الأنباط -
أطلق برنامج السلامة الرقمية في الأردن، بالشراكة مع مركز المعلومات والبحوث في مؤسسة الملك الحسين، اليوم الأربعاء، شبكة مناهضة العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن.
جاء ذلك ضمن أنشطة مشروع "نحو مجتمع خال من العنف الرقمي ضد النساء والفتيات في الأردن"، وحملة 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة.
وأوضحت مديرة مركز الإعلاميات العربيات، التي رعت الحفل، محاسن الإمام، أن منصات التواصل الرقمية أحدثت ثورة في كيفية التواصل بين الناس، وأدت إلى تغييرات جوهرية في مكان العمل ومجال النشاط العام، حيث استطاعت المرأة اكتساب فرص الظهور من خلالها، وزيادة فرصها في الوصول إلى المعلومات، والتفاعل الذي وفر لها فرصا أكبر في التعليم والتدريب والتواصل مع الآخرين.
وبينت الإمام أن ذلك تعزز بدعم من سياسات التمكين وتأثيراتها، على الرغم من أن البيانات ما تزال قليلة حول دور الإعلام الرقمي والتقنيات الاجتماعية في حقيقة تمكين المرأة ورفع مستوى مساواتها السياسية والاقتصادية وجسر الفجوة الاجتماعية، موضحة أن محتوى الإعلام الرقمي لا يراعي تحقيق المساواة بين الجنسين في المجتمعات إجمالا، ولا يكسر القوالب النمطية لهن.
وأشارت إلى أن ذلك يمثل تحديا كبيرا لطرفي الإعلام الرقمي من جهة والمرأة ذاتها من جهة أخرى، مؤكدة دور الإعلام الرقمي في تعزيز المشاركة السياسية والاقتصادية للمرأة، ومواجهه التضليل الإعلامي والمعلومات المغلوطة.
ودعت الإمام إلى نبذ خطاب الكراهية والعنف والتنمر الموجه عبر الإعلام الرقمي، وتقصي الحقائق قبل النشر، واحترام الآخر، وإيجاد آليات لمواجهة ومقاومة الابتزاز الإلكتروني، بالإضافة إلى إصدار مدونة سلوك إعلاميات تحتوي على معايير وضوابط للممارسة الإعلامية الرقمية.
كما دعت إلى عقد دورات تدريبية للإعلاميات والإعلاميين لتبني الخطاب الحقوقي للقضايا الجندرية في الإعلام الرقمي، من أجل ترشيده وتدقيق محتواه، وتعزيز دور الإعلام لمواجهه الخطاب المتحيز ضد المرأة، وزيادة الوعي بالتربية الإعلامية في مواجهة المعلومات المضللة وخطاب الكراهية.
بدوره، قال مدير مركز المعلومات والبحوث، الدكتور أيمن هلسة، إن إطلاق الشبكة يتزامن مع حملة 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة، معربا عن سعادته باستمرار الجهود إلى ما بعد انتهاء المشروع، حيث يعتبر إطلاق الشبكة أكبر مثال على ديمومة العمل على الصعيد الوطني.
وأكد هلسة أن جميع الأشخاص معرضون ليكونوا ضحايا للعنف الرقمي لأسباب متعددة ومختلفة، خاصة الصحفيات والإعلاميات لدى طرح مواضيع ذات طابع حقوقي أو تنموي خارجة عن المألوف، مؤكدا أن وجود هذه الشبكة يقدم دعما ومساندة لهن.
من جهتها، قالت مديرة برنامج سلامات، لينا المومني، إن برنامج السلامة الرقمية نفذ في 7 دول عربية، بهدف تغيير المفاهيم والسلوكيات تجاه الاستخدام الآمن للإنترنت، موضحة أن الصحفيات والإعلاميات عادة يشهدهن العزلة والوحدة في مواجهة هذا العنف في ظل ضعف القوانين التي تتصدى للعنف الرقمي الذي تواجهه الصحفيات والإعلاميات.
وأشارت إلى افتقار غالبية المؤسسات الصحفية المحلية لمدونات أو أنظمة داخلية أو مواثيق تعمل على توجيه الصحفيات خلال تعرضهن للعنف الرقمي، لافتة إلى وجود تقارير محلية تثبت تزايد حالات العنف الرقمي الموجهة للصحفيات والإعلاميات في الأردن، مما استدعى مواجهة العنف ضد المرأة.
وقُدّمت خلال الحفل دراسة حول العنف الرقمي الموجه للصحفيات والإعلاميات، بينت أن 99 بالمئة منهن يستخدمن وسائل التواصل الاجتماعي، إما لمتابعة الأخبار أو نشر أعمالهن الصحفية، أو للحصول على مصادر من حالات أو مسؤولين.
كما بينت أن أكثر من نصف الصحفيات تعرضن للعنف الرقمي، و 10 بالمئة لا يميزن إن كان عنفا رقميا أم لا، فيما قالت 19 بالمئة أنهن تلقين رسائل شتم أو رموز وصور غير لائقة.
وأشارت الدراسة إلى أن 44 بالمئة من الصحفيات تعرضن لعنف رقمي من أشخاص لا يعرفونهم، بينما قالت 10 بالمئة أنه من أقاربهن أو أصدقائهن على صفحات التواصل الاجتماعي، إما لأسباب التسلية أو المضايقة أو تشويه السمعة أو الابتزاز.
ولفتت إلى أن النسبة الأكبر من الصحفيات بلّغن عبر حسابات التطبيق، وبعضهن تواصلن مع الشخص نفسه، وبعضهن الآخر قمن بإبلاغ مؤسساتهم عما تعرضن له، فيما اكتفت الأخريات بالصمت وعدم القيام بأي تصرف مقابل.
وعقد خلال الحفل جلسة حوارية حول العنف الموجه ضد الصحفيات والإعلاميات في الأردن، تحدثت خلاله الصحفية فلحة بريزات، والناشطة في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، روان بركات، عن تجربتهن في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وما قد تتعرض له المرأة عبر هذه الوسائل من ناحية إيجابية أو سلبية.
--(بترا)