8 إصابات بكورونا تجعل فتاة صلعاء تماماً الأغذية المثالية لمرضى القلب والأوعية الدموية لهذا السبب.. لا تتناول الموز على الريق! بنك الإسكان يدعم أعمال ترميم سكن الطلاب الذكور في مدرسة اليوبيل البنك العربي يجدد دعمه لمشروع التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب بالتعاون مع دار أبو عبدالله افتتاح ملتقى مستقبل الإعلام والاتصال بنسخته الثانية كوريا يقتل فرحة الملكي في ديربي الفوضى حسين الجغبير يكتب : على الرئيس تنفيذ زيارات سرية ارتفاع أسعار المعسل يضر بمحلات البيع.. والمقاهي تحافظ على أسعار الأراجيل لجذب الزبائن المخامرة: ليس الاول وفرص الاستثمار ب اسرائيل ستتراجع الأردن يهدر 1.1 مليون طن من الطعام سنوياً.. تحديات بيئية واقتصادية السفير السعودي يسلم رئيس الوزراء الفلسطيني دعما ماليا لمعالجة الوضع الإنساني بغزة العودات: التحديث السياسي يتطلب تضافر جهود الجميع بتوجيهات ملكية ... الأردن يرسل طائرة مساعدات ثانية إلى لبنان أيمن الصفدي: قائد حكومي استثنائي البدور : "الأردن" يدٌ تريد السلام للمنطقة ويدٌ تحمل السلاح إعلان أسماء الطلبة المرشحين للقبول في تخصصات كليتي نسيبة المازنية ورفيدة الأسلمية للتمريض منتخب الشباب يخسر امام قطر ويتاهل للنهائيات الاسيوية الأونروا: كارثة صحية وشيكة بسبب تراكم النفايات في غزة قرعة البطولة العربية للكرة الطائرة تضع المنتخب الوطني في المجموعة الثانية

مدربة بنادي السيارات الملكي واول امرأة تفتح مركز لتدريب القيادة

 مدربة بنادي السيارات الملكي واول امرأة تفتح مركز لتدريب القيادة
الأنباط -

"ام خالد"... مثال للأم الأردنية المكافحة 
الانباط - هدى دياربكرلي 
ها هي الام التى ربت، فحصدت تعب السنين، الام تلك السراج المنير والحصن الحصين الذي ينير ويعطي الحنان بلا نظير، وهي تلك التي تعطي ولا تنتظر أن تأخذ مقابل العطاء وهي التي مهما حاولت أن تفعل وتقدم لها فلن تستطيع أن ترد جميلها عليك. 
"نوفا القهيوي" المعروفة بام خالد ولدت في عمان عام ١955، انهت دراستها للصف الثاني اعدادي لتبدأ مسيرة حياتها في الامومة والعمل، حيث انها كانت تعيل اولادها الـ 5 لوحدها وسط اغلاقٍ تام عليهم من المجتمع. 
استطاعت ام خالد بعد مسيرة طويلة من الأعمال التي قامت بها ان ترفع من طموحاتها وتعمل في مسيرة تستطيع تطويرها لتأمن حياتها ولقمة عيشها هي وأطفالها، حيث أصبحت في عام ١٩٨٢ ثالث امرأة في الأردن تأخذ رخصة العمومي وتصبح مدربة في نادي السيارات الملكي، في زمنٍ كان يُستهجن فيه عمل المرأة بعتبار أن مكانها المنزل فقط، غير أنها كانت من أوائل النساء اللواتي يحملن رخصة القيادة، ولكنها كانت مضطرة لذلك لتعيش هيه واولادها. 
كانت ام خالد امرأة طموحة لا تريد حصر نفسها في العمل كموظفة لدى الاخرين ولا تريد ذلك لاولادها لما عانته أثناء عملها، بل ارادت فتح مهنة بنفسها لتأمن عملا لهم مستقبلا، وكان الخيارات امامها محدودة فهي لم تكمل دراستها، فبدأت مسيرة عملها في الخياطة قبل ٥٠ عاما، ثم وجدت نفسها محصورة جدا في المنزل، وأن طموحها أكبر من ذلك، فقامت بالإنتقال الى العمل في إحدى صالونات التجميل مما كان سببا لها في بعض المشاكل الصحية مثل الربو الذي أصابها بسبب استخدام مواد كيميائية. 
الامر الذي جعل أم خالد لا تنفك عن التفكير والبحث عن طموح آخر إلى أن وجدت نفسها بالمكان المناسب، فرأت في احدى الايام مدرب قيادة يصطف أمام محل صالون التجميل سألته اذا ما كانت تستطيع أخذ رخصة عمومية وماذا يمكنها أن تفعل بها، فأجابها انها تستطع اخذها وتصبح مدربة هي أيضا.
عَلِق ذلك الحوار في رأسها وذهبت بعد يومين لموقع التدريب وحصلت على الرخصة كان الامر عجُبةً في ذاك الزمان كونها امرأه وام وبعمر الـ26 عاما فقط، غير انه بنظر المجتمع ان هذا العمل حِكرا على الرجال فقط، ولكنها نجحت وبدأت بالتدريب في نادي السيارات الملكي، وكانت تعمل يوميا لأكثر من ١٤ ساعة حيث اقتصرت حياتها على تربية اولادها والعمل فقط، فـ ليس سهلا ان تكون ام وتعمل لساعات طوال لتأمن لقمة عيشهم وحدك، وفي زمن مثل ذلك الزمان ولكنها الحاجة. 
تدرَب على يدها شخصياتٍ من العائلة المالكة ومن الشرفاء وأبناء وزراء على مدى ١٧ عاما دربت اعداد مهولة، الى ان كبر اولادها، تكاتفوا سويا ليوسعوا العمل قليلا، لان الوضع المادي لم يكن يسمح بالتوسع لوحدها وسداد ديونها، ولكن استطاعت معهم أن تفتح مركز لتدريب القيادة "مركز سيرين" وكانت بذلك اول امرأة في الأردن في ذلك المجال، كان المركز مقتصرا على المدربات ثم أصبح يضم مدربين أيضا ليبدأ اولادها الـ 3 بالعمل في المركز، والابن الآخر ساعدته ليحقق طموحه ويكمل دراسة الدكتوراة في الخارج، وبدأت بعدها بإدارة المركز، استطاعت أن تكون اُمًا للمدربين جميعا وازالت الحواجز بينهم، لم ترد لهم أن يعيشوا معاناتها في العمل لدى الاخرين، لأنها تعلم مدى حاجتهم للعمل ليأمنوا مستقبل أولادهم مثلها. 
أنطوت عن العالم كله شكلت إغلاق على اولادها ولِوحدهم لتحافظ عليهم من المجتمع ومن كلام الناس لم يكن لديها خيارا سوا ان تنجح، خصوصا أن المجتمع كله ينظر إليها والى عملها، كيف ستدير حياتهم وحدها وبعملٍ احتكره الرجال. حتى عندما أصبحت مديرة للمركز كانت تستيقظ مبكرا تطبخ لاولادها وتغسل وتنظف وتخرج للعمل من ال٦ فجرا تعمل بكل جهدها لوحدها تمسح وتنظف المركز وترخص السيارات وتقوم بتأمينهم وتأخذهم لكراجات التصليح وتشتري هي السيارات أيضا، كانت تعمل كل ذلك وحدها إلى أن بدأ يساعدها اولادها تكاتفو سويا كل واحد بعمل، هيه من اعالتهم صغرا ليعيلوها كبارا. وحتى بالظروف الحالية مع تفشي الوباء وصعوبة الوضع المعيشي وخطر الإصابة يعملون سويا ليأمنوا عيشهم. 
لم يكن لديها اي علاقات اجتماعية لتلحق قوت يومها وتربية اولادها، كانت تقول اي امرأة بعمري يكون لديها صديقة انا ليس لدي صديقة لانني رافقت اولادي، لم يكن بينها وبين ابنها الأكبر سوا ١٦ عاما كان هو رفيقها وعونها هو وبقية اولادها، تعبت سنين طِوال بالتربية والعمل والتخطيط لمستقبلهم هي تعتبر انها قطفت ثمار التربية واصبحوا هم عونا لها بما تبقى من العمر، والان وقد أصبح عمرها ٦٦ عاما، قد أدت رسالتها بالحياة وأمنت عملهم ومسكنا لكل واحد منهم، هي فخورة بنفسها استطاعت في كل هذه السنين ان تكون كل شيء لهم وحدها وان يكملوا ما بدأت به، وهي تشجع كل امرأه بأن تعمل، وتعتبر ان المرأة لكي يكون لها كيان ومكانة في المجتمع يجب ان تعمل وتكون نفسها وحياتها ومع ذلك ان تواكب العمل مع تربية اولادها ومستقبلهم. ستعملون لهم صغرا وستجدونه وانتم كبارا.. أولئك الاولاد الصالحين والأمهات الموفيين

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير