأفواه المأجوره احتراما لدم الشهداء الذي عطّر سماء الوطن