طفل بعمر الورد، خرج من ببت ذويه بمنطقة صويلح ظهر امس الاربعاء، وما لبث ان ابتعد وتاه وسط زحام العابرين والمتسوقين وهو يبكي لا يعرف الى اين قادته خطاه.
جود طفل لا يتجاوز الاربعة اعوام، اقتاده اهل الخير الى مركز امن صويلح، وسلموه لرئيس المركز المقدم رداد النوايسة، الذي اخذذ يبدد خوفه، ويمسح دموعه ويطمئنه : انت بين يدي امينة يا بني فلا تقلق ..
حالة الهلع التي اصابت الطفل الصغير، اخذت تتبدد شيئا فشيئا، ورئيس المركز الامني الذي ادهش المواطنين الذين احضروا الطفل وهو يلاعبه ويهدىء من روعه، حتى سكن وشعر بامان، وعادت البسمة الى ثغره ..
اللافت في الامر، ان رئيس المركز الامني اوعز بنشر صورة الطفل على صفحات تابعة للامن العام على مواقع التواصل الاجتماعي، داعيا ذويه او من يعرفه للاتصال والتواصل مع مركز امن صويلح. وما هي الا برهة من الوقت حتى اثمرت الفكرة ..
اتصلت والدة الطفل الصغير، وخاله ايضا، اللذان ابلغا من اناس يعرفون الطفل بانه في مركز امن صويلح. حضرت والدة الطفل، وخاله، والمفارقة ان والدته لم تكن تعلم بفقدانه، ظنا منها انه يلعب قرب المنزل، الامر الذي يتوجب لفت الانتباه له جيدا، والتنويه لاولياء الامور حوله، ان راقبوا اطفالكم ولا تدعوهم يغيبوا عن عيونكم. ما زالت صورة الطفلة نبال، التي هزت جريمة قتلها المجتمع الاردني، قبل ايام، عالقة بكل حسرة في وجدان الاردنيين، الامر الذي يستدعي من مجتمعاتنا الاتعاظ كي لا تتكرر الماساة مرة اخرى.
المقدم النوايسة، سحر المواطنين الذين شهدوا الحادثة، باسلوبه الانساني الراقي، وتعامله العذب الذي دخل قلوبهم، وحنكته وسرعة بديهته في احتواء الامر، وارجاع الطفل الى منزله امنا .. اللافت في الامر ايضا، ان الطفل الصغير بدا يلعب في اروقة مكتب رئيس المركز الامني، حتى بعد حضور والدته وخاله لاستلامه، امنا مطمئنا، وكانه يرفض الرجوع معهم !