50 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى كالاس: الاتحاد الأوروبي قد يخفف تدريجيا العقوبات على سوريا تحذيرات من ارتفاع أسعار السلع في بريطانيا خلال 2025 مشروع استثماري لتقليل الفاقد المائي في عمّان بـ70 مليون دينار اليونيسيف: 3 ملايين طفل سوداني يواجهون خطر الإصابة بسوء التغذية الحاد يوسف الصمادي الف مبروك الماجستير الملك يهنئ هاتفيا الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون بانتخابه مندوبا عن الملك، الأمير غازي يحضر جانبا من حفل تدشين كنيسة معمودية السيد المسيح للاتين في المغطس التاريخ لا يرحم الأغبياء... العيسوي: رؤى وتطلعات الملك تسير بالأردن نحو مستقبل أفضل الذهب يتجه لتسجيل مكاسب أسبوعية وسط ترقب لبيانات أميركية الشرع يلتقي وزير الخارجية الايطالي د. حازم قشوع يكتب :لبنان جوزيف عون رئيسا ؛ جبهتنا الداخليه زخات مطرية متوقعة الجمعة وتحذيرات من الصقيع والضباب خلال الأيام القادمة الحاج توفيق: صفحة جديدة في العلاقة مع غرفة دبي ميقاتي يؤكد ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب ووقف خروقاته للبنان د.بيتي السقرات يكتب:"التعليم في الأردن: من مجد الماضي إلى تحديات الحاضر ورؤية للإصلاح" فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق بلواء الوسطية غدا وفيات الجمعة 10-1-2025

عودة الديناصورات الى الحياة

عودة الديناصورات الى الحياة
الأنباط -

بعد صمت وكمون لسنتين واكثر

 فرصة الرزاز في النهضة بالتحالف مع الحراك الشعبي

ثالوث المال الاسود والخارجين من الوظيفة والخاسرين للمقاعد يرقبون البطش بالحراك والحكومة

 

الانباط – عمان - عمر كلاب

 

لا يحتاج رئيس الوزراء عمر الرزاز الى من ينصحه بالالتفات جيدا الى ما يجري على حواف رئاسة الوزراء وجوار مكتبه, بل يحتاج الرزاز الى قراءة ما يحدث بعناية فائقة وعلى نظام ثلاثي الابعاد, البعد الاول, عودة " الديناصورات " الى الحركة والنشاط الشعبي والتصريح , في ظرف تعاني فيه الحكومة من وطأة الهتاف الساخن العائد عكس اتجاه عقارب الرزاز , فهذا الهتاف تردد للمطالبة برحيل حكومة سلفه هاني الملقي واستبشر بمقدم الرزاز , اي ان الهتاف بات معكوسا , وبدل قراءته برواق سياسي , تمت قراءته بطريقة الشماتة او صراع السَلفات , فكثيرون اليوم يدلقون لسانهم بالتصريح والتلميح للرزاز بأن رصيده الشعبي لم يتآكل فقط بل انقلب عليه , والهتاف الذي أتى به بات يطلب رحيله .

طبقة الديناصورات او الحرس القديم , يعيشون اليوم حالة استرخاء سياسي نسبي , فهم من الناجحين في الادارة دون شك , ولكنهم من العاجزين في الانتاجية السياسية لاسباب موضوعية وذاتية , وعودتهم اليوم في اجواء يسيطر عليها الترهل الاداري والتراجع السياسي مشروعة وفي باب المسموح السياسي , فهم يدركون لغة خطابة الشارع ومسنودون بتجربة ادارية ناجحة مدعومة بفشل الجيل الجديد في الادارة والاقتصاد والسياسة , وحديثهم لا يخلو من اخطاء رغم ما فيه من صواب التشخيص ايضا , مع اغفال انهم جزء من المشكلة التي نعيشها .

البعد الثاني , تفتت طبقة المناصرين للرزاز الشخص والتجربة , فكثير من انصار الامس كانوا على الدوار الرابع يومي الخميس والجمعة , في محاولة اعتذار عن موقفهم الداعم للرزاز في بواكير التشكيل , وفيه ايضا انتهازية سياسية من حيث ركوب الموجة الجماهيرية مهما كان الهتاف والحراك على صواب او خطأ , وكأن البيئة السياسية تغيرت لصالح الحداثة والاصلاح وعجز الرزاز عن التقاط اللحظة فخذلهم , رغم ان التيار المدني لم يخذل الرزاز فقط بل خذل القصر قبل ذلك , فهذا التيار الصاخب والذي اثار الحراك في الشارع الاردني عجز عن ايجاد برنامج واكتفى بالبرامج الذاتية لقيادته وايصال معظمهم الى مقاعد البرلمان .

فيما اكتفى الخاسرون بالصمت وانتظار وقوع الرزاز للبكاء عليه ومعاتبته لانه لم يكن صارما وحازما في دعم تيارهم , علما بانهم لم يقدموا برنامجا واحدا يستأهل الدعم او يستحق النقاش , واكتفوا باللجوء الى خلفياتهم الحزبية في الرفض العدمي دون بديل موضوعي او مناورة الرزاز على اسماء الفريق الوزاري للحصول على اكبر حصة وزارية رغم ان المراجعة لسلوكهم الحكومي تقودنا الى الحكم بفشل التجربة من بسام حدادين الى خالد الكلالدة وانتهاء بالوزير الحالي موسى المعايطة .

البعد الثالث , ولادة تيار – اناركي – اي تيار الثورة مستمرة والحراك متصل ودائم دون شعار قابل للتطبيق ودون برنامج سياسي جمعي يمكن لرئيس حكومة ان يستعين به لمقاومة قوى الشد العكسي , وهذا التيار يستقبل دعمه من صوفيّته السياسية فهو تيار بريء ومؤمن بالاردن , لكنه يستمد التعبئة من فرسان النضال الالكتروني الذين يجلسون خلف اجهزتهم المحمولة والمكتبية فقط ولا يقدمون ادنى دعم حقيقي , سوى انتظار ما ستؤول اليه الامور للانقضاض على المنجز وخطفه .

هذه الابعاد الثلاثية واضحة وتحتاج الى عناية المراقبة والقراءة الواعية لانتاج ادوات الحلول والتوافق تحديدا مع الطرف الثالث , الذي يعاني من غياب البرنامج وانحسار التأطير الجمعي كأن يتشكل حزب جديد او تيار سياسي واضح المعالم والتفاصيل يجتمع على الحد الادنى من التوافق السياسي , ويفرز قيادة قادرة على تجميع الشباب الفائر حماسا وانتماء وعزل الشواذ والزوان من بيدرهم الطاهر .

ما يحتاج الى تظهير , هو معسكرات ثلاثة ايضا تجلس على مشارف الرابع والساحة الجديدة , فلا هي جزء من الرابع الحالي ولا هي جزء من الحكومة , بل تترقب ان تُطيح بالطرفين معا , لانها فئة لا يسرها مشهد الحراك الشعبي , وتنكر انتماء الرزاز الى طبقتها , فآلية مقدم الرزاز الى الدوار الرابع ترعبها كثيرا ومشهد الحراك على الرابع وفي الساحة المجاورة يرعبها اكثر , لذلك تدعم الحراك وتسعى الى تغذيته تارة بالاشاعة وتارة بدعم لوجستي بنشر الاشاعة والمعلومة المضللة وتارة في محاولة اظهار انه ممول بزرع بعض رجالها فيه ونشر الاشاعة حوله , وللانصاف هي تسعى الى تخريب هذا الشكل الحيوي من الحراك بأكثر من طريقة واكثر من اطار.

هذا الثالوث المكون من تحالف اضلاع , المال الاسود والمرعوب من فكرة المحاسبة ومحاربة الفساد  , والغاضب للخروج من رحم الوظيفة والمنصب وثالثهم كثير من الخاسرين في الانتخابات البرلمانية والبلدية , يجلسون على شرفات الرابع وبعض منهم يتبختر بين شبابه في محاولة الانقضاض على مخرجات الحراك الشعبي الخالي من الدنس , لكنه لا يمتلك الادوات القادرة على وضع هذا الرصيد في حسابه الوطني , ولعلنا رأينا كيف آلت مخرجات حراك الشباب في اكثر من عاصمة عربية وفي عاصمتنا الى هذه الفئة , نظرا لعجز الشباب عن ايجاد تعبيرهم السياسي .

فرصة الحكومة وفرصة الرزاز نفسه ان يعيد التواصل مع هؤلاء الشباب وان يدعم فرصتهم في تشكيل اطار سياسي لهم وان يتحالف معهم لانهم يعبرون عن واقع المواطن وان لا يتركهم فريسة لدعوات مجهولة النسب رغم غضب وعتب كثيرين على هذا المصطلح .

اسبوع ساخن رغم برودة الطقس ينتظر الرزاز وحكومته والفرصة في النهضة الشاملة مقرونة بنجاحه في خلق تحالفات شعبية صادقة ومعظمها موجود في جوار مكتبه// .

 

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير