الأنباط -
كتبت: إخلاص القاضي
بالاردن، يجب أن يتحلى المواطن بمزيد من الوعي، كلنا مع الاصلاح الجذري، وكلنا مع مؤسسة العرش، ولا نقبل بغير الهاشميين، وعلى الدولة والنظام باسره التقاط اللحظة الحرجة التي يعيشها المحيط حولنا، وبأسرع وقت ممكن.
في الاردن وعي حقيقي، ومن يرفع سقف مطالباته لاسقاط النظام، تيمناً بصدى أصوات الثورة في لبنان، في تقليد أعمى، لا يعرف خطورة ما يقوله، ولا يملك اصلاً برامج بديلة، ولكنها" فشة خلق"، غير مدروسة.
علينا أن لا نكون من العدميين، كلنا شركاء باصلاح الدولة، وعلينا أن نبدأ بانفسنا، بكل سلوكياتنا اليومية والحياتية، حين نرضى إحترام الدور في المؤسسات الخدمية، حين لا نرمي القمامة من نوافذ السيارات، حين نحترم قواعد السير ولا نحول شوارعنا لساحات سباق، حين لا نعتمد التسلق والواسطة والمحسوبية للوصول لغاياتنا، حين لا نقبل رشوة ناخب ولا ماله السياسي، لان من اشترى ذمتك ب" تنكة زيت"، سوف" يزحلقك بزيتها"، بعد فوزه مباشره، فلا أمان لك وله، حين نلتزم بتوصيف انفسنا، كما نحن، حفاظاً على ماء وجوهنا، ولكن أرض الواقع مختلف فنرى على سبيل المثال لا الحصر، من يوصف نفسه باعلامي/ة، وهو لا يعرف قواعد اللغة، ولم يكتب مقالاً مهنياً واحداً، ومن ينتحل صفة طبيب، ومحام، ومفكر، ومحلل، و غير ذلك من توصيفات" عدة النصب".
الفساد لا يقتصر على الحكومات، التي يجب عليها فوراً تسريع الاصلاح، بل علينا، على كل واحد منا، وعلى سلوكياتنا، وعلى استعدادنا النفسي، لعدم الالتزام، حين يقرر أحدهم تأسيس جمعية خيرية ليسرق، وحين يسعى آخر لتأسيس مركز باسم حقوق الإنسان أو الحريات او الديمقراطية أو أو، والهدف التمويل الاجنبي، وتمرير أجندات، حين نذهب لحضور كرة القدم ولا نشتبك مع بعضنا بعضا، حين نتعامل، "ولو بأبسط مثل"، مع الحمامات العامة بنظافة، حتى في أرقى المولات، تجد من يرمي بفضلاته على أرضها، حين نرمي قمامة منازلنا داخل الحاويات وليس حولها، نرتقي بسلوكنا حين لا نحول سخافات السوشيال ميديا لاحاديث تأخذ أياما منا، ونترك القضايا الكبرى بلا أي اهتمام، حين نتعلم كيف ننتقد الحكومات بتحديد الملفات، مشفوعة بالوثائق، وحتى ننتقد أيا كان بشكل ايجابي دون اغتيال للشخصية، وشخصنة وغيره وحسد وكيد، حين لا نتقرب من السلطة لتمرير صفقات، حين لا تكتب مقالا وتنتظر هدية أو شكر أو رشوة، حين نحترم القانون والمؤسسية والمواطنة، الصراحة "مش كل الحق على الدولة"، علينا عبء كبير بأن نعزز الوعي الحضاري نحو شراكة فردية بالاصلاح للوصول لاصلاح جماعي وطني، ونكون من أشرس المنتقدين للحكومة لدى تقصيرها، اذا كانت دوافعنا وطنية، وأن نشكل القوة الضاغطة عليها لمحاربة الفقر والبطالة والفساد، إذن ليبدأ كل منا بنفسه، من كبيرنا، لصغيرنا.
الدعوة لاسقاط النظام في الاردن ليست نزهه، علينا أن نحافظ على هذا الوطن آمناً مستقراً، ونصلح مع النظام، النظام كله، من اصغر مؤسساته لاكبرها.