اكّد وزير الشؤون السياسية والبرلمانية المهندس موسى المعايطة، ان الأحزاب السياسية مهمتها الأساسية التشارك في العملية الانتخابية للوصول إلى البرلمان من أجل تشكيل حكومة برلمانية وتطبيق برامجها، مشيرا إلى أنها لن تتحقق إلاّ بوجود أحزاب وكتل وتيارات سياسية قوية داخل البرلمان.
جاء ذلك، خلال لقاء الوزير المعايطة اليوم الخميس في مبنى الوزارة مع ائتلاف الأحزاب الوطنية، بحضور أمين عام الوزارة رئيس لجنة الأحزاب الدكتور علي الخوالدة. وقال وزير الشؤون السياسية والبرلمانية، إن الدولة الأردنية بكل مكوناتها تريد إرسال رسالة للمواطن الاردني بأنها مع تنمية الحياة الحزبية، وصولا إلى تمثيلها في البرلمان، من خلال تيارات وائتلافات حزبية قوية تمثل المجتمع، من أجل تطبيق برامجها عن طريق تشكيل الحكومة البرلمانية، وهو المطلب الذي تحدث به جلالة الملك عبدالله الثاني عدة مرات.
وبيّن الوزير ان تمويل الأحزاب من خزينة الدولة بالصيغة الحالية، وبعد مرور 10 سنوات على تطبيقه لم يحقق أهدافه، وهو ما يدعونا لتعديله بالتوافق والحوار مع الأحزاب، حيث تم إرسال مقترحات بشأن نظام الدعم المالي للأحزاب، التي ردّت بدورها بمقترحات هي محل نقاش وبحث وحوار مع الأحزاب، مشيرا إلى أن هذا اللقاء هو الرابع من نوعه لبحث نظام الدعم المالي للأحزاب. ونفى الوزير نية الوزارة تقليص دعم تمويل الاحزاب، مؤكدا بأنه:" لا انسحاب من تمويل الأحزاب"، مشيرا إلى أن الأحزاب التي تشارك في الانتخابات تستطيع الوصول إلى قبة البرلمان، ويمكنها الحصول على تمويل أكثر من المحدد حاليا.
وفي بداية اللقاء، أيّد ائتلاف الأحزاب الوطنية مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني في مواجهة الضغوط الدولية والإقليمية على الأردن بخصوص القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وقال رئيس ائتلاف الأحزاب الوطنية الدكتور ارحيل غرايبه، إنه لا يمكن السير قدما نحو نهضة للحياة الحزبية بدون الأحزاب القوية والمشاركة السياسية ودخولها للبرلمان.
وأوضح أنه لا يوجد تجربة في العالم أو إطار يمكن أن يجمع الناس سوى الأحزاب ذات البرامج، مشيرا إلى أن غياب الأحزاب سيؤدي بالناس إلى البحث عن بدائل أخرى.
وأشار إلى أن أهم درس للمستقبل يمكن الاستفادة منه هو الشروع بالإصلاح في الحياة السياسية بالأردن، وأن يكون هناك أحزابا قادرة على تمثيل المواطن بكل مكوناته.
وبخصوص تمويل الأحزاب من خزينة الدولة، قال الغرايبة إن التمويل للأحزاب في المراحل الأولى ضروري، وأنه يقدّم رسالة واضحة من الدولة للمواطنين بأنها جاده في بناء حياة سياسية ناضجة عنوانها الأحزاب.
وأعرب غرايبة عن أمله في الوصول إلى الشريحة غير المنظمة حزبيا، والتي تزيد عن 95 بالمائة من الأردنيين، والذين يعبّرون عن أنفسهم عشائريا.
ودعا السياسيين غير المنضوين في الأحزاب إلى الانتساب إليها، وخوض التجربة الحزبية، وصولا إلى الأهداف التي عبر عنها جلالة الملك في الأوراق النقاشية وهي الحكومات البرلمانية، مضيفا أن الأردن يمكن أن يكون نموذجا للعالم العربي على صعيد ذلك.
وقال الأمين العام لحزب الوسط الاسلامي مدالله الطراونه بدوره إن الاحزاب القوية سند وظهير للدولة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
وطالب بدعم اضافي للائتلافات الحزبية يكون منفصلا عن دعم الأحزاب، والإبقاء على الدعم المالي للأحزاب لعدة سنوات يتفق عليها.
وقال أمين عام حزب الشورى فراس العبادي إن النظام المالي المقترح يخدم بعض الأحزاب القوية على حساب الأخرى، مطالبا بتخصيص تمويل مالي للأحزاب التي تقدم قيادات منتخبة في البرلمان والبلديات واللامركزية.
ودعا أمين عام حزب النهضة اسماعيل خطاطبة من جانبه إلى الربط بين نظام تمويل الأحزاب وقانوني الأحزاب والانتخاب في سياق واحد، وإسناد موقف جلالة الملك في مواجهة الضغوط الدولية والاقليمية.
هذا واتفق المعايطة مع الاحزاب على أن الهدف من تمويل الاحزاب هو دعمها للمشاركة السياسية والوصول إلى البرلمان، كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني، في الأوراق النقاشية وخلال توجيهاته للحكومات المتعاقبة.
--(بترا)