- ألقت وسائل إعلام بريطانية مؤخرا الضوء على «لهجة» ميغان ماركل دوقة ساسكس وزوجة الأمير هاري، لتكون محل نقاش.
وبالعودة إلى مقاطع قديمة عبر الإنترنت لميغان، والمولودة في كاليفورنيا، فإنه يُطرح السؤال عن تبنيها لهجة بريطانية عقب زواجها من الأمير هاري، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي).
وذكر بعض خبراء في الكلام أن لهجة الدوقة تغيّرت، فيما لم يقتنع البعض الآخر بهذا التغيير.
وقال الدكتور جوف ليندسي، اختصاصي الصوتيات والنطق: «يبدو أن خطاب ميغان ماركل قد تغير قليلا، على الأقل في بعض المواضع».
وتابع: «هناك حروف متحركة في بعض الأحيان تبدو شبيهة قليلا بالبريطانيين» في الوقت الذي اعترف فيه بأنه من الصعب إصدار أحكام مطلقة.
وأحد الأمثلة على ذلك هو نطقها البريطاني لكلمة «الكل» عندما قابلت الحشود في مقاطعة نيوهامبشاير في يونيو (حزيران) 2018، مقارنة مع نطقها للكلمة نفسها في مقابلة مع الأمير هاري في عام 2017 على حد قول ليندسي، و«لكن الاختلافات طفيفة».
وأضاف ليندسي، وهو محاضر في علم اللغويات في جامعة لندن، أنه لاحظ قول ميغان باللهجة البريطانية أكثر من الأميركية عندما سُئلت «هل صنعت هذا لنا؟» في مقطع لها من بيركينهيد في يناير (كانون الثاني) 2019.
وقالت ماريسا بروك، أستاذة مساعدة في علم اللغة في جامعة تورونتو، إن الدوقة «طورت أسلوباً يبدو أنه أميل للغة الإنجليزية - الأرستقراطية للتفاعل مع الجمهور».
من بين الأمثلة التي أبرزتها الخبيرة قول الدوقة: «أنا أقدر ذلك» في نفس المقطع من بيركينهيد في يناير.
وفسرت بروك رأيها بأنها تعتقد أن سبب تغير لهجة ميغان في كلمة «ذلك» في المقطع يعود إلى حركة الفم بشكل أكثر من المتوقع من اللهجة الأميركية، مما يشير إلى أن ذلك قد يكون نتيجة للعيش في جنوب إنجلترا.
وقالت بروك، التي درست تغييرات اللهجات لعدد كبير من الشخصيات البارزة: «أعتقد أن الكثير من هذا التغير متعمد من جانبها... لقد طورت الدوقة أسلوباً ليتم استخدامه عند التحدث مباشرة مع الجمهور البريطاني».
وتابعت: «عندما تتحدث ميغان للعامة، فإنها في هذه الحالة قد يحكم فيها الناس علناً على الفور، حيث يفيدها فعلاً في أن تبدو بريطانية وأرستقراطية»، حسب قول الخبيرة.
ووافقت الخبيرة في علم الأصوات، جين سيتير، من جامعة ريدينغ البريطانية، على وجود بعض الاختلاف في نطق بعض الكلمات من قبل ميغان للعامة منذ انتقالها إلى المملكة المتحدة، لكنها قالت إن تلك الاختلافات «ليست ضخمة».
وقالت سيتير إن الحشود تحدث فرقا، فعندما تتحدث ميغان للعامة تحاول أن تتكيف مع حديثهم، بوعي أو بغير وعي، لأن ذلك يجعل هناك نوعا من الألفة مع الأشخاص الذين تتحدث إليهم.
وتابعت أن ماركل لها دور اجتماعي الآن، يتعين عليها مقابلة الكثير من الأشخاص، وتود أن تترك انطباعات جيدة في فترة زمنية قصيرة، وأن القدرة على القيام بذلك هو أمر مفيد للغاية.
وذكرت الخبيرة «لكن من الغريب أن يتم هذا بشكل أبعد من اللازم، فهي لن تتحدث مثل الملكة، في النهاية يجب أن تتحدث ميغان بشكل حقيقي وليس مصطنعا».
وتقول الدكتورة إيلا جيفريز، أستاذة علم الاجتماع في جامعة إسكس البريطانية: «يُمكن أن تعكس اللهجات أشياء مختلفة عن الناس، ليس فقط خلفيتنا، بل أيضا ارتباطاتنا وتطلعاتنا، وبالنسبة لشخص مثل الدوقة، التي قد يعتمد نجاحها على محاولة التأقلم، يمكن أن تحدث تغيرات بسرعة».
وتابعت جيفريز: «هناك الكثير من العوامل المختلفة التي تلعب دوراً في من يتأقلم وكيف والسبب، فالشخص الذي له ارتباط قوي بالمنطقة التي نشأ فيها ويفتخر جداً بتراثه قد لا يغير الطريقة التي يتحدث بها كثيرا، حتى إذا انتقل إلى جزء آخر من البلاد، أو حتى في الخارج، لكن، ومع ذلك، قد يحاول الشخص أن يغير من لهجته من أجل (الملاءمة) ليبدو وكأنه ينتمي إلى مجموعة جديدة».
وتعتقد جيفريز أنها لم تستمع للكثير للحكم على الدوقة بأنها «أكثر بريطانية».
ويرى البروفسور بول كيرسويل، اختصاصي علم اللغة في جامعة يورك، أن ميغان متناسقة إلى حد كبير مع لهجتها، ضاربا المثل بحديثها في مقابلة مع الأمير هاري.
وتابع كيرسويل أن ملابس الدوقة قد تكون سببا لأي تغيير في اللهجة، مفسرا «لقد ثبت تأثير المظهر والعرق والعمر على ما نعتقد أننا نسمعه، حتى عندما لا يكون هناك فرق في الصوت».
الشرق الاوسط