الأنباط -
الوحش الهائج المسمى بكورونا؛ الفيروس التاجي الذي لا يرى بالعين المجردة والتي استعصت عليه دول عظمى وخلف وراءه قتلى تقدر بالملايين ، ذلك الخبيث الذي قلب حياتنا رأسا على عقب وأجبرنا على فعل أشياء لم نكن نحسب لها أي حساب؛ فمن مننا كان يتوقع أن نسير بالشوارع ملثمين كمن عليه ثأراً؛ ومن مننا خطر بباله أن نعود ليلاً على الخم مساقين كالدجاج نأخذ الراحة لنبيض صباحاً من العمل الشاق الذي لا يكفي حتى للقمة عيشنا .
لقد كنا قبل عام ونيف نسرح ونمرح على هذه الأرض وتغير ذلك كله بسبب ذلك الذي لا يسمى ، ألم نكن نخطط لنبني لنا مستقبلا زاهراً كنا نحلم به في كل دقيقة وتبخر ذلك الحلم عنوة عن أمانينا وطموحاتنا بسبب الفيروس القاهر ، أتذكرون كيف كان يومنا مليئا بالحماس والنشاط نقابل من نحب بلا هاجس وخوف ، أتذكرون مدارسنا المكتظة بالطلبة وجامعتنا المليئة بالحياة ، أتذكرون جلساتنا على أرصفة الشوارع وبين الزقاق وعلى أعتاب بيوتنا وضحكاتنا تتصاعد بلا كلل أو ملل ، هل نسيتم كيف كنا نجتمع معاً على مائدة واحدة نقطع لبعضا الأخر لحماُ يدل على كرمنا وكرم ضيافتنا ، أعراسنا أندثرت وأتراحنا كثرت بلا عزاء أو توجيب ،
أي لعنة حلت علينا نحن بنو البشر حتى يتحكم بنا فيروس لعين.
أتريدون أن تعيدوا تلك الأفراح والليالي والملاح ، أتودون أن نعود كسابق عهدنا بشراً غير ملثمين ولا مساقين كدجاج بلدي إلى بيوتنا ، هل تملكون العزم لتعيدوا بناء مستقبلكم المبهر وحلمكم التائه ، ألديكم النية أن تلتقوا بأحبائكم دون ريب أو شك ، إذا فلنقف معاً نحن بنو الشعب ولنلتزم بما يمليه علينا قلبنا؛ وقفة رجل واحد ونحارب ذلك الوباء الجائر بالتزامنا وحرصنا على بعضنا البعض ونشر الطاقة الإيجابية في أعتى أوقاتنا؛ دون توجيه من حكومة تبين من قراراتها أنها تاركة أمورها لرب السماء فحلولها على الأرض قد أنتهت .