عرضت قيادات شبابية أهلية ناشطة من مختلف محافظات المملكة اليوم الاربعاء، أمام وزير الشؤون السياسية والبرلمانية المهندس موسى المعايطة، ووزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات، ووزير الشباب الدكتور محمد أبورمان. لأهم الاحتياجات والأولويات والتحديات التي يواجهونها وتواجهها مجتمعاتهم المحلية.
وأوضح المشاركون في اللقاء الذي نظمته وزارة الشباب اليوم الاربعاء في مدينة الحسين للشباب الرياضية، لقيادات شبابية من جميع محافظات المملكة، أن اتجاههم للعمل في مبادرات شبابية من خلال نوافذ أهلية منفصلة عن الهيئات الشبابية الحكومية جاء نتيجة البيروقراطية وبطء عملية اتخاذ القرارات في هذه الهيئات على صعيد العمل الشبابي العام.
وتضمنت الملاحظات التي أبدتها القيادات الشبابية (شبابا وشابات) في: أن من الأسباب الطاردة لارتياد المراكز الشبابية التابعة للوزارة، هو أن وقت الدوام الرسمي المحدد، لا يناسب أوقات الشباب الملتحقين بالجامعات والمدارس؛ حيث تغلق هذه المراكز أبوابها الساعة الثالثة مساء، إلى جانب الفردية، والاستحواذ الفئوي على النشاط الشبابي في هذه المراكز من قبل البعض على حساب التنسيق والتعاون مع الآخرين.
وأضافت القيادات الشبابية، أهمية الاهتمام بالأفكار الريادية لهم من خلال توفير حواضن التمويل لهذه الأفكار ومساعدتها على خلق فرص عمل لها، كما طالب بعض المشاركين بضرورة توفير مراكز شبابية ونوادٍ رياضية في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية التي تفتقد لذلك.
ودعا مشاركون، إلى ضرورة إيجاد مراكز شبابية داخل الجامعات، وتوفير برامج توعوية وتدريبية للانخراط بقضايا الشأن العام، كالانتخابات البلدية واللامركزية والبرلمان. وطالب المشاركون بضرورة الدعم الحكومي للشباب، والعمل على بناء جسور الثقة من جديد بين الحكومة والشباب من خلال عمل حقيقي وجاد على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية، فضلا عن الابتعاد عن المركزية في القرار التنموي للمحافظات.
وقال الوزير المعايطة، إن دور الشباب أساسي ومهم في كل المجالات الحياتية، مؤكدا أهمية العمل الجماعي للشباب في صنع التغيير في مجتمعاتهم المحلية وعلى المستوى الوطني. ودعا الشباب في انتخاب ممثليهم في مواقع صنع القرار على المستوى البلدي وعلى مستوى المحافظة أو البرلمان، بعيدا عن العشائرية أو أي أطر تقليدية أخرى، وإنما على أساس برامج انتخابية واضحة ومحددة تحقق مطالبهم.
كما دعا، الشباب إلى الانخراط والمشاركة في الانتخابات البلدية واللامركزية، ليكون لهم دور مؤثر في قضايا مجتمعاتهم المحلية التنموية.
الوزيرة جمانة غنيمات، خاطبت القيادات الشبابية قائلة: إن الشباب الواعي والمثقف هم المستقبل الذي نعول عليه في إحداث التغيير المرتجى في مختلف الميادين، كما أنهم حجر الأساس في مواجهة التحديات الدقيقة والخطيرة التي يواجهها الأردن اليوم داخليا وخارجيا، وتجاوزها وعبورها بسلام كما فعل الأردن ذلك على مدى مئة عام من عمر تأسيس الدولة.
وأضافت، أن الحكومة تدرك تماما أن لديها تحديات كبيرة كالبطالة والفقر والفساد والمستوى المعيشي، وأمام هذا الواقع الصعب فإن الحكومة بحاجة إلى أطر شبابية مدركة لحجم هذه التحديات، ولديها التصور لحلول مجدية، بعيدا عن المعادلة القديمة في معالجة التحديات، من خلال تشبيك هذه الجهود الشبابية، وتوحيدها وتطوير طريقة عملها في المجتمعات المحلية بحيث تكون قادرة على إحداث الفرق في المحافظات قبل أن يأتي القرار والحل من المركز، مضيفة أن الحكومة ستبذل كل ما تستطيع في تقديم الدعم للشباب الأردني؛ إيمانا منها بقدرات شبابها الريادية.
وكان وزير الشباب الدكتور محمد أبورمان قال في بداية اللقاء: إن الهدف من الاجتماع هو تأسيس شبكة تضم القيادات الشبايبة الأهلية من مختلف مناطق المملكة لتأطير وتنظيم وتنسيق العمل الشبابي على المستوى الداخلي للمحافظة، وعلى المستوى الوطني (بين المحافظات)؛ نستطيع من خلالها إفراز القيادات الشبابية القادرة على الوصول مستقبلا إلى مواقع صنع القرار على المستويين المحلي والوطني.
وأضاف أن دور وزارة الشباب في العمل مع هذه القيادات والمبادرات الشبابية، التي تقع خارج إطار عمل الوزارة، هو خلق مساحات للشباب وخلق فضاءات صديقة للحوار معهم، ودعمهم لوجستيا وماديا وتطوير قدراتهم، وبذات الوقت ترك المجال أمامهم للعمل بحرية ووضع تصوراتهم الخاصة لاحتياجاتهم واحتياجات مجتمعاهم المحلية والتحديات التي يواجهونها وكيفية وضع الحلول لها.
وزاد أبورمان، أن الوزارة ستعقد في نهاية هذا العام مؤتمرا وطنيا لهذه القيادات الشبابية، لتعرض فيه أبرز خلاصة عملها للعام الحالي، وتقديم تصورها للعام القادم بشأن تطوير العمل الشبابي؛ خاصة وأننا مقبلون في العام 2020 على استحقاقات انتخابية متعددة، ستحرص الحكومة من خلالها على تشجيع الشباب للدخول إلى معمعة العمل العام.
وفي سؤال لـ (بترا)، عن المراكز الشبابية التابعة للوزارة، قال أبورمان: إن هناك 200 مركز شبابي في مختلف مناطق المملكة، بعضها مراكز فعالة وتقوم بأعمال ونشاطات ممتازة، في حين أن البعض منها ضعيف، وأخرى لا تعمل تقريبا، مضيفا أن هناك توزيعاً عشوائياً لبعض المراكز.
وأوضح ان بعض التحديات التي تواجهها هذه المراكز، منها: وجود برامج تقليدية في بعض المراكز تحتاج إلى التطوير، إلى جانب تطوير قدرات العاملين فيها، مشيرا إلى ضرورة التعامل مع المركز ودوره في المجتمع من منطلق مرن، بحيث تكون أوقات الدوام في المركز مرنة ومرتبطة بالأوقات المناسبة للشباب لممارسة نشاطاتهم، إلى جانب أن يكون المركز مساحة مرنة تستوعب المبادرات الشبابية لتوطينها في هذه المراكز، معلنا أنه خلال الأسبوعين القادمين سيتم إشهار إعلامي لعدد من المبادرات الشبابية الأهلية التي تم توطينها في بعض المراكز الشبابية.
هذا وتقدمت القيادات الشبابية، في نهاية اللقاء باقتراح تشكيل لجنة شبابية تتألف من قائد شبابي من كل محافظة؛ لإطلاق خطة عمل موحدة لشبكة القيادات الشابة في المحافظات.
--(بترا)