ترامب يعتبرها انتخاباته وروسيا منحته هدية الجثث وعُمان تبحث عن تطمينه
الاردن قابله بمواقف خشنة ورسائل صادمة رغم الضغوطات
الصفدي : موقفنا ثابت رغم غموض صفقة القرن وتصريحات بن علوي
الانباط – عمر كلاب
تنشط عواصم عالمية وعربية لاستثمار يوم الشك او اليوم السابق للصمت الانتخابي في الكيان الصهيوني , لتزويد نتنياهو بمزيد من حقن الفيتامين السياسي وجرعات على شكل قرارات سياسية تعطيه الاسبقية على منافسيه في الانتخابات العامة التي ستجرى يوم غد الثلاثاء , وباتت العواصم مشغولة بنجاح نتنياهو اكثر من انشغالها بظروفها الداخلية وواقعها السياسي , ربما هذا الرأي ينسحب على ترامب الرئيس الامريكي الذي يتعامل مع الانتخابات الصهيونية بوصفها مناورة بالذخيرة الحية او اختبارا اوليا لشكل انتخاباته الرئاسية القادمة , حيث تؤكد مصادر ان قناعة ترامب راسخة , بأن فوز نتنياهو في الانتخابات المبكرة تعني فوزه بدورة رئاسية ثانية .
ورغم ان وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي , امتنع عن التعليق على سؤال الانباط حول تصديه لوزير الخارجية العماني الذي طالب بمنح نتنياهو وكيانه العنصري تطمينات وجودية , بأن الوزير العُماني يريد ان نتنازل للصهاينة عن الارض , مكتفيا بالقول انه أكد على الموقف الاردني الواضح والثابت والذي قاله الملك اكثر من مرة وفي اكثر من مكان ومناسبة , فالقصة ليست تصديا او مماحكة بقدر ما هي تأكيد المؤكد الاردني والحال كذلك بالنسبة لصفقة القرن , فالاردن هذا موقفه الثابت والواضح ولن ينشغل بتفاصيل الصفقة , على اهميتها .
الواضح ان هناك تنزيلات سياسية واوكازيون عربي من اجل دعم نتنياهو في الانتخابات غدا , وهنا يمكن تفسير او تظهير احد ابرز اسباب زيارة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز الى السعودية على رأس وفد يضم في جنباته اعلى رتبتين في الهرم الامني الاردني , قائد الجيش ومدير المخابرات , لوضع السعودية بصورة الحالة الامنية الاقليمية في حال استمرار موسم التنزيلات العربية لدعم اوكازيون نتنياهو الانتخابي , وليس كما حاولت بعض الاطراف العربية وحفنة محلية , بأنها اشارة لصعوبة الظرف الداخلي الاردني , فقد اكدت شخصيات التقت الملك عبدالله امس , بأنه يعيش ارقى حالاته السياسية والانسانية بعد التفاف الشعب الاردني والفلسطيني بفصائله المختلفة حول موقف الملك من القدس والقضية الفلسطينية .
التسابق العربي على دعم نتنياهو , هو احد مفاصل القلق الاردني , ان لم يكن ابرز مفاصله , فكل العواصم المتورطة في الدعم , قدمته مجانا ولحسابات صغيرة لداخلها الملتهب , وكأن نتنياهو يمتلك مفاتيح الحل لاشكاليات العواصم المتشعبة والمتناقضة , وتخشى اطراف اردنية بأن موسكو ايضا قد تورطت في هذا الملف , بعد تقديمها جثث الجنود الصهاينة كورقة دعم اضافية لصندوق نتنياهو الانتخابي , فتصريحات وزير الخارجية الروسي لافروف بقيت اسيرة الحديث العام والممجوج عن الشرعية الدولية رغم 48 فيتو امريكيا , ويبدو ان عمان لم تجد تطمينات من الجانب الروسي على اسئلتها حيال خطوة تسليم الجثث , تلك الخطوة التي بقيت اسير المحبسين السوري والروسي .
كل السيناريوهات تشير الى دعم غير مسبوق لرئيس الحكومة الصهيونية نتنياهو , رغم يمينيته وتصريحاته التي تنسف كل ساعة بل كل دقيقة فرص حل الدولتين بوصفه المشروع الاكثر قبولا من العالم لانهاء الصراع العربي الصهيوني , لكن احدا من العرب لم يطرح السؤال الصادم ماذا لو خسر نتنياهو ؟ بالقطع ستعلن بعض العواصم العربية الحداد , لكنها لا تمتلك اجابة بالتوازي , ربما الاردن وحده هو من حسم موقفه ونأى بنفسه عن كل هذه المعادلة رغم ظلالها القريبة عليه ورغم امتلاكه اوراق ضغط داخل صناديق الاقتراع في فلسطين , لكنه اكثر من يدرك ان لا شريك له في الحلول السياسية من الطرف الآخر , فبادر الى ارسال رسائل خشنة الى نتنياهو ليس اولها عدم تجديد ملحقي الغمر والباقورة ولا آخرها ملف الغاز العالق حتى اللحظة والذي يعتقد كثيرون انه سيحمل مفاجاة صادمة لنتنياهو حال فوزه او فوز حزب آخر . //