عوامل تحفز احتشاء عضلة القلب والجلطة الدماغية المملكة تشهد أجواء باردة نسبياً مع استقرار نسبي خلال الأيام المقبلة. فجوة التمويل تهدد استدامة الأردن.. استياء من مخرجات قمة Cop29 ودعوات لدعم دولي اكبر كيف سيواجه الأردن مشروع ترمب؟ إيلون ماسك: أنا كائن فضائي البيان المشترك للقمة الثلاثية الأردنية القبرصية اليونانية الرابعة في نيقوسيا بحضور رسمي لافت.. إقامة حفل تأبين للراحل زيد الرفاعي الإيثار السياسي الأردني وصفي التل وإرثه: مدرسة سياسية للمستقبل متابعة لـ إحصائيات المركزي .. أسباب وتحديات تراجع الدخل السياحي توقعات بـ انخفاض البنزين بنوعيه ... وارتفاع الديزل لـ شهر كانون الأول شريحة مجهولي النسب.. من رعاية ال"5 نجوم" إلى تحديات الحياة ومواجهة المستقبل "زراعة اربد": رقم قياسي بحفر الآبار حسين الجغبير يكتب : بلديات تُصارع الموت الهدنة أم السيطرة.. صراع يعكس تقاطع المصالح الكبرى بالشرق الأوسط التنمية الاجتماعية تتابع الحالة الصحية للحاجة وضحى...ورئيس الوزراء يوعز بتأمين مسكن لها الترخيص المتنقل للمركبات في إربد غداً الحسين يتأهل للدور الثاني رغم الخسارة أمام شباب الأهلي عمدة معان الدكتور ياسين صلاح يوعز بتأمين مساحات امنة للنساء الحرفيات في معان. فارس إحسان القواقشة يكتب :مقارنة بين اقتصاديات نشوء الدولتين الاسلامية والأمريكية

مروان سوداح يكتب : "أبونا محمد" فَرَّادَة الاسم والدعوة (2)

مروان سوداح يكتب  أبونا محمد فَرَّادَة الاسم والدعوة 2
الأنباط -
ذات مرة لم يُدرك بعض الإخوة المسلمين، مِمَّن شاركوا معي في فعاليَّة كنسيَّة مسيحية في العاصمة عَمَّان، أن اسم خوري هذه الكنيسة هو "محمد". للوهلة الأولى اعتقدوا بأنني أُمازحهم بـِ"مزحة ثقيلة الوزن"، إلا أنهم إِسْتوعبوا سريعًا وبعد ظهور "محمد" أمامهم، بأنه فعلًا "محمد وخوري مسيحي في وقت واحد"..! 
 كان ذلك في مساءِ أحدٍ دافئ. كُنَّا يومها على موعدٍ مع الشخصية الأُردنية البارزة، "الأب الخوري محمد جورج شرايحة"، في كنيسة سابقة كان يؤدي رسالته الروحية بين أركانها، حيث إستَقبَلنا بترحيب كبير، ودعانا بلطف للجلوس في صدارة مكتبه، قبل بدء قدّاس الأحد الأُسبوعي المسائي، حيث غَصَّت كنيسته تلك التي تخدم روحياً طائفة "الروم المَلكيين الكاثوليك" بمئات المُصلّين المسيحيين، وحيث هو شخصياً وأنشطته ومَجْمَع الكنيسة الثقافي يَستقطبان المسلمين أيضاً بترحابٍ ومودَّة، ويستقبلان الهيئات الإسلامية والاجتماعية على اختلافها، لإحياء فعاليات متلاحقة، تؤكد وَحدة الشعب الأُردني بجناحيه المسلم والمسيحي.
 "الخوري محمد" أخ وزميل وصديق قديم، أتقاسم معه هموم "مهنة  المتاعب" - الصحافة، فهو ليس كاهناً مسيحياً فقط، بل هو إلى جانب ذلك كاتب صحفي ورجل إعلامي شهير، وسبق قبل سنوات أن شارك بنجاح في تأسيس موقع إخباري معروف ونافذ، اسمه "نور سايت”، وها هو "أبونا محمد" يستمر إلى هذه اللحظة بنشاطه في "نور سايت" الذي يَلقى إقبالاً منقطع النظير من جانب المهتمين، ويَستقطب الأوساط المسيحية والإسلامية على حد سواء.
 وفي حِراك اجتماعي موازٍ، يُشارك "أبونا محمد" المواطنين المسلمين صيامهم في شهر رمضان المبارك، فهو يرى بأن الجميع وَحدة واحِدة في كل نطاق وميدان، وهو الذي ينتمي بأردنيته الأصيلة وكركيته للعروبة الواسعة ولغتها وعادات وتقاليد أهلها الذي هو واحد منهم ابناً للرِّيف والبادِيَةِ، حيث جَالَ سنواتٍ طِوَالًا بين الْمَزروعاتِ، وَوَعَى أهمية الإخلاص للأرض والبُنيان، والانتساب الكامل والأبدي لهما، وترسخت في نجيعه قضية الإخلاص للوطن – الأُم - الأُردن، لذلك نُلاحظ أنه صقل شبابه في نطاقات الشعب البسيط والعفوية الريفية، ومضى في سبيل حياته على نهج الأجداد والآباء في حماية اللُحْمَة الوطنية وصيانتها من كل عبث وعابث بها. اللُحْمَة الوطنيَّة لدى "أبونا الخوري محمد"، تعني الالتفاف الصَلد حول القيادة السياسية لجلالة الملك عبد الله الثاني المُعظَم، وصيانة الثقافة الوطنية، والحرص على تماسك أفراد المجتمع، ونبذ كل شكل من أشكال التفرقة بين الناس وهَوِيَّاتُهم التي ولدوا بها، سواءٌ أكانت إثنيَّة قوميَّة أو جنسية أو لغويَّة أو لونيَّة، وبالتالي يرى "خورينا" أن الوطن للجميع، ومحبته تعني الإخلاص اليومي والعَملي له، بعيدًا عن الشعارات أو الكلمات الطَنَّانَة والرنَّانَة، وإنما حُبٌ صادق يعرض إلى معطياته بذلًا وولاءً وعطاء.
 وبرغم أن الأب محمد شرايحة رجل دين مسيحي، إلا أنه يهتم بالعلاقات الدولية، وتقدير أصدقاء الأًردن والأمة العربية الذين يقفون إلى جانب حقوقنا المشروعة في كل مجال، ودور الأب محمد في هذا الجانب لا يَقل أهمية عن دوْرَيه الاثنين، الأول كرجل دين، والثاني كإعلامي ملتزم بمساندة الحق من خلال الكلمة الشريفة والصادقة والمُستقيمة، أضف إلى ذلك مساهماته الحِواريَّة بين العالمين المُسلم و المَسيحي، وحِوار أصحاب الأديان والثقافات، رغبةً  منه بتأصيل التقارب الفاعل والعالمي بين الشعوب، وتعزيز القِيم الأخلاقية والسّماحة على مستوى دولي، وبالتالي تنمية وتدعيم وترسيخ مفهوم نبذ الحروب والصراعات وُجوب إيجاد نهاية لها، وها هو يُمارس في هذا التَّوجُه تأثيراً مَلموساً وسَلاميَّاً وأُمَمِيَّا شريفاً على عقول البشر. لذا، نراه يُلبي مختلف الدعوات لحضور فعاليات إعلامية وبحثية وحوارية، ذات عناوين مهمة، تؤَصِّل المشتركات وتُصَلِّب جسور التلاقي والتناغم الإنساني، ويُشارك في دعوات لمؤتمرات ولقاءات تُعقد داخل وخارج الأردن، تبحث في شتى القضايا، وبالتالي هو رجل دين استثنائي في عالم اليوم.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير