في افتتاح مؤتمر رابطة علماء الأردن الرابع" الدراسات المستقبلية في العلوم الشرعية"
قال الرئيس التنفيذي / المدير العام للبنك الإسلامي الأردني الدكتور حسين سعيد ان اجراء الدراسات المستقبلية على صعيد المصارف الإسلامية يساعدها على النهوض ومواصلة النمو وهي ضرورية لشرح موضوعات الصيرفة الإسلامية وبيان حقيقتها ومرتكزاتها للعَالَم سواء المتخصصين أو المثقفين، فالأزمات المالية العالمية المتتالية في ظل صمود المصارف الإسلامية وانهياربعض المؤسسات التقليدية، جعلت العَالَم ينظر جِدّياً إلى التمويل الإسلامي، ولذا يجب السعي لعرض المالية الإسلامية بلغة معاصرة وواضحة ومقنعة للعَالَم الى جانب حاجة الصناعة المصرفية الإسلامية في ظل التكنولوجيا والعولمة لمنتجات تواكب التغيرات والاحتياجات المالية المتجددة، لأن المتعاملين يتطلعون دائماً إلى منتجات جديدة أو متطورة.
جاء ذلك في كلمة القاها الدكتور حسين في حفل افتتاح المؤتمر العلمي الدولي لرابطة علماء الأردن بعنوان " الدراسات المستقبلية في العلوم الشرعية" وبرعاية ذهبية من البنك الإسلامي الأردني وعقد عن بُعد بواسطة تطبيق زووم وبمشاركة نخبة من علماء الأردن ومن دول عربية وإسلامية وفي مختلف التخصصات الشرعية وذلك خلال الفترة 6 -7/7/2021.
واكد الدكتور حسين على ان تكون الدراسات المستقبلية متماسكة علمياً ومفيدة عملياً وتواكب التطورات في الوقت نفسه، وبحاجة إلى مدارسة المعضلات والمعوقات التي تعترض مسيرة الصيرفة الاسلامية، والتحديات التي تنتظرها مع التحولات العالمية السريعة والمتلاحقة، وما يحمله المستقبل من مشكلات ، والتي يجب أنْ تكون حاضرة في أعمال وأوراق كل الندوات والمؤتمرات، لا بد من بلورة أفكار جديدة، والفقه بحاجة إلى أنْ يُواكِب التطورات وأنْ يُلَبّي الحاجات الإنسانية .
واوضح أنَّ استقراء المستقبل والتنبؤ بتطلعاته ومشكلاته وتحليلها وتقويمها مقدمة ضرورية ولا بدَّ منها لحياة أفضل، وإذا كان الاستعداد والتخطيط للمستقبل واجباً في كل حين، فهو أوجب ما يكون في عصرنا الذي يشهد تطورات وتغيرات كبيرة وعميقة وسريعة ،فالحاجة ملحة اليوم إلى رؤية استشرافية ودراسات استرتيجية جادة تقوم على الرصد والحساب، والتنبؤ وتوقع القادم، وليس ذلك من قبيل الكهانة والتنجيم والرَجْمِ بالغيب ، فمعظم الاختراعات والصناعات والنتائج الهائلة للثورة الإلكترونية وثورة المعلومات التي ينعم العالم بها اليوم بإنجازاتها، كانت في الماضي توقعات وطموحات مستقبلية، ثم أصبحت وقائع وحقائق مكتشفة، والتحديات والمعوقات المستقبلية التي تتنبأ بها الدراسات يجب أنْ تُعالَج، وأنْ تُؤخذ بالحُسْبان، وأنْ تكون على رأس الأولويات، لتتقدم عجلة الحياة .
