كتّاب الأنباط

محمد عبيدات يكتب : متى تنتصر وتتقدّم الأمّة؟

{clean_title}
الأنباط -

سؤال يكثر توجيهه من قبل العديد من الناس هذه الأيام قبل زمن كورونا وإبانها وحتى سيبقى يُسأل بعدها، والسؤال متى تنتصر وتتقدّم الأمّة؟ في خضم ما نشاهده ونراه من إنحدار في منظومة القيم والأخلاقيات، إضافة لهوان الأمّة التي باتت في أسوأ حالاتها، والإجابة على ذلك طويلة ومتشعّبة وتحتاج لمفاصل كثيرة وتراكمية في الإنجاز، لكنني سأحاول تلخيصها بما يلي:
1. ننتصر ونتقدّم عندما نمتلك مشروع نهضوي يستند للأخلاق والقيم والعلم والتكنولوجيا والقانون والعدل والصلاح وغيرها، كما هو الحال في بعض الشعوب والدول الأخرى في الغرب والشرق.
2. ننتصر ونتقدّم عندما نرى الدين المعاملة والأقوال تُترجم لأفعال، لا بل الأفعال تسبق الأقوال، ونُركّز على دور الأسرة بالتربية، ونحترم بَعضنَا من القلب لا من الشفاه فنكون شفّافين لا باطنيين.
3. ننتصر ونتقدّم عندما يكون الإيثار والوفاء ديدننا فنعمل كاليابانيين على إصطفاف مركباتنا بعيدة عن أماكن العمل عندما نحضر مبكّرين للعمل لنترك المواقف القريبة للقادمين للعمل في وقت متأخر كي لا نُزاحمهم.
4. ننتصر ونتقدّم عندما نمتلك المنهج العلمي والتكنولوجي لا نظام الفزعة والهبّات والشوفيّة، لنساهم في التطوّر العالمي لا أن نكون مُتلقي خدمة.
5. ننتصر ونتقدّم عندما نتخلّص من الداعشية والأنانية والحسد والحقد ومجتمع الكراهية والنميمة والحقد والإستغابة والنفاق والكذب والعيش بوجهين أو وجوه متعددة لنعيش في المدينة الفاضلة واقعياً وليس من على صفحات التواصل الإجتماعي.
6. ننتصر ونتقدّم عندما نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ونكون مطّورين رئيسيين لا مستخدمين نهائيين للتكنولوجيا العصرية، ونسعى بجدّيّة للإكتفاء الذاتي والإعتماد على الذات.
7. ننتصر ونتقدّم عندما نُحبّ لإخواننا وأخواتنا كما نُحبّ لأنفسنا، وعندما نخاف الله ولا نخاف الناس، وعندما نُطبّق ما جاء بالرسالات السماوية وأخلاقياتنا وقيمنا دون تجمّل، وعندما يُصلح كل إنسان نفسه قبل أن يتطلّع على الآخرين.
8. ننتصر ونتقدّم عندما نقوم بواجباتنا قبل أن نطالب بحقوقنا، ونُتقن عملنا بإنتماء خالص لوجه الله تعالى ثم الوطن والأمّة والقيادة، ونعمل بإتقان دون شوفيّة.
9. ننتصر ونتقدّم عندما نكون عادلين وصالحين وشرفاء ومخلصين لا فاسدين، وعندما نمتلك الإحساس من القلب مع المضطهدين والمظلومين والأصدقاء والإخوة والجيران وأبناء الوطن والأمة.
10. ننتصر ونتقدّم عندما نُدير وقتنا ويكون لدينا قيمة للوقت، وعندما نستغلّ الوقت للفائدة والإستفادة دون ضياع يُذكر.
11. ننتصر ونتقدّم عندما نبتعد عن مجتمع النفاق والكذب والرياء ولا نخاف إلّا من الله والحق لا الناس، وعندما نعمل لبعضنا ومع بَعْضِنَا لا ببعضنا.
12. ننتصر ونتقدّم عندما يشعر كل واحد فينا بأنه برغي في غمّاز مركبة أساسها منظومة العمل المتكامل لا العشوائية أو السطحية أو الفزعوية.
13. ننتصر ونتقدّم عندما نُوقف كل مظاهر الفوضى ودعواتها وإغلاقات الطرق وحرق الإطارات والزوامير دون حاجة وغيرها.
14. ننتصر ونتقدّم عندما نوقف مظاهر وحركات 'بتعرف مع مين بتحكي' والإصطفافات الإجتماعية غير المبرّرة، ونتّجه صوب لغة القانون وإحترامه وتطبيقه على كل الناس بعدالة.
15. ننتصر ونتقدّم عندما ننتخب الأفضل ومن يعمل لصالح الوطن والأمّة دون تعنّصر وتخنّدق لأقرب دائرة.
16. ننتصر ونتقدّم عندما تنعكس نظافتنا الداخلية على شوارعنا ونخلق منظومة مجتمعية أساسها إحترام القانون والنظام والنظافة.
17. ننتصر ونتقدّم عندما نتصرّف في وطننا تماماً كما نتصرّف في الدول الغربية التي نزورها وتُحاسبنا على أي سلوك مخالف للقوانين والأنظمة.
18. ننتصر ونتقدّم عندما نولي الإبداع والتميّز والإبتكار جلّ إهتمامنا، وعندما نثق بالشباب لإختيار تخصصاتهم وفق ميولهم وقدراتهم ورغباتهم وهواياتهم وحاجات السوق.
19. ننتصر ونتقدّم عندما نتغيّر ونُغيّر ذهنياتنا ونفسياتنا صوب الإنفتاح لا التقوقع وصوب العمل لا التنظير.
20. ننتصر ونتقدّم عندما نمتلك روحية الإنتاجية والتميز والعطاء لا الأخذ، وعندما نُنصف الناس الآخرين ونحترم الرأي الآخر، وعندما نتخلّص من عقلية المؤامرة.
21. ننتصر ونتقدّم عندما نعمل ونعمل على تصويب المزيد من سلوكياتنا صوب العمل المنتج لا القيل والقال وضياع الوقت؛ وهنالك الكثير والمزيد والقائمة تطول وتطول.
بصراحة: كي ننتصر ونتقدّم ونرتقي نحتاج للكثير من العمل على إستراتيجيات ومشاريع نهضوية وتطويرية وتنويرية وأخلاقية وقيمية وتكنولوجية وإجتماعية وإقتصادية وسياسية وقانونية والكثير؛ بالطبع ذلك يحتاج لتغيير أجيال وأجيال.
صباح النصر والتقدّم

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )