زاوية سناء فارس شرعان
المستوطنات الاسرائيلية في مأزق … !!!
منذ نشوء حركة الاستيطان الصهيوني في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧ التي تحظى بدعم امريكي واوروبي رسمي وشعبي ما مكن سلطات الاحتلال من المضي قدما في مصادرة الاراضي في الضفة الغربية لاقامة المزيد من المستوطنات الجديدة وتوسيع المستوطنات القائمة خاصة في منطقة القدس تتعرض المستوطنات الصهيونية لمأزق خطير لم تتعرض له من قبل.
فقد قررت شركات اعلامية ودعائية كبرى في الولايات المتحدة مقاطعة المستوطنات وعدم بث برامج دعائية اذاعية وتلفزيونية للمستوطنات لأول مرة الأمر الذي يعتبر منعطفا عاما في تاريخ الاستيطان وذلك استجابة للحركة العالمية لمقاطعة المستوطنات في كل من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية مثل بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا.
قرار الشركات الاعلامية والدعائية بمقاطعة المستوطنات وذلك بث البرامج الاذاعية والتلفزيونية للنموذج الاستثماري للمستوطنات والمشاريع التي تعتز فيها وخاصة ما يتعلق بالدفاع عن فلسفة الاستيطان في اقامة المدن الاستيطانية لاستيعاب الالاف من المهاجرين الجدد من مختلف دول العالم وخاصة من روسيا والول التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفيتي السابق في آسيا الوسطى.
بهذا القرار تفقد المستوطنات الصهيونية الكثير من الدعم والتأييد الامريكي والاوروبي على صعيد الدعاية والاعلام والترويج لمنتجات المستوطنات الزراعية والصناعية الأمر الذي ينعكس سلبا على هذه المستوطنات ويضعف المطالب الاسرائيلية للدول الغربية لجمع التبرعات لبناء المزيد من المستوطنات التي وضعت حركة مقاطعة الاستيطان كون المستوطنات في الاراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعية لانها قائمة على اراض فلسطينية ما يفقدها الشرعية …
ومقاطعة المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة والجولان المحتل سبقتها مقاطعة المستوطنات ومنتوجاتها استجابة لحركة شعبية امريكية واوروبية منذ سنوات انقضت الى الجامعات الاوربية والامريكية ما اعطى بعدا كبيرا لحركة المقاطعة التي بلغت ذروتها بالمقاطعة الاعلامية للمستوطنات التي تعتبر ركيزة هامة في السياسة الاسرائيلية حيث يستثمرها الكيان الصهيوني في طلب مساعدات مادية واعلامية لحركة المستوطنات.
الكيان الصهيوني يستخدم الاستيطان في ترسيخ دعائمه السياسية والاقتصادية من خلال السياسات الرسمية للدول وتأييد الحركات الشعبية والنقابية والسياسية والهيئات البرلمانية والمؤسسات الصحفية والاعلامية ما مكن هذا الكيان من اقامة اعداد كبيرة من المستوطنات في الضفة الغربية وخاصة في منطقة القدس … وكانت المستوطنات تعرقل المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية ما يؤدي الى توقف المفاوضات بين حين وآ]ر ..
وطوال السنوات التي اعقبت معاهدة اوسلو بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام ١٩٩٣ كانت سياسة الاستيطان التي تنتهجها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة تعطل المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية كلما اعلنت اسرائيل عن برنامج استيطاني جديد او مصادرة اراضي في الضفة الغربية لانشاء المزيد من المستوطنات الجديدة او توسيع المستوطنات القائمة وبعد ان ترضخ السلطة الفلسطينية لمطالب الادارة الامريكية باستئناف المفاوضات لا تلبث اسرائيل عن اعلان اقامة وحدات استيطانية جديدة بحيث بلغت مساحة المستوطنات ما يقارب ٤٠ في المائة من مساحة الضفة الغربية.
المقاطعة الاعلامية للمستوطنات الاسرائيلية تأتي ردا مباشرا على قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الاسرائيلية في اسرائيل من تل ابيب الى القدس… !!!