منذ زمن ليس بقصير وانا اخاطب نخوة الابناء الكبار الذين تخرجوا من مدرسة نادي الجزيرة العريق ..وساهموا بانجازاته العديدة وتواصل مشوار الالق في مسيرة ممتدة عمرها ما يقارب النصف قرن ويزيد ..لايماني المطلق بان الابن البار هو وحده الكفيل برعاية والديه وليس البديل بكل تأكيد ..ولهذا كنت دوما ما انصح نجوم الفريق القدامي الذين كانوا يدافعون بشراسة واخلاص نادرين عن الوان الفريق..انصحهم بمواصلة مشوارهم مع النادي الذي ارتبطوا به طويلا ..وعدم مغادرته وتركه لمن يرغب بالتجربة والظهور باعتبارهم الاولى به والاكثر اخلاصا لمسيرته ..وكذلك عشاق النادي وما اكثرهم والذين ضربوا ولا زالوا اروع امثلة الوفاء له ...!!
لكن وللاسف الشديد لم يكن لكبار النادي اي تأثير على مسيرته ..لا بل ان الابناء ارتضوا ان يكونوا دوما مساندين عن بعد ..مثلهم مثل اي متفرج فوق المدرجات ..ولهذا لا عجب ان يصل الجزيرة الى الوضع الحالي الذي لا يسر الصديق ولا يكيد العدا .. بعد ان ترك لسنوات رهينة لاشخاص لم يسبق لبعضهم او حتى اكثرهم ان دخل مبنى النادي ..دفعهم لذلك حبهم لخدمة النادي العريق الى جانب تحقيق بعض الاهداف الشخصية التي حضروا من أجلها ..لكن هذا الوضع لم يشكل اي لون من الوان الاستقرار للنادي ..الا في فترات محدودة تنتهي مع نهاية مصلحة الشخص مع النادي لكنها حتما لا تتواصل ..لان من يهمه النادي ومصلحته يعمل لاجل هذا الامر ويبذل في سبيله الكثير ..دون ان يرهن بقائه بفترة محددة ..وهذا الوضع ينطبق على ابناء النادي وحدهم دون غيرهم ..!!
وهنا لا ننكر بالطبع جهود من تصدوا للعمل مع الجزيرة ..ومنهم الشاب المخلص محمد المحارمه الذي عمل كثيرا وصرف من جيبه الخاص ..وحقق الفريق في عهده انجازات لم تتحقق منذ سنوات ..لكنه اثر ان يترك الموقع لاسباب عديدة منها دخول فريق بلدته سحاب على خط المنافسة في الموسم القادم ..وهو ما يعزز ما اذهب اليه اليوم من قناعة ..بأن ابناء النادي هم الاقدر على السير بناديهم اليوم وغدا وفي المستقبل وليس غيرهم ..ان اردنا ان يتواصل النادي مع الابداع والانجازات ..وان لا يتوقف ذلك على مرحلة الاعتماد على شخص واحد ووحيد ينهي مشواره عندما تنتهي الغاية التي حضر من أجلها !!
نعود ونؤكد ان الجزيرة يكبر فقط بأبناءه وحدهم ..فمتى يدرك الابناء تلك البديهية يا ترى ؟!