مراقبون: ممارسة المرأة لدورها الانتخابي بفعالية نابع من إيمانها بتطلعاتها

تؤدي المرأة الأردنية دورا مهما في مجالات الحياة كافة، وتقف جنبا إلى جنب مع الرجل فيها، وتحتل على الصعيد السياسي مناصب قيادية مختلفة، حيث يمثل تصويتها في العملية الانتخابية مشاركة فاعلة في خدمة الوطن.

ويتفق مراقبون، خلال حديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن للمرأة دورا رئيسا وفاعلا في العملية الانتخابية، في ظل وصولها لمستويات مرموقة علميا وثقافيا في المجتمع، سواء كانت مرشحة أم ناخبة، داعين لأن يكون قرار الانتخاب الذي تتخذه مرتبط بخياراتها وتطلعاتها، بعيدا عن تأثيرات ذكورية تحد من ممارستها لحق الانتخاب بحرية.

ويبين المستشار الإعلامي في وزارة الإدارة المحلية، محمد ملكاوي، أن الحملة الوطنية للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات والمجالس البلدية ومجلس أمانة عمان الكبرى، التي أطلقتها وزارات الشؤون السياسية والبرلمانية والشباب، والثقافة، والتعليم العالي، ركزت على عرض قصص نجاح في الوزارة ومديرياتها في الميدان، للتحاور مع النساء في المجتمع المحلي عن أهمية مشاركتهن في العملية الانتخابية لإعطاء حافز أكبر لهن من خلال عرض نماذج ناجحة أمامهن، وذلك حرصا من الوزارة على التركيز على دعم العجلة التنموية في المحافظات من خلال مناطق البلديات، لخلق فرص العمل وتشجيع الاستثمار.

وتؤكد مدير الشؤون البلدية للواء البادية الشمالية، براءة التليلان، أن الحملة جاءت لتعزيز دور النساء والشباب بوصفهم فئات لا يؤمن البعض بقدراتها، مؤكدة أن المرأة قادرة على أن تكون شريكا وطنيا فعالا مع الرجل في اتخاذ القرارات السياسية والتنموية، من خلال عرض الأمثلة الحية على النجاحات المتحققة؛ ما يخلق داخلهم الأثر الإيجابي الكبير، وتصحيح الصورة النمطية لأدوار ومهام مجالس البلديات المحصورة في أذهان البعض في الجانب الخدماتي فقط، وأنها تتعداه لتشمل البرامج التنموية المتعددة.

وانطلاقا من تبعية المرأة للرجل في معظم الأحيان فيما يتعلق بعملية التصويت، تبين مديرة الشؤون البلدية ورئيس مجلس الخدمات المشتركة في محافظة معان، المهندسة نجلاء المحاميد، أنه جرى توعية النساء والشباب بأهمية دورهم في الاستحقاق الدستوري في اختيار المرشح الأكثر تميزا والحرص على التمتع بحرية الاقتراع، تجنبا لمساهمتهم في إنجاح برنامج انتخابي لا يمثل تطلعاتهم ولا يخدمها، إضافة لإشعار من كانوا ينوون العزوف عن المشاركة في الاقتراع بحجة عدم الثقة بالإنجازات الموعودة بسلبية قرارهم، الذي سيحول دون تحقيق دور خدمي وتنموي يرقى بمناطقهم.

وتقول مدير الشؤون البلدية في محافظة البلقاء، المهندسة سناء العلوان، إنه ومع دخول الدولة في مئويتها الثانية، استطاعت المرأة الأردنية إثبات جدارتها على أرض الواقع، ومثلت الأدوار الريادية بامتياز، وحرصت كذلك على تمكين نفسها في مختلف المجالات، ما فرض وجودها في الميدان السياسي بقوة تحت مظلة القوانين والأنظمة الداعمة لها.

ويلفت رئيس لجنة انتخاب منطقة شفا بدران، الدكتور نواف الخوالدة، إلى أن الهيمنة الذكورية تعتبر من أبرز التحديات التي تواجه المرأة على الصعيد المحلي، موضحا أن عدد الناخبات في المنطقة يفوق عدد الناخبين الذكور، حيث بلغ عددهم الكلي 19635 ناخبا وناخبة، منهم 9540 من الذكور، و10095من الإناث، في إشارة لحجم التأثير الذي من الممكن أن تلعبه المرأة في قلب موازين العملية الانتخابية وترجيح كفة الأجدر بين المرشحين لتحقيق تطلعاتهن المنشودة.

مساعد رئيس لجنة انتخاب منطقة شفا بدران، انتصار أبو شريعة، قالت إن الحكومة سعت لتمكين المرأة؛ فوصلت لأماكن صنع للقرار واعتلت المناصب القيادية إيمانا منها بدورها الرديف للرجل، مؤكدة أن المرأة قادرة على اتخاذ قراراتها دون أي ضغوط من خلال مجابهة جميع التحديات التي تعترضها.

وأشادت بدور وسائل الاتصال والتواصل بتثقيف المرأة بحقوقها السياسية في مختلف المواقع، وأهمية الدور الاجتماعي الذي تلعبه باعتبارها تشكل أكثر من نصف المجتمع.

من جانبها، تشدد رئيس لجنة انتخاب منطقة أبو نصير، هيام الشواورة، على ضرورة دعم المرأة لمثيلاتها من النساء، والوثوق بقدراتهن في صنع القرار، وصولا للمشاركة النوعية وحفاظا على الاستقلالية في الرأي بانتخاب الأفضل، داعية السيدات إلى فهم أدوارهن المنوطة بهن لانتخاب القادر على إيصال أصواتهن لصناع القرار.

وتعبر رئيس لجنة أحد الصناديق في مدرسة مي زيادة الثانوية المختلطة، الدكتورة سراب العبادي، عن فرحتها في المشاركة بهذا العرس الوطني، واعتزازها بجهود زميلاتها في قاعات الانتخاب، مؤكدة أن دورها يوازي دور الرجل، وتقف -بحسب تعبيرها- فعالية مشاركة النساء في انتخابات المجالس البلدية وأمانة عمان على اختيار المرشح وفق أسس سليمة كسبيل لتحقيق الخدمات التي تطمح لتحصيلها.

وتضيف "أصبحت المرأة مستقلة بخياراتها، وارتفعت نسب مشاركتها في العملية الانتخابية مقارنة بالأعوام السابقة ما يدل على وعيها بأهمية الدور الذي تقوم به في هذا الصدد".

وكان الناطق الإعلامي للهيئة المستقلة للانتخاب، محمد خير الرواشدة، صرح في وقت سابق، أن نسبة المرشحات للمرشحين بلغت 18%، فيما بلغت نسبة المرأة في سجل الناخبين 53%، وبلغت نسبة الكوادر العاملة والمتطوعة منهن 37%.

--(بترا)