واضاف ان الإسلام لا يرفض الاستشرافات العلمية، وإنما يرفض الكهانةَ، والرَّجْمَ بالغيب، والكلامَ الاعتباطي الارتجالي الذي لا يَسْتَنِد إلى أسس علمية، ولا يقوم على دليل وبرهان، أما الاستشرافات التي تُبنى على معلومات صحيحة، وبيانات دقيقة، وتجارب سابقة، وإحصاءات مؤكدة، فهي إعداد وتخطيط إما لتحقيق أهداف منشودة أو لتفادي مشكلات متوقعة، والإسلام دين واقعي يُوجب علينا أنْ نَحْسِبَ حساب المخاطر والتغيرات والظروف والأزمات التي قد تطرأ، وقياس تأثيراتها، وأنْ نهيئ لها من المال والموارد ما يساعد على احتوائها وامتصاص صدماتها.
كما ان العديد من الدول والمؤسسات الكبرى تُعنى بالدراسات المستقبلية على جميع الأصعدة وفي كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وَينْدُر اليوم أن تجد شركة أو مؤسسة لا يشتمل هيكلها التنظيمي على قسم أو دائرة للدراسات والابحاث والتخطيط الاستراتيجي، لأنَّ القرارات التي تُتَخذ اليوم هي التي تحدد شكل ووجه المستقبل.
ودعا الدكتور حسين المؤسسات الاكاديمية بأن تهتم بهذا النوع من الدراسات، و أنْ تخصص جزءاً كبيراً من نشاطاتها وجهودها ونفقاتها للأبحاث والدراسات التي تُعنى عِناية جادّة بالمستقبل واستشرافاته لمعرفة الأخطار والتحديات قبل الاصطدام بها ، مع التأكيد على أنْ يكون موضوع الدراسات المستقبلية مادة أساسية في كل تخصص، لتخريج محللين وعقول قادرة على التفكير والابتكار بحيث يقدمون تصورات وحلول منطقية يمكن إقناع أصحاب القرار بها.
وقال الدكتور حسين ان البنك الإسلامي الأردني، رائد العمل المصرفي الإسلامي في المملكة، يرحب بالمبادرات العلمية البناءة والأفكار المستقبلية والاستراتيجية في شتى المجالات المصرفية، ويحرص على أنْ تكون أعمالُه الحاضرة والمستقبلية سنداً للتنمية الوطنية الاقتصادية منها والاجتماعية وفق منظومة القيم والقواعد التي تضبط تطبيقاته وتحكم مسيرته التي امتدت لأكثر من أربعين عاماً .
مبيناً ان رعاية البنك لهذا المؤتمر تأتي تعزيزاً للعلاقة التشاركية والمستدامة مع رابطة علماء الأردن وتحقيقاً لدور البنك بتحمله لمسؤولياته الاجتماعية في مجال البحث العلمي من خلال استمرارية تقديم الدعم او المشاركة في العديد من الندوات والاجتماعات والمؤتمرات التي تعود بالفائدة والمصلحة على القطاع العلمي والاكاديمي والبحثي ومنها هذا المؤتمر الذي يسهم في دعم دور العلماء في الأردن والدول العربيةفي استقراء المستقبل من خلال اعداد الدراسات المستقبلية والتوقعات الطموحة التي تصبح وقائع وحقائق مكتشفة .
من جانبه قدم الأستاذ الدكتور عبد الله الصيفي رئيس رابطة علماء الأردن والدكتور عبد الله مناور وردات عميد كلية الشريعة في جامعة جرش الشكر وعظيم الامتنان للبنك الإسلامي الأردني ممثلاً بسعادة الدكتور حسين سعيد الرئيس التنفيذي / المدير العام لما له من دور كبير في دعم مسيرة الاجتهاد والنهوض بالفكر العلمي والبحثي من خلال دعمه لهذا المؤتمر والعديد من اللقاءات المتخصصة والأنشطة العلمية في مختلف المجالات.
وقد ناقش المؤتمر الذي استمر لمدة يومين عدة محاور منها الدراسات المستقبلية المفاهيم والضوابط والتكامل المعرفي والتحديات والحلول والدراسات المستقبلية في العقيدة والفكر الإسلامي والدراسات القرآنية والتفسير والسياسة الشرعية والفقه والاقتصاد الإسلامي والمصارف الاسلامية والتربية والاعلام.