برنامج علم الرسم الحاسوبي بجامعة الأميرة سمية يحصل على الاعتماد الأكاديمي الدولي أسعار الذهب تقترب من أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع 930 طن خضار وفواكه ترد لسوق إربد المركزي اليوم مجلس الأمن يناقش القضية الفلسطينية اليوم استشهاد فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي جنوب غرب جنين وزيرا الأشغال والصحة يبحثان إطلاق مشروع توسعة مستشفى الأميرة إيمان/معدي الأردن قلب واحد رئيس جامعة البلقاء التطبيقية يهنئ نادي السلط بفوزه بدرع الاتحاد لأول مرة في تاريخه استمرار الأجواء الباردة اليوم وارتفاع طفيف على الحرارة غدا وحتى الخميس دراسة: ChatGPT يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟ في وضح النهار.. سرقة كنز وطني من متحف فرنسي دراسة تكشف علاقة غريبة بين الاكتئاب ودرجة حرارة الجسم العالم الهولندي يتنبأ بزلزال عظيم بعد العاصفة لأول مرة بالموعد و المكان خلال ساعات بهذه البلاد الموجة الباردة تستمر نصائح وتحذيرات من الأرصاد الجوية" بيان صادر عن ديوان أبناء مدينة السلط في العاصمة عمان (تحت التأسيس) جيش الاحتلال يشن سلسلة غارات جديدة على بيروت الزراعة الذكية... تقنيات حديثة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في ظل النمو السكاني والتغيرات الإقليمية اللقيس: المنخفضات كتل ضخمة من السحب وتأثير مفاجىء ل"عدم الاستقرار" يارا بادوسي تكتب : حادثة الرابية: التهويل الإعلامي وتأثيره على صورة الأردن الاقتصادية

آداب الموائد وقانون الجرائم

آداب الموائد وقانون الجرائم
الأنباط -

بهدوء

عمر كلاب

 بحكم تزاوج التغذية العقلية والبدنية كأحدى ثنائيات الكرم الاردني , فإن معظم الاخبار السياسية الدسمة تأتي من دعوات العشاء خاصة , فولائم الغداء بالعادة كبيرة ولا يمكن التسريب فيها , كذلك تخلو دعوات الغداء بالعادة من مشروبات المسرات والمازات التي تشجع على البوح وكشف الاسرار كما في دعوات العشاء التي تتستر بالليل وشجونه وبالعادة محدودة العدد وطويلة المدة , وهذا منح العشاء امتيازات على حساب الغداء المرتبط عادة بالمناسبات الجمعية مثل الافراح والاتراح , وتلك لا تفرز اخبارا خاصة .

كل النصوص الثقيلة بالاخبار والتسريبات اذا تتبعتها ستجدها منتج وليمة عشاء على الاغلب , فالذاكرة الاردنية تجود على الموائد بكل ما تعسّر من الاخبار , ولعل تثقيف الحالة اكثر يقودنا الى ان الاردنيين بالعادة اسرى لذاكرة الديوان والمضافة التي كانت تجمع القرية او العشيرة على تعليلة خير او نميمة , فنحن مجتمع زراعي موشح بالبداوة والمضافة جزء من هذه التركيبة او تعبير جمعي لها , لذلك لم تجد الاحزاب فرصتها في الاردن , وكل حزبي برز نجمه كان مسنودا بعشيرة او محافظة او مدينة كبرى , رأت فيه بطلها او لسانها السياسي .

ثمة بُعد آخر جعل من العشاء فرصة للتسامر والاخبار , وهو انتشار ظاهرة المزارع او البيوت الريفية , البعيدة عن الاعين والتي تسمح بالراحة اكثر سواء في طبيعة الاحاديث وطبيعة المشروبات , فأنتجت المزارع ثقافة سياسية جديدة , ومنحت المتحدث فرصة التحلل من وقار العاصمة وظلال المراقبة الشديدة فيها ’ فالهواء الطلق والمساحة المفتوحة على ما يبدو تمنح العقل رخاء التفكير واستجرار الذاكرة وتمنح اللسان فرصته للانطلاق , فالفضاء المفتوح والسماء المشعة انتجت الشعر والزجل والموال , وانتجت ايضا ثقافة المزارع واخبارها واسرارها , والذاكرة الاردنية تعرف مخرجات " الكايدية " نسبة الى محمود الكايد رحمه الله ابرز المزارع السياسية على الاطلاق والتي لحق بها مزرعة الحاج محمود سعيد رحمه الله وعبدالله العتوم واحمد سلامة وغيرهم الكثير .

انتشار الاخبار الدسمة مرتبط بالعشاء والوليمة على وجه الحصر في الاردن وهذه ظاهرة تحتاج الى متابعة ومراجعة لقراءة طبيعة الشخصية الاردنية المفتونة بالسياسة والنميمة والمبنية على ثقافة الاستماع وعدم التوثيق , فمعظم التراث السياسي محكيّ ولا تجد توثيقا له , فثقافة المذكرات لم تدخل عالمنا السياسي الاردني ويمسك كل سياسي على ذاكرته لاسباب متعددة لعل ابرز تلك الاسباب آلية وصوله الى المنصب , فمعظم الساسة دخلوا الحياة العامة والمناصب السياسية من بوابة العلاقة الشخصية او الصدفة , وهذه اسباب لا يستطيع كثيرون الاعتراف بها .

محاولة تحليل ظاهرة الوليمة المسائية وكمية الاخبار الخارجة منها , اسردها اليوم عل القائمين على قانون الجرائم الالكترونية يعرفون طبيعة التكوين الاجتماعي والسياسي , ويعرفون لماذا ظهرت الاشاعة , التي نشكو من انتشارها ولا نشكو من وجودها , فما فعلته وسائط التواصل الاجتماعي هو منح هذه الاشاعات او الاخبار الحصرية فرصة الانتشار الواسع ولكنها لم تنتج الظاهرة اساسا , والقانون يجب ان يكون ابن بيئته , وعلى المشرع ان يفهم البيئة الحاضنة ثم يقوم بالتشريع لها ولتصويب اختلالها , وللاسف حتى اللحظة ما نقوم به هو محاصرة الظاهرة ومحاولة حبسها , دون مراعاة ان الافكار لها اجنحة ولا احد يستطيع حبس فكرة , بل يمكن تغيير هذه الافكار وترشيقها ومعالجة اعراضها السلبية , او على المشرع التفكير في تشريع يجرم الموائد اذا لم تراع اداب السلطة والمرحلة .//

omarkallab@yaho.com

 

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير