قال عضو مجلس الأوقاف الإسلامية والشؤون والمقدسات الدينية، حاتم عبدالقادر، مسؤول ملف القدس في حركة "فتح"، إن البيان الختامي للقمة العربية الثلاثين التي انعقدت في تونس، كان وافيا وتضمن كل البنود التي تتعلق بالأوضاع العربية وخصوصا القضية الفلسطينية وقضية القدس، وكانت قراراتها إيجابية.
وأثار عبدالقادر في حديثه لبرنامج "عين على القدس"، تساؤلات في كيفية ترجمة هذه القرارات الى أفعال والى واقع، ليكون هناك بصيص أمل لدى المقدسيين ولدى الفلسطينيين بأن هناك جهدا عربيا يستطيع أن يدعم الجهد الأردني والجهد الفلسطيني في الدفاع عن القدس والحفاظ على المسجد الأقصى.
واشار الى خيبة أمل لدى المقدسيين من وعود القمم العربية وعدم اكتراث بمقرراتها، خصوصا وأن ما تم إقراره من وعود القمم العربية لدعم المقدسيين لم يترجم الى واقع ملموس، مبينا أن ما تم اقراره في القمم العربية كان حوالي 5ر3 مليار دولار، لم يصل منها أكثر من 2بالمئة فقط الى مدينة القدس، كما أنه في بعض المؤتمرات تقرر انشاء صندوق بمليار دولار لدعم القدس، ولم يتم أيضا ترجمة هذا الصندوق الى ارض الواقع، وكل ما وصل من المليار دولار، لا يتجاوز 50 مليون دولار.
وأكد أهمية الجهود الدؤوبة والحضور القوي لجلالة الملك الملك عبدالله الثاني، الذي له قبول على الصعيدين العربي والدولي، ويمثل عامل توازن بين كل الزعماء العرب، وهو عندما يتحدث عن القدس يقصد ما يقول ولا يتحدث عن شعارات، وإنما هذا الحديث يأتي وفق مضمون وتعبير حقيقي على أرض الواقع، مشيرا الى الموقف العملي الذي اتخذه جلالة الملك بإلغاء زيارته الى رومانيا، مما يشكل نموذجا سياسيا للزعماء العرب، أنه يجب التعامل بلغة المصالح ويجب أن تكون العلاقات الخارجية للدول العربية مع الدول الأخرى مرتبطة بمواقفها من القضية الفلسطينية والقدس، وأن يتم توظيف المصالح الدبلوماسية والتجارية في الضغط على الدول التي تحاول نقل سفاراتها وممثلياتها الى القدس المحتلة .
وأشار الى المساعي والجهود التي قام بها جلالة الملك في الآونة الأخيرة، معربا عن اعتقاده أن الفترة القادمة سوف تشهد تحركا أردنيا واسعا على الصعيد العربي للملمة بعض أشلاء المواقف العربية وتصليبها باتجاه رفض صفقة القرن والتأكيد على عروبية القدس، وباتجاه فرض عقوبات تجارية ودبلوماسية على كل دولة تعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.
وأعرب عن ثقة المقدسيين بأن جلالة الملك قادر على نقل هذا الموقف للعالمين العربي والاسلامي، وعلى ثقتهم أيضا بأن جلالة الملك قادر على تحمل مسؤولياته التاريخية والقانونية اتجاه القدس والمسجد الأقصى المبارك، وأن كل هذه المسؤوليات تفرض على جلالته بالتأكيد التحرك على كافة الأصعدة والمستويات.
وأكد ثقة الفلسطينيين بأن الضغوط لن تثني جلالة الملك عن رفضه لصفقة القرن او قبوله ما يمس القضية الفلسطينية او عروبة القدس .
وقال إن المقدسيين لن يدخروا جهدا في الدفاع عن المسجد الأقصى وصد الاعتداءات عنه، وهم مستعدون لذلك في كل وقت تحاول اسرائيل فيه تغيير نوعي في داخل المسجد الأقصى المبارك، محملا المسؤولية للاحتلال في أي محاولة لتغيير الأمر الواقع، لافتا الى أن مجلس الأوقاف يعمل بوحي من الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى المبارك، التي يعتبرها هي السند والظهير الحقيقي للمقدسيين في الحفاظ على عروبة القدس وإسلامية المسجد الأقصى المبارك.
وأظهر تقرير من القدس أن الشارع المقدسي لم يعد يكترث بالقمم العربية ولم يعد ينتظر نتائجها.
وطالب متحدثون مقدسيون بخطوات حقيقية يلمسونها على أرض الواقع، وتحركا عربيا قبل فوات الأوان، في مواجهة السياسات الاسرائيلية المنفلتة بحق المقدسيين والمسجد الأقصى، لافتين الى أنهم لم يروا تحركا حقيقيا يشفي غليلهم سوى تحركات جلالة الملك عبدالله الثاني.
كما طالب المتحدثون الأنظمة العربية أن يكون لها موقف حقيقي يساهم في لجم الممارسات الاسرائيلية بحق المسجد الأقصى والتطاول على المقدسيين، من خلال اجراءات حازمة لها أثر حقيقي تنعكس على الواقع.
--(بترا)