أكد مقدسيون وقوفهم خلف جلالة الملك عبد الله الثاني، والتفافهم حول مواقفه الثابتة والصلبة تجاه القدس والمقدسات التي أكد عليها في حديثه أثناء زيارته لمدينة الزرقاء، رغم الضغوط الكبيرة التي تمارس على الأردن وشعبه اقتصادياً وسياسيا.
وقال النائب الأول للهيئة الإسلامية العليا، الشيخ يوسف سلامة في حديثه لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الاثنين، إن موقف جلالة الملك جدير بالاحترام والتقدير، حيث كانت كلماته واضحة عندما أكد موقفه الصلب تجاه القدس والمقدسات، وأن شعبه كله معه في هذا الموقف.
وأشاد الشيخ سلامة بهذا الموقف المهم في هذا الوقت بالذات، لأنه عصيب جداً على المدينة المقدسة، والمسجد الأقصى بصفة خاصة، إذ يتعرضان لهجمة غير مسبوقة من دولة الاحتلال التي تعمل على تهويدهما بوتيرة متسارعة كي تغير مجرى التاريخ وتزور الواقع، وكي تحاول أن تبسط نفوذها على المسجد الأقصى المبارك.
وأعرب سلامة عن ثقته بالموقف الأردني الرسمي والشعبي المتحد في الدفاع عن المقدسات، الرافض للوطن البديل ومشاريع تصفية القضية الفلسطينية، والسيادة الإسرائيلية على القدس والمقدسات، مشيرا إلى المواقف الأردنية الكثيرة التي تؤكد ذلك، وآخرها إلغاء جلالة الملك زيارته إلى رومانيا في موقف صارم من الدول التي تنوي نقل سفاراتها إلى المدينة المقدسة، وفي رسالة واضحة إلى الدول التي قد تفكر بذلك.
وحذّر من الخطاب الإسرائيلي الذي أصبح مرتفعا تجاه القدس والمقدسات والذي يقومون بتحويله إلى خطاب عالمي، ويزعمون أن القدس عاصمة (للشعب اليهودي) منذ آلاف السنين، وأن المقدسات الإسلامية جاءت على أنقاض هيكلهم المزعوم، وفق التصور الذي يعشعش في عقول حاخاماتهم وساستهم، مشيرا الى وجوب التصدي لهذا الخطاب المسموم الذي يشوه الوعي العالمي.
بدوره، أشار المحلل السياسي المقدسي فضل طهبوب إلى الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها الأردن وجلالة الملك أمام صفقة القرن التي تمس بالمصالح الوطنية الأردنية العليا، ومصالح فلسطين وبعض الدول العربية، وكذلك هنالك ضغوط على الأردن فيما يتعلق بوصايته التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، التي تعمل إسرائيل على سحبها ومشاركة بعض الدول العربية فيها، مؤكدا أن الوصاية الهاشمية لن يقبل المقدسيون بغيرها.
وأعرب مقدسيون في حديثهم للبرنامج عن ارتياحهم لخطاب جلالة الملك الذي جاء في هذا الوقت العصيب واضحا بلا تردد، معتبرين أن كلمات جلالته بمثابة دعم حقيقي لهم، وهو أكثر ما يحتاجونه في هذا الوقت الذي خذلهم فيه العرب وغالبية المسلمين، مؤكدين التفافهم حول جلالة الملك في موقفه الثابت تجاه القدس والأقصى والأماكن المقدسة، لأنه موقف ثابت وواضح يعتمد عليه.
--(بترا)