ما اجمله من لقاء ان تلقى وجه ربك طاهراً نقياً في خير مكان، في بيت من بيوت الله، وفي صلاة جمعة أواخر شعبان، تحفك الملائكة ويحيط بك المصلون الأطهار، هكذا ترجل الفارس وغادرنا ساجداً كما كان يتمنى معالي الدكتور عبد اللطيف عربيّات، الرمز والقامة الوطنية الشامخة، صاحب الخُلق الطيِّب والمواقف الوطنية والإسلامية والإنسانية المشّرفة، رمز التواضع والدين القويم، دين الوسطية والسماحة والمحبة والاعتدال، الرجل الشهم الذي أجمع الاردنيون بكافة أطيافهم على محبته واحترامه، صوت الحكمة والعقلانية الذي لم يركب موجة التيه السياسي ولم يتاجر بعباءة الدين، وبقي مخلصاً للوطن وإعلاء كلمة الحق .. طوبى لشيخنا الفاضل هذه الخاتمة العظيمة، وهذا الرحيل المبارك، طوبى لمن صدق الله فصدقه، تغمد الله سنديانة الوطن بواسع رحمته وغفرانه واسكنه فسيح جناته، أعظم الله أجرنا وعوضنا بقادة علماء حكماء مثله يعلون كلمة الحق ومواقف الحق .