اتفاقية تعاون لإطلاق فعالية "C8 Expo" رئيس مجلس الأعيان يلتقي القائم بأعمال السفارة الأميركية أبو عمر: النقل العام في العقبة ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي وجاذبية المدينة السياحية إنشاء منصة مشتركة لدعم الابتكار في العقبة ضمن الشراكة الممتدة بين شركة زين الأردن ومؤسسة ولي العهد الزميل جهاد ابو بيدر في ذمة الله "حين تعبر بوابة الجامعة… وتبدأ رحلة الأسئلة" البروفيسور حسين أحمد الطراونة الف مبروك قرارات مجلس الوزراء تفاصيل... وزارة الأشغال العامة والإسكان… شريان التنمية وبوصلة البنية التحتية الوطنية الأردن ينجح في الحفاظ على استمرارية تزويد التيار الكهربائي رغم الأحمال القياسية المركز الثقافي التركي "يونس أمره" يحتضن نهائي مسابقة قراءة الشعر باللغة التركية الإنسان والمواطن والسياسة . البنك الأردني الكويتي يحتفل بتخصيص كامل عوائد أول سند أخضر في الأردن وبإطلاق تقريره الأول للتمويل المستدام إصلاح القطاع الصحي يبدأ من الميدان… والعقبة على موعد مع التغيير عزم ترفع توصيات لتعزيز دور شباب الزرقاء لرئيس الوزراء يهينون أنفسهم جهلا بجهلي ! الميثاق الوطني يُعرب عن فخره واعتزازه بجهود جلالة الملك الدبلوماسية والانسانية تجاه قطاع غزة القيادة التربوية في زمن التحولات: بين التمكين والإلهام رفع دعوى قضائية أمام "الجنائية الدولية" بشأن استهداف إسرائيل للصحفيين بغزة عطاء لشراء كميات من القمح

مروان سوداح يكتب : "أبونا محمد" فَرَّادَة الاسم والدعوة (2)

مروان سوداح يكتب  أبونا محمد فَرَّادَة الاسم والدعوة 2
الأنباط -
ذات مرة لم يُدرك بعض الإخوة المسلمين، مِمَّن شاركوا معي في فعاليَّة كنسيَّة مسيحية في العاصمة عَمَّان، أن اسم خوري هذه الكنيسة هو "محمد". للوهلة الأولى اعتقدوا بأنني أُمازحهم بـِ"مزحة ثقيلة الوزن"، إلا أنهم إِسْتوعبوا سريعًا وبعد ظهور "محمد" أمامهم، بأنه فعلًا "محمد وخوري مسيحي في وقت واحد"..! 
 كان ذلك في مساءِ أحدٍ دافئ. كُنَّا يومها على موعدٍ مع الشخصية الأُردنية البارزة، "الأب الخوري محمد جورج شرايحة"، في كنيسة سابقة كان يؤدي رسالته الروحية بين أركانها، حيث إستَقبَلنا بترحيب كبير، ودعانا بلطف للجلوس في صدارة مكتبه، قبل بدء قدّاس الأحد الأُسبوعي المسائي، حيث غَصَّت كنيسته تلك التي تخدم روحياً طائفة "الروم المَلكيين الكاثوليك" بمئات المُصلّين المسيحيين، وحيث هو شخصياً وأنشطته ومَجْمَع الكنيسة الثقافي يَستقطبان المسلمين أيضاً بترحابٍ ومودَّة، ويستقبلان الهيئات الإسلامية والاجتماعية على اختلافها، لإحياء فعاليات متلاحقة، تؤكد وَحدة الشعب الأُردني بجناحيه المسلم والمسيحي.
