"ملاك عبيدات" أول فتاة اردنية تحصل على لقب "ملكة الأناقة"

"ملاك عبيدات" أول فتاة اردنية تحصل على لقب "ملكة الأناقة"

- الشكر لجلالة الملك والملكة على دعمهم للمرأة وكافة المواهب الشبابية الاردنية

- فكرة المشاركة بـ الفن بـ عكس مبادئي مرفوضة تماما

- قمت بتضليل زجاج سيارتي بالكامل هروبا من التحرش

- العروض كثيرة ولكن "ألأولوية لما يتفق مع استقراري في معشوقتي وطني الاردن

الأنباط – نور حتامله

ملاك عبيدات، فتاة اردنية ولدت في عام 1998 ونشأت في محافظة المفرق في شمال المملكة الاردنية الهاشمية، جمعت بين روح البداوة ومعاول الفلاحة، ونسجت على مضامين الأصالة وواكبت مفاتيح الحضارة والتقدمية، انحدرت من عائلة تتمتع بجمع ثقافتين من اكبر الثقافات العريقة والاصيلة في العالم فالأب اردني والأم عراقية، ما كان سببا في خروجها علينا في أبهى صور الاناقة والجمال بأصلها واخلاقها على حد قولها.

تصف ملاك التي تنتمي - لـ برج الدلو وعاشقة لـ برج الجدي والحوت للرجل - نفسها بالفتاة المشاكسة والجريئة التي لا تنفك عن اشباع فضولها المتراشق في كل زوايا البيئة التي حولها، تعشق العلم وتكرس معظم اوقاتها في الدراسة وطلب الثقافة والمعرفة من كافة المصادر المتوفرة امامها، قاسية جدا لا يمكن التغلب عليها بسهولة خاصة انها حاصلة على ثقة والديها وأهلها بشكل كامل، الأمر الذي صنع منها فتاة لا يشق لها غبار على كافة الاصعدة.

وتشير عبيدات التي تفضل "اللون الأصفر" خلال مقابلة خاصة اجرتها معها صحيفة "الانباط" الى حبها لـ مهنة المحاماة، الأمر الذي ساقها لـ دراسة تخصص القانون في جامعة عمان الأهلية "حاليا"، مؤكدة بنفس الوقت أن احد اسرار حياتها يكمن في حبها غير المنقطع لـ مادة الرياضيات، معزية السبب لـ الأستاذ الذي قام بتدريسها هذه المادة في المراحل الدراسية الاعدادية وصولا الى مرحلة التوجيهي، والدور الذي لعبه الاستاذ في صقل شخصيتها وما هي عليه اليوم من مبادئي وقيم وفكر واسلوب.

بداية قصة وصولها لـ مسابقة "ملكة الأناقة"..

تقول عبيدات ان الصدفة عادة تلعب دورا في حياتها بشكل كثير، حيث لعبت هذه المرة معها من خلال حديث دار بينها وبين احدى رفيقاتها عن اعلان تم نشره عبر منصات التواصل الرقمية وعدد من وسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية عن مسابقة Miss Elegant Universe عبر تطبيق ZOOM فترة جائحة وباء الكورونا المستجد، تلك المسابقة المعنية بـ تنسيق الملابس وكيفية اختيار الزي المناسب للزمان والمكان والمناسبة، الأمر الذي اثار فضولها وقررت على اثر حديثها مع رفيقتها المشاركة في هذه المسابقة خاصة انها تتمتع بثقة عالية مسبقة.

المسابقة لم تكن سهلة بحسب ما يعتقد الكثير من الناس، الأمر الذي تفاجأت به عبيدات، حيث اكدت لـ"الانباط" انها خضعت لأكثر من 70 امتحان تضمنت اسئلة كثيرة حول معلومات خاصة بالمتسابقات من حيث تكوين الشخصية العامة، ومدى اطلاعها وثقافتها، اضافة الى المستوى التعليمي الحاصلة عليه، اضافة الى لجان تحكيم تشمل اختصاصيين ومستشارين في كل المجالات الطبية والنفسية والصحية والعلاقات العامة، ومراقبين ومتابعين لأداءها عبر المقابلات الشخصية وتتبعها عبر منصات التواصل الاجتماعي والطريقة التي تستخدمها للتأثير على متابعيها كونها ناشطة اجتماعية على منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي.

وبعد عناء طويل نجحت عبيدات في عدة مراحل من التشخيص والاختبارات الذاتية والطبية والصحية والثقافية، الأمر الذي استودجب بحسب شروط المسابقة تواجدها في لبنان الشقيق لتكون حاضرة وجاهيا في المراحل الاخيرة من المسابقة برفقة 10 منافسات لها منهن فتيات من دول عربية شقيقة والبقية من دول العالم المختلفة، الأمر الذي زاد من ثقة عبيدات بنفسها وجعلها تدرك أنها وصلت لمراحل منافسة عالمية، بـ الرغم من ان حالات من التخوف اصابتها في المراحل انهائية الا أن الدعم الذي وجدته من عائلتها ورفاقها عزز من قوتها وفند كل التخوفات واستبدلها بثقة عالية.

غيوم ناصعة البياض، واخرى سوداء داكنه...

وفي ظل كل هذه الأحداث والتنقلات تقول عبيدات أنها واجهت زخات ماطرة كثيرة بين الحين والاخرى من سحب النقد والانتقاد من كافة الدول العربية خاصة من متابعيها عبر منصات التواصل الاجتماعي، واصفة الكثير من هذه الانتقادات والرسائل بـ"الحادة"، خاصة ان هناك جمع غفير وجه لها اتهامات بـ اجراءها عمليات تجميل، الأمر الذي نفته نفي قطعي في حديثا مع "الانباط"، ومشيرة بنفس الوقت الى انها لا تعارض عمليات التجيل البسيطة التي تتناسب مع شكل المرأه.

ولفتت بنفس الوقت الى أن هناك موجات سحب كبيرة تحمل كافة اشكال الدعم خاصة المعنوي لـ عبيدات، ابرزها كان من عائلتها واقاربها ورفاقها في الاردن وبعض دول الجوار، عنوانها المضي نحو النجاح وترك كل التعليقات والرسائل والغيوم السوداء خلف ظهرها، الأمر الذي أكدت انه كان مصدر من مصادر القوة لها في كل خطوة تقوم بها وكل قرار تتخذه خلال المراحل الاخيرة من المسابقة.

ملاك،، "انت الملكة",, "انت الملكة يا ملاك"...

وفي زخم كل هذه الاحداث كانت عبيدات تنتظر في غرفتها النتائج النهائية للتصويت في حالة من الترقب المصحوب ببعض الخوف المؤطر بالثقة، وفجأة جاءها مدير اعمالها يخبرها بكلمة طلبت منه تكرارها اكثر من مرة على مسامعها حيث قال لها "انتي الملكة"، "انتي الملكة يا ملاك"، المشهد الذي لم تستطع وصف فرحته عبيدات لـ"الانباط" خاصة انه يعتبر انتصار وفوز وانجاز لها يسجل في تاريخ مسيرتها.

وتم على اثر فوزها تتويجها من قبل الممثل اللبناني سعد حمدان بلقب " ملكة الأناقة" في حفل اقيم في بيروت مع مأدبة غداء على شرف الملكة "ملاك عبيدات"، بحضور العديد من نجوم الفن وأهل الصحافة والاعلام، حيث قدم الحفل الزميل الاعلامي المعروف زكريا فحام.

تقول "ملكة الاناقة" حول نظرتها للأناقة والموضة، انه لا شك أن اغلب التفيات يفضلن اللباس الذي يحمل اسماء ماركات عالمية مشهورة ومعروفة، لكنها ترى أن الأفضل ان ترتدي الفتاة اي قطعة تراها جميلة وتتناسب مع شكلها وتركيبة جسدها حتى وان كانت من ماركات محلية او عادية وسعرها معقول وفي متناول الجميع، فالأناقة عندها ليست مجرد ملابس تحمل اسماء تجارية مشهورة وانما شكل متناسق مع الملابس التي يرتديها.

الأولوية "استقراري في وطني الأردن" وسناب شات تطبيقي المفضل

وحول العروض الفنية التي قدمت لـ عبيدات، قالت انها لن ترفض العمل في التمثيل اذا تناسبت الأدوار والمشاهد الفنية مع مبادئها الشخصية، رافضة فكرة قبولها الظهور في كليبات الاغاني المصورة كـ عارضة مع مطرب او مغني.

الى ذلك كشفت عبيدات عن عدم ممانعتها ورفضها للعمل في الاعلانات موضحة انها بالأصل ناشطة اجتماعية بشكل يومي عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة ولها قاعدة جماهيرية كبيرة تتابعها.

وحول العروض الخارجية قالت عبيدات أنها لا ترى نفسها مستقرة في بلد غير بلدها الاردن، مؤكدة على انها تريد البقاء بالاردن وتؤسس مشروعها الخاص في مجال عالم الأزياء تحديدا في العاصمة عمان، لافتة الى انه يمكن الموافقة على عروض من خارج الاردن لكن بما يضمن ولا يتعارض مع استقرارها في الاردن، خاصة ان لها عشق خاص لمنطقة "وادي رم" ولواء الكوره.

وتابعت، أن افضل التطبيقات التي تمارس الظهور عليه بشكل يومي هو تطبيق "السناب شات"، حيث تشارك عبره متابعيها بالكثير من النصائح حول الاناقة والموضه وتستخدمه في الكثير من الامور التوعوية التي تتعلق بحياة الفتيات والشباب بشكل مباشر، معتبرة نفسها انها تقدم محتوى هادف بعكس الكثير من مشاهير هذه المنصات والتطبيقات في الاردن.

نظرة "ملكة الأناقة" للمرأة الشرقية

تقول ملاك أن التحرش ظاهرة سلبية خاصة ان كانت مزعجة الى حد "الوقاحة"، الامر الذي لا يمكن تقبله ليس عندها بل عند غالبية الفتيات، مشيرة الى أنها في احدى المرات قررت تضليل زجاج سيارتها بالكامل باللون الاسود هروبا من المتحرشين المارة بسيارتهم في الشوارع خلال تنقلها من مكان الى آخر، ولكنها ترى بنفس الوقت ان هناك فرق بين التحرش والإطراء اللطيف الذي يتميز بـ الطابع المحترم والاخلاقي في طريقته.

وعبرت عن استيائها ازاء نظرة الكثير من الرجال في المجتمعات الشرقية تجاة المرأة العاملة في مختلف المجالات والقطاعات، مشيرة بنفس الوقت الى ان المرأة خاصة في الاردن حصلت على الكثير من حقوقها الا أنه ما زال هناك الكثير من الأمور يجب ان تسير بالاتجاة الصحيح خاصة النظرة العامة التي تشكل صورة نمطيه عند الكثير من الرجال قائلة :"ان الرجل هو الذي يدعم المرأة لتكون ذو مكانة اجتماعية وصاحبة عمل ليفاخر بها الدنيا".

رسالة "ملكة الاناقة" عبيدات

وفي هذا الصدد أكدت عبيدات حبها وولاءها وانتماءها للأردن والعائلة الهاشمية، مشيرة الى دعم جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم وجلالة الملكة رانيا العبدالله الكبير والمنقطع النظير للشباب واصحاب المواهب من الاردنيين، موجهة بنفس الوقت باقة من اجمل الورود وتهنئة خاصة لجلالة الملك بمناسبة عيد ميلاده متمنية له العمر الطويل بالصحة والسعادة ودوامه ملكا وأبا وأخا لكل الاردنيين، معبرة بنفس الوقت عن فخرها كونها اول فتاة اردنية تحصل على لقب عالمي.