زاوية سناء فارس شرعان
طالما حذرنا من سيطرة العسكر على السلطة في اي قطر عربي لا سيما وان حكم العسكر يتوق الفساد وانتشر في اقطار العالم الثالث بل ان حلم العسكر يتنقض مع الحكم الديمقراطي ويتطابق مع الحكم الفاسد.
منظمة الوحدة الافريقية التي تتخذ من اديس ابابا مقرا لها قررت خلال قمتها الأخير تعلقث عضوية السودان في المنظمة وهيئاتها ومؤسساتها الى ان يبدأ السودان تسليم الحكم للمدنيين بعد الانقلاب العسكري الذي اطاح بالرئيس عمر البشير في الحادي عشر من شهر ابريل الماضي رغم مرور اربعة اشهر من اندلاع الثورة الشعبية في السودان التي اندلعت في شهر ديسمبر من العام الماضي.
ما حدا بمنظمة الوحدة الافريقية التي تعليق عضوية السودان فيها الاحداث الدامية التي شهدها السودان مؤخرا والمتمثلة بانقلاب المجلس العسكري الانتخابي على ارادة الشعب السوداني وممثلة قوى الحرية والتغيير التي تكاد تمثل كافة الوان الطيف السياسي في البلاد من خلال محاولة رفض اعتصام القيادة العامة بالقوة على غرار رفض اعتصام ربعة في مصر ما ادى الى سفك دماء السودانيين واستشهاد اكثر من مائة مواطن من المشاركين في الاعتصام ما اثار الرأي العام وعدد من الحكومات الديمقراطية وخاصة الغربية مثل بريطانيا وفرنسا والمانيا التي طالبت بعودة الجيش السوداني الى ثكناته وتسليم السلطة الى حكومة مدنية وباالاضافة الى سفك دماء المدنيين من خلال محاولة رفض الاعتصام امام القيادة العامة فان عدم ثبات المجلس العسكري الانتقالي على موقفه في الحوار مع قوى الحرية والتغيير ورفضه التفاوض مع ممثلي هذه القوى ورقضه للانتفاقات التي توصل اليها مع هذه القوى واكتفت منظمة الوحدة الافريقية بتعليق عضوية السودان في المنظمة لحين تسليم السلطة لحكومة مدنية …
موقف الدول الافريقية وجدا اتفاقا عاما لدى عدد من الدول الغربية وخاصة فرنسا وبريطانيا والمانيا.
واصدرت كل من فرنسان وبريطانيا بيانا تطلب فيه المجلس العسكري الانتقالي في السودان باحترام المدنيين وخاصة المشاركين في الاعتصام امام القيادة العامة وعدم المساس بحقوقهم وكرامتهم والحفاظ على ارواح المشاركين في الاعتصام والاستجابة لمطالبهم في تسليم السلطة لسلطة مدنية والالتزام بمطالب الثوار والمعتصمين …
وتؤيد كل من فرنسا وبريطانيا ودول اخرى فرض عقوبات على السودان اذا لم يسلم المجلس العسكري النتقالي في السلطة للمدنيين او اذا اقدم على تصرف من مسؤول كما حدث يوم الاثنين الاسود حيث حاولت قوات التدخل السريع التابعة لنائب رئيس المجلس الانتقالي الملقب بحميدتي رفض الاعتصام المقام امام القيادة العامة وفرض السلطة بالقوة وفرض هيمنة الدولة.
ثمة تطور جديد حصل في السودان فبعد ان اعلن المجلس العسكري الانتخابي وقف التفاوض مع قوى الحرية والتغيير والغاء كل ما تم التوصل اليه من اتفاقات منها عاد المجلس لحماية الثوار والمتعصمين في مقدمة اولوياته كما دعا ممثلي قوى الحرية والتغيير الى استئناف التفاوض حول تسليم السلطة للمدنيين الامر الذي ادى بقوة الحرية والتغيير الى رفض عرض المجلس الانتقالي والمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين بصورة جديدة ورفض قرار المجلس باجراء الانتخابات خلال فترة تسعة شهور.
التغيير المفاجئ في موقف المجلس العسكري الانتقالي يرد الى طلب الادارة الامريكية والسعودية التدخل لاعادة الوضع في السودان الى سابق عهده والسعودية بدورها طلبت من المجلس العسكري الانتقالي معالجة الوضع بحكمة من خلال استئناف عملية التفاوض مع قوى الحرية والتغيير وذلك في ضوء دور السعودية والامارات العربية المتحدة في التأثير على الوضع بالسودان… !!!