الأونروا تشيد بجهود الأردن لاستمرارية عملها وتثمن مخرجات اجتماع الجامعة العربية أسواق الأسهم الأوروبية تنتعش بعد 3 جلسات سلبية اختتام بطولة المملكة للجوجيتسو اختتام بطولة المملكة للجوجيتسو اختتام بطولة المملكة للجوجيتسو اقتصاديات الحروب وتأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية أكثر من 49 مليار...عدد الرحلات عبر المناطق في الصين خلال الأرباع الثلاثة الأولى العثور على شخص من جنسية عربية تغيّب عن منزله في العاصمة وبصحّة جيدة الحنيفات يفتتح مهرجان الطيور الثاني رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا من أبناء عشيرة الطورة رئيس فرسان التغيير يلتقي رئيس المجلس العالمي للسلام مقتل سبعة أشخاص جراء هجوم إرهابي في باكستان 5 شهداء بغارات إسرائيلية على بعلبك وجنوب لبنان مسيرة بعمان تطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان وتثمن دعم الأردن للقضية الفلسطينية مؤتمرون يبحثون واقع العمل الصحفي والتطور التكنولوجي والرقمنة وسُبل مواكبتها تفاصيل القرار الأردني الذي تبنته الجامعة العربية بشأن “الأونروا” 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى الانتخابات الأمريكية 2024: اليهود الأمريكيون والولاية الحاسمة المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة المومني يبحث مع منظمه اليونسكو أهميه الشراكه الاستراتيجيه التي تجمع وزاره الاتصال الحكومي والمنظمة

حقيقة الحزن

 حقيقة الحزن
الأنباط -

 آسيا أحمد أبوطوق

أيعقل أن نحزن إلى هذا الحد , يؤرقني ذاك الليل الذي رغم نقاء الهواء , وصفاء السماء , وجمال القمر , وبريق النجوم إلى أنه يكتم الأنفاس ويدمع العيون , يبكي القلوب ,ويقطع الحدود. فعندما يتسابق علينا العمر ونكبر, تصغر الدنيا بأعيننا , ونعلم أنها ليست لنا , وتتقلص رغباتنا ,وإن كان العقل ناضج أكثر, نصبح من عشاق العزلة , والأبتعاد عن الناس وضجيج نفوسهم , ويصبح سكان قلبك يعد بأصابع يدك المتعبه من العطاء دون شيء , فعندما أقول شيء فقط لأن الصفر من المقابل بات وَاضِحًا فأصبح شيء مجهول , فلا ود ولا محبة ولا أبتسامة رفيق , حتى الشكر ضاع من ألسنتهم , فظنوا أن العطاء وجب علينا . وعندما نفقد من نحب , تنتهي رغباتنا حتى وإن فعلنا رغما عنا , ويصبح العلم إلى يقين بأن الدنيا ليست لنا , فيستمر عملنا , أما الفؤاد فيظل تَائِهًا وَخَائِفًا بأن يتعلق بشيء ليس له , فيبتعد عن الإدمان بالناس والحياة والعمل , ويظل حَزِينَا وَتَائِهًا إلى أن يترك نفسه لله وحده .

أما عن ذاك الحزن , فأظن أنه يكمن بنفوسنا , فتلك الأشارات الحزينة , والأحرف المتناثرة التي تجمع إلى كلمات محبطة , هي من صنع عقولنا , من إبتكارنا , فتحوطنا بالجاذبية السلبية , التي تهدد سعادتنا وطريق الفرح الذي يحاول أن يدخل بابنا لكنا لا نسمع طرقته , حتى لا نريد أن نسمعها فيفتح ذاك الباب , خَوفًا من أن نعيش بوهم السعادة , وتلك الجاذبية السلبية المشهورة التي يحبها أكثر الناس , فأنها من أول نداء تجلس فوق رأسك , وتجذب كل صغيرة وكبيرة ,و كل مستوطن على هذه الأرض يحمل معه تعاسة وهم ونكد وإحباط , كل كلمة تقل فيها لا ولا أستطيع , أنا حزين أنا خائف , لن أصل , يستحيل نجاحي.... . وتدخلها بشيفرة عقلك المسكين , فبربك لا تسأل لما أنت لست سعيد .

لا أسرد قصة ولا أحكي حكمة , وحتى العبرة لا أريدها الآن , وأفعال الناس المؤلمة والتي تكسرنا لوهلة , سأبتعد عنها , لأذكر حقيقة الكون الذي يحمل معه جاذبيتان , السلبية والإيجابية , وتلك التي تجذب كل مافي الكون إليك رغمًا عنها , وتؤثر بك رغمًا عنك , فتوقعك بفخها , وتسيرك إلى طريقها , فكن أنت من تختارها , وتنتقي كلماتك بحذافيرها , فذاك الحزن الذي يسيطر عليك رغم جمال الأشياء حولك , قد بدأ بحدث أزعجك , فأعطيته أهتمام ثم تَفكيرًا إلى أن أخذ وقتك وعقلك , وسيطر عليك , ثم لم يمكث طويلا داخل صندوق عقلك فقط , لأن عدد الأشارات السلبية التي تلبي ندائه تتزايد يَومًا بعد يوم , فيتفاقم الحزن , وتثقل الدنيا عليك , وتظن أن العالم أختارك أنت لهذا الحزن , ووضع ذاك الستار المظلم أمام عينيك , فتقفل على نفسك بأرادتك المستسلمهلكل شيء , ونعود إلى حقيقة ذاك الحزن أنه كان بيدك ومن ذاتك وبكامل إرادتك .

أنت المسؤول عن أفكارك التي تسمح لها بالبقاء داخل عقلك , وعن تلك الكلمات التي تسمعها من الناس وتستجيب لها بتأيديك لها أو نكرانها , فالذي يكمن داخل عقلك هو من يجذب إحدى تلك الجاذبيتان , فيدخلك باب الأحباط أو باب الأمل , باب الحزن أو باب السعادة , فكن سيدا لكلماتك المكرره في ذاتك وعلى لسانك , التي تظن أنها بسيطة فتوقعك بفخ الجاذبية وما أجمل من وقوع بين أحضان عالم مزهر رسمته مخيلتك , فتيقنت بوجوده , فأتى إليك زَاحِفًا ليزهر حياتك .

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير