البث المباشر
"حينُ يطرقُ الأردنُّ بابَ الأسطورة… بين ميسي والتاريخ" قراءة في سؤال الذات سؤال القصيدة للكاتب والناقد والإعلامي عِذاب الركابي مجمع الملك الحسين للأعمال يوقع مذكرة تفاهم لبناء وتطبيق نظام حديث لادارة مواقف للسيارات قائم على التكنولوجيا المومني: انجاز 25% من خطة المسح الوطني للشباب 2025 جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة تعميم صادر عن الهيئة البحرية الأردنية بشأن الحالة الجوية المتوقعة وتأثيرها على النشاط البحري د. عمّار محمد الرجوب قراءة في سؤال الذات سؤال القصيدة للكاتب والناقد والإعلامي عِذاب الركابي بلدية السلط الكبرى تكثف جهودها للتعامل مع حالة عدم الإستقرار الجوي المؤثرة على المملكة. بلديات تكثف استعداداتها وترفع جاهزيتها تزامنا مع المنخفض الجوي استراتيجية "التفويض": أمريكا تدفع حلفاءها لمواجهة إيران ياسر أبو شباب، كيف حالك؟ الارصاد : حالة من عدم الاستقرار وتحذيرات من هطولات غزيرة في بعض المناطق... التفاصيل ولي العهد يساند"النشامى" أمام الكويت في كأس العرب الوفد البرلماني يختتم زيارته الى بروكسل الهيئة العامة لغرفة تجارة عمّان تقرّ التقريرين الإداري والمالي لعام 2024 كتب الدكتور سمير محمد ايوب في حضرة القهوة، تواضعوا ! المرأة وفلسفة القهوة... مديرية الأمن العام تجدّد تحذيرها من حالة عدم الاستقرار الجوّي المتوقعة وتدعو للابتعاد من الأودية ومجاري السيول وزارة الإدارة المحلية تُهيب بالمواطنين الابتعاد عن مجاري الأودية تزامناً مع حالة عدم الاستقرار الجوي الأشغال تعزز جاهزيتها بـ110 فرق و155 آلية لمواجهة الظروف الجوية

أخلاقنا هويتنا

أخلاقنا هويتنا
الأنباط -

 أ.د.محمد طالب عبيدات

لنعترف منذ البداية بأن منظومة الأخلاقيات والقيم عندنا –ومع الأسف- في تراجع وانحدار مذهل ، والكل يعلم الأسباب والمسببات وراء ذلك ، وجُلّها يُعزى لعدم تمكين وتحصين شبابنا بأرضية صلبة –دون تجمّل أو تمثيل- كنتيجة لتربيتنا التي لم تعد تحمل هوية واضحة بسبب تداخل وتنوّع أدوات التربية بدءاً من ثالوث تكنولوجيا العولمة المتمثّل في الفضائيات والإنترنت والهواتف الذكية وما انبثق عنها من تواصل اجتماعي ومروراً بالتربية التقليدية المبنية على الإرهاصات والخوف والتمثيل وإختلاف القول والفعل ووصولاً للتربية المثالية المبنية على الحوار والديمقراطية ولغة الإقناع وأدوات العصر، كما أن غياب النموذج الأخلاقي المثالي آل إلى ذلك:

 

1. الغزو الفكري ومشاريع الإنحلال الأخلاقي التي تَستَخدِم أدوات تكنولوجيا الألفية الثالثة والعولمة والموجّهة ضد شبابنا صوب الإنحطاط الأخلاقي علينا أن نعيها جميعاً وذلك من خلال خلق ردّة فعل معاكسة أساسها التحصين والتمكين الخُلقي والقيمي لجيل الشباب والمبني على هوية جامعة وأرضية صلبة لا تفريط فيها.

 

2. توالي مهرجانات ومسلسلات الفن الهابط والموجّهة للشباب وبمسميات مختلفة بدءاً من ألوان ومروراً بقلق ووصولاً للجن كلها تمتلك نفس الرُوحية والتي تسعى لإستخدام الشباب والمراهقين أنفسهم كأدوات لإفساد هذا الجيل وتغيير ثقافتنا المجتمعية وهويّتنا المُحافِظة والوسطية صوب الإنفلات والإباحية والإيحاءات الجنسية والألفاظ البذيئة والمشاهد الساخنة والشذوذ والعلاقات الرخيصة وغيرها.

 

3. لنعترف بأن أرضيتنا الأخلاقية هشّة وغير صلبة وخصوصاً عند بعض شبابنا وحتى بعض كبارنا، والدليل أننا نتنازل عن هويتنا ومنظومتنا القيمية والأخلاقية عند أول إختبار! والحديث يطول في هذا الصدد، لكنه مؤشّر على أننا غير مُحصّنين وثوابتنا القيمية تذروها الرياح!

 

4. المصيبة الأكبر أن هنالك فئة من المجتمع تصف هذا الإنهيار الأخلاقي على أنه إبداع شبابي ومفخرة فنيّة، والبعض الآخر يقول بأن الكبار في المجتمع يتبادلون مقاطع لفيديوهات أكثر جرأة ووقاحة، وآخرون ينظّرون بإسم حرية التعبير والإباحية، وكثير من الآراء المتباينة وإن كانت الأكثرية مع ضرورة الحفاظ على أخلاقيات شبابنا المحافظ وهويته العربية الإسلامية.

 

5. خدش الحياء العام وإظهار الأعمال المنافية للحياء والأخلاق والآداب العامة وفتنة المجتمع المحافظ والإساءة لقيمنا التربوية الأصيلة جريمة يعاقب عليها القانون أنّى كانت إدعاءات الجهات التي أنتجت هكذا مواد فلميّة، ومهمّة الضابطة العدلية تكييف هكذا جرائم لإحالتهم للقضاء والمحاكم صاحبة الإختصاص.

 

6. الأفعال اللاأخلاقية والمُشينة -حتى وإن كانت فنيّة وإبداعية- تُسيء لموروثنا الحضاري والقيمي والديني، كما تُسيء لمجتمعنا الأردني المحافظ وثقافته الوسطية، وتُسيء لحاضرة المكان السياحية والتاريخية، وتُسيء لوطننا الغالي وأهله الطيبين.

 

7. لغتنا وثقافتنا وديننا هي هويتنا وهي خط أحمر، ومطلوب الضرب بيد من حديد لكل من تسوّل له نفسه بإستغلال حرية التعبير للإساءة لها من قريب أو بعيد، وهذا بالطبع واجب الحكومة التي من المفروض أن تضع حداً لهكذا تصرفات غير متوافقة مع هويتنا.

 

8. مطلوب المواءمة بين المحافظة على الخُلق والقيم وثوابتها الرصينة من جهة ولغة القانون ومحاسبة المُسيئين لهويتنا من جهة أخرى، لأن الخُلق وازع داخلي وتربية رصينة للفرد ويتحمّل مسؤوليته نفسه بيد أن القانون يُطبّق على الفرد من قِبَل الدولة.

 

بصراحة: المشكلة فينا جميعاً، شباباً وشيبة، فمن يتنازل عن أخلاقياته وقيمه لا يؤمن بها بالمُطلق! لأن أرضيته الإيمانية والأخلاقية ليست صلبة وربما هشّة ولذلك تنهار بسرعة! فمطلوب إعادة بناء الجيل القادم على المواءمة بين الأصالة والمعاصرة دونما أي تطرّف يميني أو إنحلالي، فوطننا الأشم وقيادته وسطيو الطرح ومحافظون!

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير