الأنباط -
عمرالكعابنة
في نهاية شهر كانون الأول أعلنت وزارة الصحة الأردنية عن تسجيل أول إصابتين بالسلالة الجديدة من الفيروس كوفيد19 كثاني بلد عربي بعد لبنان, الإصابتان كانتا قد قدمتا إلى الأردن من بريطانيا قبيل إعلان الحكومة إيقاف حركة الطائرات القادمة من بريطانيا كآجراء احترازي للتصدي للفيروس المتحور .
بعد ذلك التاريخ بقليل إزدادت أعداد الإصابات ووصلت للعشرات وكان الإجراء الحكومي وقتها هو العزل المنزلي برقابة مشددة وبقي على ذلك إلى وقتنا هذا!!، وكأن وزارة الصحة لم تعطي الأهمية الكبرى للفيروس المتحور أو لم تكن تعلم نتائجه الوخيمة علينا فقد وصلت الحالات اليوم للألاف واسمحوا لي هنا أن أستدل على الإستهتار بمدى تأثير السلالة الجديدة على الوضع الوبائي في الأردن بتصريح سابق من وزير الصحة الحالي نذير عبيدات لأثير إذاعة (ميلودي إف إم) قال فيه حرفيا "لا داعي لتضخيم موضوع السلالة الجديدة" هذا التصريح المتحور مشابه للتصريح الأشهر لوزير الصحة السابق سعد جابر "أسبوعين بنشف وبموت" أو "نشف ومات" نشفنا وذهبت أرواح عديدة ضحية الفيروس لكنه بقى وأصبح رطباً أكثر .
هذه الرعونة في مواجهة السلالة الجديدة من الفيروس ستحتم على الحكومة إجراء عدة قرارات مصيرية أبرزها إعادة حظر الجمعة وتقليل ساعات الحظر الجزئي ولربما إعادة التفكير بإغلاق القطاعات التي تم فتحها مسبقا ، هذه القرارات وغيرها ستضر حتماً بالاقتصاد المحلي المنتهي " إكلينيكيا" والضرر الأبرز من تلك القرارات يكون واقعا على المواطنين بلا أدنى شك .
العديد من الأسئلة تجول في خاطري لم أجد لها إجابات منطقية ومجزية كيف وصلت عدد الحالات من حالتين إلى ألاف الحالات في أقل من شهرين ، أين كان الخلل وما هي الأسباب التي أدت إلى ذلك ولماذا لم تعطي الحكومة الأهمية لهذا الفيروس المتحور ولماذا لم تحجر عليهم في الفنادق أو بركسات البحر الميت التي لا نعلم مصيرها وأين ذهبت ، ولماذا لم يتم عزل العمارات المتواجدة فيها إصابات كما فعلنا سابقا ، وإن عجزنا عن كل هذا لماذا لم تضع الأساور الكترونية التي استوردناها مسبقاً وذهبت في مهب الرياح لمراقبة المعزولين منزليا والسؤال الأبرز لماذا لم تعزل غرب عمان المنطقة الموبوءة بالفيروس المتحور كما فعلت بمدينة إربد والرمثا وبعض أحياء عمان الشرقية !!
هذه أسئلة لن أجد لها إجابات في قواميس اللغة الحكومية ولا على محركات البحث لديهم لكنني أعلم علم اليقين بأن من أوصلنا لما نحن عليه سببه الأول والأخير هو أننا وسأقتبس هنا من سؤال وجهه الإعلامي عامر الرجوب لغازي شركس مساعد أمين عام وزارة الصحة للرعاية الصحية الأولية هل هناك استراتيجة لعمل لجنة الأوبئة أم أنها تعمل كنظام فزعات؟ .. وأنا أجيبه من منبري هذا بأننا نعمل بنظام الفزعات مئة بالمئة ولو أنه غير ذلك لما وصلنا لهذه الحال .