هيثم بن طارق سلطان عمان .......وعد وإنجاز وأمل اربد.. حدائق الملك عبد الله تفتقر للنظافة خاصة الدورات الصحية صناعة المستقبل ... تحفيز العمل الحر والمبادرات الريادية لتعزيز النمو الاقتصادي مدير المخابرات الأسبق نذير رشيد في ذمة الله مدارس حقلية لزراعة الورقيات عضويا في الأغوار الجنوبية زيارة سلطان عُمان إلى الأردن تعكس التناغم في الرؤى السياسية بين البلدين اتفاقية لتركيب أنظمة الخلايا الشمسية في مناطق بلديتي أم الجمال ورحاب إنقاذ طفلة غرقت وفقدت العلامات الحيوية في إربد " إفتتاح مؤتمر "قصص نجاح أردنية" الاتحاد الأوروبي يندد بتدمير الاحتلال للبنية التحتية الطبية في غزة السعودية تعلن شراء 105 طائرات إيرباص الجبور يتفقد عددا من المرافق الشبابية والرياضية في الكرك شهيد وجرحى في غارة اسرائيلية على جنوب لبنان زراعة المفرق: اعتماد 10 محاجر بيطرية خاصة لغايات تصدير الأغنام للأسواق الخليجية الفيصلي يحسم القمة لصالحه ويشعل المنافسة على اللقب افتتاح أول مسجد يعمل بالمنظومة الذكية بالاردن دراسة تكشف سبب اختلاف خطر السكري بين الرجل والمرأة جلسة إرشادية مع أهالي أطفال التوحد بإربد تعيين الهولندية بلاسخارت منسقة أممية في لبنان مجموعة السلام العربي تعزي القيادة الايرانية
كتّاب الأنباط

الحصانة .. طبقية النخبة وموازين القوى

{clean_title}
الأنباط -

 بهدوء

عمر كلاب

 لا يحتاج الموضوع الى تمهيد او توطئة , فمفهوم الحصانة السائد والمعمول به في دولة تقترب من بلوغ مائة عام من عمرها , لا يتناسب مع الطموح السياسي والحداثي , ولا يلبي طموح الشعب في الوصول الى العصرنة والاصلاح المنشود , بل هو تعبير صادم عن اختلال موازين القوى بين مجاميع الشعب وطبقة الكريما الاردنية او طبقة الحكم ان جاز التعبير , بعد ان اضاف النواب الى الحصانة الدستورية حصانة مضافة في نظامهم الداخلي , فالدستور حصّن النائب تحت القبة لتسهيل الرقابة والمحاسبة , لكن النواب توسعوا في الحصانة لتشمل خارج القبة ايضا .

الحصانة بمفهومها الحالي تعبير عن الصراع الطبقي السائد , حيث شملت الوزراء ايضا ولكن في ما يتعلق بمهامهم الوزارية وليس على اطلاقها كما فعل النواب , وكأن ثمة تواطؤ بين السلطتين التشريعية والتنفيذية على تبادل الحصانة ومنافعها , فالوزير يحتاج الى موافقة نيابية حتى يتم تحويله الى النيابة العامة بجرم او تهمة تتعلق بواجبات وظيفته , ولتمرير ذلك توسع النواب في حصانتهم لتصل الى ابعد الحدود طوال انعقاد الدورة البرلمانية , وتصل الحصانة الى مخالفات السير وحوادثه وحتى جرائم الشيك بدون رصيد طالما ان الدورة منعقدة , ولمزيد من التوضيح فإن حادث سير بسيط مع نائب بحاجة الى اربع سنوات لحصول الطرف الآخر على حكم قطعي يمكنه من الحصول على تعويض .

اليوم وفي زمن الشفافية والحكم الرشيد , تقف الحصانة حاجزا امام انفاذ القانون , ولعل الصدام الذي وقع تحت القبة مؤخرا بين رئيس مجلس النواب ونائب , يكشف مدى الحاجة الى مراجعة مفهوم الحصانة وتناقضها مع الحق في التقاضي , الذي هو حق طبيعي للانسان , فكيف ستقاضي سيدة وزيرين ترى بأنهما اعتديا على حق لها , مستثمرين وظيفتهم ؟ وكيف يمكن لمواطن له حقوق على مرشح للنيابة ان يتحصّل على حقوقه اذا ما اصبح هذا المرشح نائبا والامثلة كثيرة على قضايا من هذا النوع ؟

وعودة الى الصدام تحت القبة على خلفية منح إذن لتحويل وزيرين سابقين الى النيابة العامة , الذي كشف ضرورة مراجعة مفهوم الحصانة , حيث حدد النظام الداخلي لمجلس النواب الفترة الزمنية الواجبة لاصدار اللجنة القانونية قرارها في التنسيب لمجلس النواب في منح الاذن من عدمه الا انه ترك الفترة الزمنية مفتوحة للمجلس كي يتم التصويت على قرار اللجنة , فهل يُعقل ان نحدد فترة زمنية للدراسة ولا نحدد فترة زمنية للقرار ؟ وبالتالي نترك للخيال الشعبي حرية رسم الصورة واصدار الحكم نيابة عن القضاء .

فكرة الحصانة جاءت لمنح النائب حرية كافية لمراقبة الحكومة ومحاسبتها وطرح الاسئلة عن اي ملف او موضوع دون وضعه تحت خانة المساءلة بجرم القذف او التشهير , لكنه حصرها تحت القبة , وربما وضع قيودا على محاكمة الوزراء لغايات الهيبة ومنح المقعد الوزاري مهابة , بدليل انه ربطها بواجبات وظيفته , فلماذا لا نربط الحصانة النيابية ايضا بواجبات الوظيفة ومهماتها , فالنائب خادم مدني مثل الوزير , ولا يجوز له ان يتحرك في كوكب آخر .

نحن بحاجة الى مراجعة دستورية لمفهوم الحصانة , ويجب تحويل نص محاكمة الوزراء اليوم الى المحكمة الدستورية وكذلك المادة التي تتحدث عن حصانة النائب في النظام الداخلي , لحسم الامر , لأن النص الدستوري حصر الحصانة تحت القبة وتوسع النواب في وضع نظام داخلي قارب على منحهم القداسة .

omarkallab@yahoo.com