 "الخوري محمد" أخ وزميل وصديق قديم، أتقاسم معه هموم "مهنة  المتاعب" - الصحافة، فهو ليس كاهناً مسيحياً فقط، بل هو إلى جانب ذلك كاتب صحفي ورجل إعلامي شهير، وسبق قبل سنوات أن شارك بنجاح في تأسيس موقع إخباري معروف ونافذ، اسمه "نور سايت”، وها هو "أبونا محمد" يستمر إلى هذه اللحظة بنشاطه في "نور سايت" الذي يَلقى إقبالاً منقطع النظير من جانب المهتمين، ويَستقطب الأوساط المسيحية والإسلامية على حد سواء.
 وفي حِراك اجتماعي موازٍ، يُشارك "أبونا محمد" المواطنين المسلمين صيامهم في شهر رمضان المبارك، فهو يرى بأن الجميع وَحدة واحِدة في كل نطاق وميدان، وهو الذي ينتمي بأردنيته الأصيلة وكركيته للعروبة الواسعة ولغتها وعادات وتقاليد أهلها الذي هو واحد منهم ابناً للرِّيف والبادِيَةِ، حيث جَالَ سنواتٍ طِوَالًا بين الْمَزروعاتِ، وَوَعَى أهمية الإخلاص للأرض والبُنيان، والانتساب الكامل والأبدي لهما، وترسخت في نجيعه قضية الإخلاص للوطن – الأُم - الأُردن، لذلك نُلاحظ أنه صقل شبابه في نطاقات الشعب البسيط والعفوية الريفية، ومضى في سبيل حياته على نهج الأجداد والآباء في حماية اللُحْمَة الوطنية وصيانتها من كل عبث وعابث بها. اللُحْمَة الوطنيَّة لدى "أبونا الخوري محمد"، تعني الالتفاف الصَلد حول القيادة السياسية لجلالة الملك عبد الله الثاني المُعظَم، وصيانة الثقافة الوطنية، والحرص على تماسك أفراد المجتمع، ونبذ كل شكل من أشكال التفرقة بين الناس وهَوِيَّاتُهم التي ولدوا بها، سواءٌ أكانت إثنيَّة قوميَّة أو جنسية أو لغويَّة أو لونيَّة، وبالتالي يرى "خورينا" أن الوطن للجميع، ومحبته تعني الإخلاص اليومي والعَملي له، بعيدًا عن الشعارات أو الكلمات الطَنَّانَة والرنَّانَة، وإنما حُبٌ صادق يعرض إلى معطياته بذلًا وولاءً وعطاء.
 وبرغم أن الأب محمد شرايحة رجل دين مسيحي، إلا أنه يهتم بالعلاقات الدولية، وتقدير أصدقاء الأًردن والأمة العربية الذين يقفون إلى جانب حقوقنا المشروعة في كل مجال، ودور الأب محمد في هذا الجانب لا يَقل أهمية عن دوْرَيه الاثنين، الأول كرجل دين، والثاني كإعلامي ملتزم بمساندة الحق من خلال الكلمة الشريفة والصادقة والمُستقيمة، أضف إلى ذلك مساهماته الحِواريَّة بين العالمين المُسلم و المَسيحي، وحِوار أصحاب الأديان والثقافات، رغبةً  منه بتأصيل التقارب الفاعل والعالمي بين الشعوب، وتعزيز القِيم الأخلاقية والسّماحة على مستوى دولي، وبالتالي تنمية وتدعيم وترسيخ مفهوم نبذ الحروب والصراعات وُجوب إيجاد نهاية لها، وها هو يُمارس في هذا التَّوجُه تأثيراً مَلموساً وسَلاميَّاً وأُمَمِيَّا شريفاً على عقول البشر. لذا، نراه يُلبي مختلف الدعوات لحضور فعاليات إعلامية وبحثية وحوارية، ذات عناوين مهمة، تؤَصِّل المشتركات وتُصَلِّب جسور التلاقي والتناغم الإنساني، ويُشارك في دعوات لمؤتمرات ولقاءات تُعقد داخل وخارج الأردن، تبحث في شتى القضايا، وبالتالي هو رجل دين استثنائي في عالم اليوم.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير