الأنباط -
يتحدث معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، في نشرته اليوم الثلاثاء، عن حالة أكياس المبايض عند النساء، التي يمكن أن تحدث بأي عمر، والغالبية العظمى منها غير سرطانية، ولكن قد تصبح سرطانية بمرور الوقت.
وتبين نشرة المعهد أنواع أكياس المبايض، وأسبابها، وأعراضها، إضافة إلى مضاعفاتها، وطرق تشخيصها، والعلاج الذي يعتمد على العمر وحجم الأكياس ونوعها.
المبيضان هما غدتان صغيرتان بيضويتا الشكل تتموضعان على جانبي الرحم وهما من الأعضاء التناسلية الداخلية للجهاز التناسلي الأنثوي. ينتج المبيضان الخلايا البيضية الأنثوية ويفرزان الهرمونات الأنثوية (الإستروجين والبروجسترون) تحت تأثير الحاثات النخامية: الحاثة الجُريبية والحاثة اللوتينية (FSH, LH). يقوم المبيضان بعملية الإباضة شهرياً حيث يتم إطلاق البويضة من الجُريب المبيضي فإذا تم الإخصاب للبويضة يحدث الحمل وإن لم يتم ينزل دم الطمث وتحدث الدورة الشهرية.
ماهي أكياس المبيض؟
هي أكياس مليئة بالسوائل تنمو في المبيض أو على سطحه ولها أنواع مختلفة، وتختلف أحجام وأنواع أكياس المبيض من حجم حبة البازيلاء إلى حجم كبير في بعض الأحيان.
أكياس المبيض شائعة جداً، ويمكن أن تحدث بأي عمر، والغالبية العظمى من أكياس المبيض غير سرطانية (حميدة) ولكن بعضها سرطاني (خبيث)، أو قد يصبح سرطانيًا بمرور الوقت. قد لا تعاني المرأة من أي أعراض لكيس المبيض وقد لا تحتاج إلى أي علاج، حيث يختفي الكثير من تلقاء نفسه. ومع ذلك، قد تحتاج بعض أكياس المبيض إلى الاستئصال بعملية جراحية. تحدث الأعراض بسبب أكياس المبيض بنسبة أقل من ٥٪.
أنواع أكياس المبيض:
أولاً- أكياس وظيفية (Functional Cyst):
وهي الأكثر شيوعاً، غير ضارة تتشكل أثناء الدورة الشهرية وليس لها أعراض وإن وجدت تكون خفيفة وتختفي خلال بضعة شهور. حيث تنمو البويضات بشكل طبيعيي في الجريبات كل شهر واذا استمر نمو الجُريب المبيضي يتكون الكيس الوظيفي وله نوعان:
1- كيس جُريبي (Follicle Cyst):
وهو النوع الأكثر شيوعاً، وهو كيس يتشكل على سطح مبيض المرأة أثناء الإباضة أو بعدها. يحمل بيضة ناضجة. عادة ما يختفي الكيس بعد خروج البويضة. إذا لم يتم إطلاق البويضة، أو إذا انغلق الكيس بعد إطلاق البويضة، يمكن أن ينتفخ الكيس بالسوائل.
تختلف أكياس المبيض الوظيفية عن نمو المبيض الناجم عن مشاكل أخرى، مثل السرطان. معظم هذه الأكياس غير ضارة. لا تسبب أعراضًا ، وتختفي دون علاج. ولكن إذا أصبح الكيس كبيرًا ، فقد يلتوي أو ينفجر أو ينزف ويمكن أن يكون مؤلمًا للغاية.
2 - كيس الجسم الأصفر (Corpus luteum cyst):
عند خروج البويضة من الجريب يبدأ بانتاج البروجسترون الهرمون المُهيئ للحمل ويعرف بالجسم الأصفر ويمكن أن يمتلئ بالدم وهنا يتشكل كيس الجسم الأصفر ويختفي خلال أشهر.
ثانياً- أكياس المبيض المرضية (Pathological cyst):
1- الكيس البشراوي (Dermoid Cyst):
وهي أورام حميدة ونادراً ما تكون سرطانية وتحتوي على أنسجة (شعر، جلد، أسنان) لأنها تتكون من خلايا جنينية، وتعد الأكياس البشرانية من أكثر الأكياس شيوعاً عند النساء دون ٣٠ عاماً والمعالجة تكون جراحية.
2- أورام غُدّية كيسية (Cystadenomas):
نوع من أنواع أكياس المبيض التي تنمو من الخلايا التي تغطي الجزء الخارجي من المبيض وتمتلئ بمواد مخاطية أو مائية ونادراً ما تكون سرطانية و هي أكثر شيوعاً عند النساء أكبر من ٤٠ عاماً ويجب إزالتها جراحياً.
3. بطانة الرحم الهاجرة (Endometriosis) :
وينتج عن التهاب بطانة الرحم فتنمو خلايا الرحم خارج الرحم.
هذه الأكياس البشرانية والأورام الغدية الكيسية تكبر وتسبب تحرك المبيض من مكانه فتزيد فرصة إلتواء الرباط المبيضي ويكون مؤلماً ويؤدي إلى نقص تدفق الدم إلى المبيض وهنا تكون الحالة إسعافية طارئة
الأسباب:
- اضطرابات ومشكلات هرمونية وفي هذه الحالة تختفي الأكياس الوظيفية دون علاج: يمكن أن يؤدي عدم التوازن الهرموني إلى زيادة فرصة الإصابة بكيس المبيض. ويمكن أن يحدث عدم التوازن الهرموني بسبب علاجات الخصوبة المستمرة أو غيرها من الأمراض المزمنة.
- الحمل، حيث ينتج الجسم الأصفر (Corpus luteum) أثناء الحمل هرمونات لتغذية ودعم بطانة الرحم والطفل النامي حتى تتولى المشيمة السيطرة في حوالي 10 إلى 12 أسبوعًا. ولكن في بعض الحالات، يمتلئ الجسم الأصفر بالسوائل ويبقى على المبيض بدلاً من التلاشي. وهذا ما يسمى كيس الجسم الأصفر. قد يتحلل الكيس من تلقاء نفسه أثناء الحمل أو بعده، ولكن في بعض الحالات هناك حاجة لتدخل جراحي لإزالته.
- التهاب الحوض الحاد حيث تنتشر العدوى لقناة فالوب والمبيض وتسبب أكياس المبيض.
عوامل الخطورة:
تشمل عوامل خطورة :
السمنة، والتدخين، والعمر وخصوصاً سن الإياس، وعدم الإنجاب وعدم الإرضاع، واستخدام الأدوية التي تحث على الإباضة بدون إشراف، ومضاعفات لأكياس المبايض، وتاريخ عائلي بالإصابة بسرطان المبيض أو القولون أو الثدي.
أعراض تكيس المبايض:
- ألم وانتفاخ في البطن.
- عسر تبول وتعدد عدد مرات التبول.
- ألم أسفل الظهر.
- ألم عند الجماع.
- ألم أثناء الدورة الشهرية.
- نزيف حاد.
- زيادة وزن.
- غثيان أو تقيؤ.
- فقدان شهية.
مضاعفات تكيسات المبيض:
يمكن أن تعاني بعض النساء من مضاعفات غير عادية مع تكيسات المبيض. قد يلاحظها الطبيب أثناء فحص الحوض، لذلك من المهم إجراء فحوصات منتظمة. تشمل المضاعفات:
- التواء المبيض (Ovarian torsion): إذا كبرت الأكياس، يمكن أن تجعل المبيض يتحرك ويلتوي. هذا الالتواء مؤلم للغاية.
- التمزق (Ovarian rupture): يمكن أن تنفتح الأكياس ، مما يسبب ألمًا شديدًا ونزيفًا، خاصةً إذا كانت التكيسات كبيرة. يمكن لممارسة الجماع والأنشطة الأخرى أن تزيد من احتمالية حدوث التمزق. في بعض الأحيان يلتئم الكيس الممزق من تلقاء نفسه، ولكن غالبًا ما يكون حالة طبية طارئة.
- إصابة كيس المبيض بالعدوى (Infected ovarian cyst): يمكن أن يصاب كيس المبيض بالعدوى استجابةً لعدوى في الحوض، مكونًا خُراجًا. إذا انفجر الخراج، يمكن أن تنتشر البكتيريا المسببة في الدم.
التشخيص:
يمكن اكتشاف كيس المبيض من خلال:
- فحص الحوض وجس الكتلة.
- فحص بالالتراساوند: والذي يمكّن الطبيب من تحديد مكان الكيس ومعرفة نوعه.
- فحص الحمل.
- تنظير البطن.
- فحوصات مخبرية لقياس مستوى الهرمونات: مثل اختبار دم المستضد ( CA125) حيث يرتفع في سرطان المبيض، وفي النساء المصابات بحالات مثل الأورام الليفية الرحمية وانتباذ بطانة الرحم ومرض التهاب الحوض (PID).
العلاج:
عموماً يعتمد العلاج على العمر وحجم الكيسة ونوعها والأعراض، وتشمل العلاجات ما يلي:
- عادة تختفي الأكياس دون حاجة لعلاج ولكن يجب المتابعة شهريا لثلاث دورات شهرية للتأكد من عدم حصول أي تغيرات في وضع الكيسة.
- المعالجة الدوائية بحبوب منع الحمل الهرمونية لمنع تكرار حدوث كيسات المبيض.
- المعالجة الجراحية لإزالة الكيسة ذات الحجم الكبير أو التي تسبب ألماً أو نزيفاً ويمكن إزالة الكيس دون ازالة المبيض.