البث المباشر
أسبوع متقلب بطابع بارد وزخات مطرية بعض المناطق خطر يهدد الهواتف عبر منافذ الشحن العامة ‏مصادر : الشرع يقيم في قصر تميم خلال زيارته لقطر فتية التلال… وحوش مدعومة رسميًا فرض الاستقرار في المنطقة نفوذ الإسلاميين: بين الحظر المحلي والتصنيف الدولي عصر انتشار الكراهية الرقمية الملك عبد الله الثاني: فخر واعتزاز بتواجد النشامى في مونديال 2026 الحاج المختار احمد جميل بخيت الجغبير ابو جميل في ذمة الله ‏السفير الصيني في عمّان: 100 مليون دولار دعمًا لفلسطين في أكبر دفعة بتاريخ العلاقات ‏ تحذير صادر عن إدارة الأرصاد الجوية اليسار التقدمي الديمقراطي الاردني ماذا ينتظر … مهدي منتظر ينقذه قبل أن يحتضر؟ "حينُ يطرقُ الأردنُّ بابَ الأسطورة… بين ميسي والتاريخ" قراءة في سؤال الذات سؤال القصيدة للكاتب والناقد والإعلامي عِذاب الركابي مجمع الملك الحسين للأعمال يوقع مذكرة تفاهم لبناء وتطبيق نظام حديث لادارة مواقف للسيارات قائم على التكنولوجيا المومني: انجاز 25% من خطة المسح الوطني للشباب 2025 جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة تعميم صادر عن الهيئة البحرية الأردنية بشأن الحالة الجوية المتوقعة وتأثيرها على النشاط البحري د. عمّار محمد الرجوب قراءة في سؤال الذات سؤال القصيدة للكاتب والناقد والإعلامي عِذاب الركابي

دعوة للتصالح مع النفس

 دعوة للتصالح مع النفس
الأنباط -

 زاوية الدكتور محمد خيري لباده

 

 

يظل حب النفس من الموضوعات الاثيرة في حياتنا ذلك أننا قد نتعرض لعمليات نقد شديدة لأنفسنا، وفي احيان اخرى نسبح في بحر من الاعجاب المبالغ فيه بما نفعل.

ولعل افضل حصيلة استفدتها عبر رحلة العمر هو ان ابتعد قدر الامكان عن ان انفخ نفسي كثيرا او ان يتملكني الغرور او ان اقهر نفسي بالتواضع المزيف، ولكن كيف يصل الانسان الى نقطة التوازن الصعبة تلك؟؟؟

اطلعت على آراء الكثيرين من اطباء النفس ورجال الاعمال ايضا عن تقدير الذات وفهمها، ففي اليابان قال راهب عجوز (عليك ان تحمل فكرة وتخلص لها وتطورها وهذا هو الطريق الامثل لمنع النفس من السحق او الغرور ولا تنسى ايدا انك جزء من هذه الطبيعة وهذا الكون).

هذا النسيان هو الذي جعل الولايات المتحدة تسحق المواطنين في هيروشيما ونجازاكي بالقنابل الذرية، مثلما ضربوا العراق وافغانستان والصومال وباكستان، وفلسطين والسودان بالقنابل الذكية والعنقودية، ولو تذكرت الولايات المتحدة ان البشر متساوون امام عدالة السماء لما سمحت لنفسها بحماقة تدمير البشر بهذه الصورة الوحشية الظالمة.

تماما كاليابان التي ارتكبت ايضا حماقة قهر كوريا وبعضا من اهل الصين وبرروا مسؤولية ذلك هو نتيجة خطأ بالاليكترونيات واجهزة التواصل التي حولت العالم الى قرية صغيرة بحيث تتوحد فتزداد الرحمة والمحبة والمحبة، لا ان تتغلغل القسوة والاستعباد الى قلوب البشر.

ولو استمعنا لرأي اختصاصي يهودي يعمل في مجال الطب النفسي ومتخصص في العلم الرائع المسمى (تقدير الذات) وهو احد فروع الطب النفسي، وبدأ حديثه متسائلا كيف يمكن ان يصل الانسان الى الصحيح لنفسه فلا ينفخها بحماقة القوة فقال: المهم هو فكرة الانسان عن نفسه وموهبته فإن ضخمها اكثر فانه يدفع ثمنا شاقا: مثل الثمن الذي تدفعه اسرائيل بقهر المرض النفسي للكثيرين من قادتها مثل:

(مناحيم بيجن) الذي مات بالاكتئاب وكذلك (جولدا مائير) التي تمنت الموت لكل اطفال فلسطين، وكذلك (موشيه ديان) حيث اصبح فخره بالذات حدا وصل الى درجة من القداسة والتعصب وعدم مناقشة مدى زيفها، عندها تنفجر الذات بهذا الغرور الهائل الذي يغرق الانسان في دوامة من القلق والحيرة والخوف والضياع والقهر ثم الموت بأنياب غير مرئية هي الاغتراب والاكتئاب.

لنرى ما جرى (لاسحق رابين) خيث اعلن (انه سوف يصنع من عظام الفلسطينيين موائد للغذاء والعشاء ) وصرح بذلك ايام تفجر الانتفاضة الاولى، ولكن عندما تصور ان السلام يمكن ان يأتي حتى اسرع اليه الموت قتلا من اجل السلام مع الفلسطينيين لأنه آمن بالسلام لأنه مع نفسه اولا وتفاعل مع رياح التغيير والبحث عن الحقيقة وعن عالم افضل.

اما على المستوى العام والخاص فان ارقى تقييم للنفس هو محاولة وضع الايجابيات والسلبيات في كفتين متساويتين كي يرى الانسان مدى ما ينقصه ومدى ما يمكن ان يضيفه لافكاره وذلك حتى يستطيع الوصول الى تقييم صحيح للنفس، ومن هنا يمكن ان يتصالح الانسان مع نفسه يحبها ولك تلك المرحلة ليست سهلة دائما.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير