خلال الليلة الفاصلة بين يومي الرابع عشر والخامس عشر من شهر أبريل/نيسان سنة 1912 عرفت سفينة "تايتانيك" (Titanic) نهاية تراجيدية خلال أولى رحلة لها والتي قادتها من ساوثهامبتون (Southampton) بأنجلترا نحو مدينة نيويورك (New york) بالولايات المتحدة الأميركية.
وفي خضم هذه الرحلة المأساوية، اصطدمت التيتانيك بجبل جليدي في عرض المحيط الأطلسي لتغرق خلال فترة زمنية قدرت بنحو 3 ساعات وتسببت في وفاة نحو 1500 من ركابها.
وفي الأثناء، عرفت هذه الرحلة الأولى والأخيرة للتيتانيك نهاية العديد من الشخصيات البارزة ولعل أبرزهم رجل الأعمال والمخترع والكاتب الأميركي جون جاكوب أستور الرابع (John Jacob Astor IV) ومواطنه رجل الأعمال والمستثمر بنجمان غوغنهايم (Benjamin Guggenheim) ومصمم السفن ورجل الأعمال الإيرلندي توماس أندروز (Thomas Andrews).
ومع انطلاقها نحو نيويورك حملت سفينة التيتانيك على متنها أكثر من 2200 راكب من مختلف الجنسيات والطبقات الاجتماعية.
فضلا عن ذلك، ألغى عدد من الركاب رحلاتهم على متن التيتانيك قبل إبحارها لسبب أو لآخر وبينما رفضت بعض العائلات الثرية السفر على متنها بسبب تصميم غرفها تخلى عدد من كبار الشخصيات عن الرحلة على متن التيتانيك بسبب التزاماتهم المهنية.
وعقب وقوع الكارثة وسقوط هذا العدد الكبير من الضحايا تناقلت الصحف العالمية أسماء هؤلاء المسافرين المحظوظين الذين ظلوا على اليابسة ساعة إبحار التيتانيك.
ويعتبر السفير الأميركي بباريس روبرت بيكون (Robert Bacon) واحدا من هؤلاء المحظوظين حيث حجز الأخير تذاكر السفر على متن التيتانيك لنفسه ولزوجته ولابنته للعودة نحو الأراضي الأميركية عقب انتهاء مهامه. لكن بسبب تأخر قدوم السفير الجديد ميرون تيموثي هيريك (Myron Timothy Herrick)، أجبر السفير روبرت بيكون على إلغاء رحلته على متن التيتانيك ليسافر بدلا من ذلك نحو موطنه يوم الثاني والعشرين من شهر أبريل/نيسان 1912 على متن السفينة أس أس فرنسا (S.S. France).
وإضافة لذلك تواجد المستشار الملكي وعضو البرلمان البريطاني نورمان كريغ (Norman Craig) ضمن قائمة المسافرين على متن التيتانيك حيث اتجه الأخير لزيارة الأراضي الأميركية هربا من روتين الحياة بلندن. لكن قبل انطلاق الرحلة بفترة وجيزة تراجع الأخير عن خيار السفر مفضلا البقاء ببريطانيا.
وخلال نفس الفترة، كان من المقرر أن يسافر إدغار سيلوين (Edgar Selwyn) والذي يعد ضمن كبار رواد المسرح والسينما الأميركية رفقة عائلته على متن التيتانيك، ولكن الأخير فضّل التوجه لباريس بدلا من ذلك لاحترام ارتباطات مهنية.
أيضا، كان رجل الأعمال الثري الأميركي ألفرد غوين فاندربيلت (Alfred Gwynne Vanderbilt) من ضمن ركاب التيتانيك حيث خطط الأخير للعودة لوطنه على متن هذه السفينة. وأمام اعتراض عدد من أقاربه على إبحاره على متن سفينة تخوض أول تجربة لها في عبور الأطلسي تخلى ألفرد عن فكرة السفر على متن التيتانيك. لكن خلال سنة 1915، لقي ألفرد حتفه على متن سفينة لوسيتانيا (Lusitania) والتي غرقت عقب استهدافها بطربيد ألماني خلال الحرب العالمية الأولى.
وبالتزامن مع ذلك تواجد ثلاثة من عمالقة عالم الصناعة والمال على قائمة المحظوظين الناجين من ركوب التيتانيك. وقد كان أولهم هنري كلاي فريك (Henry Clay Frick) والذي يصنّف كواحد من أثرياء الولايات المتحدة الأميركية مطلع القرن العشرين حيث تخلى الأخير عن السفر على متن التيتانيك بسبب إصابة زوجته على مستوى كاحلها ومكوثها بالمستشفى.
أما المحظوظ الثاني فلم يكن سوى جون بيربونت مورغان (John Pierpont Morgan) والمعروف بجي بي مورغان المصنف كأحد أبرز المهيمنين على المصارف في وقته وقد نجى الأخير من أهوال سفينة التيتانيك بعد أن قرر التمديد في فترة زيارته لأوروبا.
وبالنسبة للمحظوظ الثالث المعروف بجيمس هوراس هارديغ (J. Horace Harding)، أحد أكبر المصرفيين الأميركيين فقد أقدم على السفر على عجل بشكل مبكر على متن السفينة أر أم أس موريتانيا (RMS Mauretania) متخليا بذلك عن فكرة ركوب التيتانيك.
وإضافة لكل هؤلاء كان من المقرر أن يسافر رجل الأعمال الأميركي صاحب مؤسسة هيرشي للأغذية والملقب بهنري فورد الشوكولاتة، ميلتون سنيفلي هيرشي (Milton Snavely Hershey) على متن التيتانيك ولكن الأخير فضّل العودة مبكرا قبل ثلاثة أيام من موعد انطلاق التيتانيك للولايات المتحدة الأميركية على متن السفينة أس أس أميركا (SS America) بسبب بعض المشاغل المهنية.
أيضا، حصل العالم الإيطالي ومخترع الإبراق اللاسلكي غوليلمو ماركوني (Guglielmo Marconi) على تذاكر سفر مجانية على متن التيتانيك ولكن المخترع الإيطالي أجبر على التوجه مبكرا نحو الأراضي الأميركية ليغادر على متن سفينة أخرى أبحرت قبل ثلاثة أيام من موعد رحيل التيتانيك.
العربية