حدد علماء من معهد ماكس بلانك للطب التجريبي في مدينة غوتتنغن الألمانية بروتيناً، يؤدي تعطيله لإزالة القلق، وذلك في تجارب أجريت على جرذان التجارب. وترتبط اضطرابات القلق بحدوث نشاط في الخلايا العصبية بمنطقة اللوزة الدماغية، وتساعد الأدوية المضادة للقلق مثل «البنزو ديازيبينات» على تقليل هذا النشاط المفرط من خلال تعزيز وظيفة ما يعرف بـ«المشابك المثبطة»، ولكن ينتج عن ذلك آثار جانبية سعت الدراسة المنشورة في 20 ديسمبر (كانون الأول) الحالي بالعدد الأخير من دورية نيتشر كومينيكيشن Nature) Communications) إلى تجاوزها.
و«المشابك» بصفة عامة روابط بين الخلايا العصبية في الدماغ، تنتقل فيها المعلومات من خلية عصبية إلى أخرى، وبين هذه الروابط يوجد ما يعرف بـ«المشابك العصبية المثبطة»، التي تمنع في منطقة «لوزة المخ» انتقال المنبهات التي تثير الخوف والقلق، وتعمل أدوية (البنزوديازيبينات) على تعزيز هذا التأثير المثبط، ولكنها للأسف تؤثر ليس فقط على المشابك المثبطة، ولكن تطال كثيرا من نقاط التشابك المثبطة الأخرى في الدماغ، وهذا يؤدي إلى آثار جانبية كبيرة مثل تراجع التركيز، وهو ما دفع العلماء للبحث عن أهداف جديدة أكثر تحديداً للأدوية المضادة للقلق.
واستهدفت الدراسة تثبيط إنتاج بروتين IgSF9b) ) المكتشف حديثا في فئران التجارب، الذي ثبت أنه ينتج جسرا بروتينيا عند نقاط الاشتباك العصبي المثبطة بين اثنين من الخلايا العصبية المجاورة، مما يساعد على تعزيز الشعور بالقلق، ولكن تثبيط إنتاجه يمنع انتقال هذا الشعور بين الخلايا.
وتقول أولغا بابايف، التي أجرت هذه التجارب كجزء من عملها للدكتوراه في تقرير نشره معهد ماكس بلانك، أول من أمس: «كانت لدينا في الدراسة مجموعتان من جرذان التجارب تم إطلاقها في غرفة اختبار فارغة، الأولى كانت تعاني من مظاهر القلق الظاهري، وظهر ذلك في انزوائها بأحد أركان الغرفة، بينما كانت الثانية تنتقل بين أركان الغرفة بحرية ودون خوف، وعندما قمنا بتثبيط إنتاج بروتين IgSF9b) ) انتقلت الحيوانات القلقة بحرية حول الغرفة مرة أخرى».
وتضيف أن «هذه النتيجة تجعلنا نسعى مستقبلا إلى أن يكون هذا البروتين هدفا لأدوية خاصة بعلاج اضطرابات القلق، لتفادي الآثار الجانبية للأدوية الحالية».
الشرق الاوسط