العثور على جثة صاحبة أكبر شفاه في العالم في الصرف الصحي تحديد جينات جديدة مرتبطة بخطر الإصابة بالسرطان تحذير للنساء من عادة تجميلية قد تسبّب تلفاً في البشرة 5 علامات تحذيرية تدل على قرب حدوث جلطة دماغية تأييد حبس مجدي عبدالغني عامين في قضية الميراث مشروع قرار مقدم من الأردن يدين حظر أنشطة الأونروا في الأرضي الفلسطينية المحتلة انخفاض مؤشرات الأسهم الأميركية الجيش: طائرة مسيّرة مجهولة المصدر سقطت في جرش الصفدي يجري اتصالا هاتفيا مع نظيره الإسباني زوسيا... "مصاصة دماء" عمرها 400 عام أعادها العلماء إلى الحياة الخارجية تعزي بضحايا الفيضانات في إسبانيا وصول طواقم المستشفى الميداني الأردني غزة/80 إلى أرض المهمة المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة بلينكن: تقدم جيد بمفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان الأوبئة: أهمية بناء قدرات العاملين في مجال الصحة العامة سعر الغاز في أوروبا يواصل انخفاضه وسط ضعف الطلب الصحة العالمية: الوضع الصحي شمالي قطاع غزة مروع ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات في إسبانيا إلى 140 شخصا سمو الأميرة رجوة بنت علي تفتتح معرض"أصوات المرجان" في قلعة العقبة وزيرة السياحة تلتقي رئيس وأعضاء الجمعية الأردنية للسياحة الوافدة

فرحة وطن بحل أزمة المعلمين

فرحة وطن بحل أزمة المعلمين
الأنباط -

أ.د.محمد طالب عبيدات

أما وقد أسدلت الستارة على أزمة المعلمين وحصول تفاهمات واتفاق بين الحكومة ونقابة المعلمين؛ فقد حقق الوطن بكل مكوناته انتصاراً وطنياً على كل الأصعدة في المواطنة والتعبير عن الرأي والحوار والمطالبية والحقوق والواجبات والحضارية وسيادة القانون وغيرها؛ وخرج الأردن أقوى وأصلب في حالة وطنية أساسها ديمقراطي مؤمن باحترام الرأي والرأي الآخر وحضارية التعبير عن الرأي:

1. مكانة المعلم رسمياً وشعبياً فيها سمو واحترام وتقدير ولم ولن تتغير لأنهم البناة الحقيقيون للأجيال وصنّاع المستقبل والمستثمرون في القوى البشرية المؤهلة والكفؤة؛ فالمعلمون قدّموا عصارة جهودهم وفكرهم لتنشئة كل الأجيال ولولاهم ما كان الجميع في مكانتهم الحالية.

2. سنضع خلفنا كل التجاذبات التي آلت لإضراب المعلمين لمدة أربعة أسابيع ونتحدث في النتائج التي كانت لصالح الجميع؛ فلا غالب ولا مغلوب؛ فالنتيجة كانت لصالح المعلمين والطلبة والحكومة والنقابة والأهل والمواطنين الأردنيين كافة؛ حيث الكل مستفيد والكل في خندق الوطن.

3. جاء اعتذار دولة رئيس الوزراء للمعلمين الشعرة التي قصمت ظهر البعير وهدّأت فتيل الأزمة لا بل أطفأتها؛ وكانت المقدمة لإتفاق الحكومة ونقابة المعلمين؛ كمؤشر إلى أن كرامة المعلمين كانت هي الطلب الأسمى للمعلمين بغض النظر عن ما تحقق من مطالب مادية أخرى.

4. دروس عدّة إستفدناها من أزمة المعلمين أساسها أهمية عامل الوقت في إدارة الأزمات؛ وضرورة أن ينبري صوت الحكمة والعقل دوماً دون تطرّف في الرأي؛ وضرورة أن تسود لغة الحوار الوطني المسؤول للوصول لحلول توافقية دون تخندق؛ وضرورة أن يكون إعلامنا إعلام وطن وأن نمتلك سياسات إعلامية تعزز المصالح العامة؛ وضرورة أن يخلق الإعلام رأياً عاماً؛ وضرورة إستغلال وسائل التواصل الإجتماعي إيجاباً لا سلباً؛ والكثير من الدروس.

5. أجزم بأن أخواتنا المعلمات وإخواننا المعلمين سيعوّضون للطلبة ما فاتهم من دروس بشكل افتراضي وتلقائي لأنهم خير من يدركون المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقهم في هذا الصدد؛ كما أجزم بأن المعلمين سيحاولون بجهودهم تجويد التعليم لينعكس هذا الإتفاق التاريخي على مخرجات التعليم العام لغايات تحسين العملية التربوية وخلق ثورة بيضاء لإصلاح التعليم.

6. اليوم سيكون فعلياً هو اليوم الأول للدراسة في هذا العام؛ فمطلوب من الطلبة التوجه لمدارسهم بروحية الإندفاع والشوق للدراسة وإحترام معلميهم؛ ومطلوب من الأهل تفهّم واقع الحال فيما جرى في الشهر الماضي والتطلع للأمام؛ ومطلوب من المعلمين مضاعفة العطاء والإيمان المطلق بأنهم ينالون إحترام كل مكونات المجتمع وكرامتهم من كرامة الجميع.

7. لغة الحوار كقيمة وطنية والتي طغت على اللقاءات الحكومية والنقابة وطفت على السطح خلال أزمة المعلمين تؤكد بأننا وإن إختلفنا بآرائنا تجاه أي أزمة لكننا لن ولا نختلف على الوطن وثوابته ومصالحه العليا؛ لأن الوطن هو القاسم المشترك الأعظم للجميع.

8. الأردن يؤكد خلال كل أزمة بأنه يستطيع تجاوز كل الأزمات والتحديات أنّى كانت؛ وذلك لأن هذا الوطن لديه من الرجال المخلصين والشرفاء الكثير الكثير ووقت الأزمات يكون الكل في خندق الوطن؛ فالأزمة التي لا تكسر الظهر تقوّيه!

9. إشتقنا والله لفلذات أكبادنا ليملأوا المدارس بالبهجة والفرح؛ ولنرى الإبتسامة على محيّاهم جميعاً؛ ولنسمع ترنيمة السلام الملكي تصدح كل صباح في بيئتنا المدرسية؛ وأصوات المعلمين في قاعات الصف؛ وإشتقنا لأزمات السير أمام المدارس؛ وإشتقنا لعطاء الجميع في سبيل رفعة الوطن.

10. والأهم من ذلك مطلوب أن نستفيد من الدروس المستفادة من هذه الأزمة كي نمنع تكرارها وأي أزمة مستقبلية على شاكلتها لا سمح الله تعالى؛ فإدارة الأزمات وعامل الوقت فيها والبدائل والحوار والتفاوض كلها عوامل يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار.

11. شكر للجميع على جهودهم الوطنية المخلصة إبّان الأزمة للحفاظ على الأمن والإستقرار؛ الأجهزة الأمنية والمواطنون والمعلمون والطلبة والأهالي والحكومة والجميع؛ أرجو الله مخلصاً أن يكون ذلك في ميزان حسناتهم.

بصراحة: حل أزمة المعلمين شكّلت فرحة وطن حقيقية لكل عناصر البيئة التعليمية من طلبة ومعلمين وأهل ومجتمع محلي ووزارة تربية وتعليم وحكومة؛ كما شكّلت إنتصاراً للوطن بكل مكوناته؛ واليوم عيد بعيدين للمعلمين؛ ومطلوب الإستفادة من كل الدروس المستفادة من هذه الأزمة لتجذير لغة الحوار وإحترام الرأي الآخر ومهارات الإنصات والتفاوض وإنخاذ القرار وغيرها ليصبّ ذلك كله في خندق الوطن الأشم؛ وكل عام والطلبة والمعلمين والأهل والوزارة والوطن وأجهزتنا الأمنية وقائد الوطن بألف خير.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير