الأنباط -
رغم التقدم التكنولوجي المذهل ودرجة التعليم المذهلة التي وصلها الناس؛ فما زال "كثيرون" يبدأون الأول من نيسان بالكذب على بعضهم عن طريق المزاح والمقالب والحديث بما يعرف بالكذبة البيضاء ومنذ الصباح الباكر، وهذا بالطبع موروث غير حضاري وغير صادق ولا يمتّ لعاداتنا وتقاليدنا وديننا بشيء:
1. لا يوجد شيء إسمه كذب أبيض أو رمادي، فالكذب مهما صغر أو كبر هو تغيير للحقائق وأمر مذموم ومدحور ومُحرّم؛ ولا يمكن أن يُحترم شخص يمارس الكذب على الآخرين ليظن أنه يسمو أمامهم.
2. الناس الذين يمارسون الكذب ليسوا بمؤمنين، حيث قال الرسول اﻷعظم أن المؤمن لا يكذب؛ وهذا مؤشر أن الأديان تزدرىء الكاذبين.
3. البعض يقول بأنه يمارس كذبة واحدة بيضاء ولا تجُرّ للكذب، فلا يوجد في الحياة كذب أبيض أو أسود أو رمادي، فالإنسان لا يلوّن الكذب أنّى كان لأنه يجب أن يكون صادقاً؛ فلا لون رمادي في الكذب؛ بمعنى الناس إمّا كاذبة بالمطلق أم صادقة بالمطلق.
4. المهم أننا يجب أن نُفهّم أبناءنا بأن الكذب حرام وأن خزعبلات الأول من نيسان هراء وسراب، وأن الكذب يؤدي للفجور والفجور يؤدي للنار؛ وبذلك نربّي الجيل القادم على الصدق؛ بالرغم أن كثير من جيل اليوم بات لا يستحي ولا يخجل من الكذب ويعتبره عادة ودبلوماسية وفهلوة.
5. الكذب جزء من منظومة اللاخلق وانهيار الأخلاق والقيم لأنه يروّج للرذيلة والغش والخداع أنّى كانت أساليبه أو وسائلة؛ وبالتالي فهو غير مقبول كسلوك أو عادة.
6. ممارسات الكذب بين جيل الشباب -وربما حتى الكبار- تزداد بإطراد ومصداقية الكثير منهم تتراجع مع الأسف في ظل تردّي وتراجع منظومة القيم والأخلاق.
7. يجب أن نعاهد أنفسنا ونعاهد الله تعالى بأن نساهم في وقف الكذب والقضاء عليه، وأن نكون صادقين مع أنفسنا أولاً، ونعلّم أبناءنا الصدق دوماً عن طريق تحفيزهم ومكافأتهم على الصدق، ونحاول أن نردع الناس جميعاً عن الكذب.
8. دعونا نعلن أن الأول من نيسان هو بداية الصدق مع النفس واللاعودة للكذب بتاتاً، ودعونا نحافظ على ما تبقّى من قيمنا الأصيلة، ودعونا نؤمن بأن الصدق رسالة، ودعونا نحلم باللاعودة للكذب بتاتاً كي نُساهم في إصلاح مجتمعاتنا التي تعاني الأمرّين ويكفيها ما فيها.
بصراحة: الكذب يجعل الإنسان ضعيفاً أمام نفسه واﻵخرين والمهم أمام ربّ العزة، والمؤمن لا يكذب، ومطلوب وقف الكذب وأساليبه وحيله حالاً، ومطلوب محاسبة الكذّابين على جرائم أفعالهم.
صباح الصدق ونبذ الكذب