وفيات الجمعة 19-7-2024 استشهاد 10 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال منزلين وسط قطاع غزة "عندما يلتقي الشرق بالغرب" الفنان التونسي محمد الجبالي يشارك في “جرش” 2024 “مهرجان جرش” ينظم “ملتقى الفن التشكيلي” دعماً لأهالي قطاع غزة أجواء صيفية عادية في أغلب المناطق اليوم وغدا هل من الآمن تناول الجبن بعد تعفنه؟ تسبب السكر والسكتة القلبية .. ما هي متلازمة كوشينغ؟ هل تحمل القطط الأليفة مفتاح مكافحة السمنة؟ علامات تشير إلى إدمان السكر رصد فيروس يسبب شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في غزة الخارجية تستدعي السفير الهولندي في عمّان وتوجه رسالة احتجاج لحكومة بلاده الأمن العام يطلق محطة التوعية المتنقلة ضمن حملته المرورية بني مصطفى: مذكرة التفاهم تهدف لترسيخ الشراكة واستمرار التعاون مع البلقاء التطبيقية انقطاع جزئي مؤقت في الخدمات الرقمية وتطبيق "سند" يومي 19 و26 تموز وزير الخارجية يلتقي نظيره المصري سفارة جنوب أفريقيا ومبرة أم الحسين تحتفلان باليوم الدولي لنيلسون مانديلا الأردن يدين إقرار الكنيست الإسرائيلي لمقترح يعارض ويستهدف منع إقامة الدولة الفلسطينية الجامعة العربية تدين إعلان الكنيست الإسرائيلي برفض إقامة دولة فلسطينية خرفان يكرم المفوض العام للأونروا و المشاركين في حملة النظافة في مخيم البقعة
كتّاب الأنباط

النفط بين زمنين

{clean_title}
الأنباط -

 

عمر كلاب

 

 

ان يختلف الموقف السعودي جذريا عن الموقف الروسي , هذا أمر طبيعي ومألوف منذ الحرب الباردة ودخول السعودية الحرب ضد النظام الشيوعي وتجنيد كل القوى الاسلامية الحليفة والدائرة في فلكها لهذه الحرب , ولم تتقاطع العلاقات السعودية الروسية كوريث للاتحاد السوفيتي في القوة والدور ابدا حتى في حرب تشرين التي استخدمت فيها السعودية سلاح النفط لدعم مصر وسورية .

 

اليوم تبدو الامور مختلفة ولكن على الساحة الامريكية تحديدا , فالصدام السعودي الروسي على ارض سورية انقلب الى تحالف من اجل دعم الرئيس ترامب , والسلاح هو النفط بالطبع , فقد حقق الانتاج الروسي من النفط ارقاما قياسية في الشهر الفائت والحالي وكذلك فعلت السعودية من اجل دعم الرئيس ترامب , لان تدفق النفط وتخفيض اسعاره يسمحان للرئيس الامريكي بالانتعاش داخل المجتمع الامريكي الشعبي وما دون الطبقة الوسطى – اي قاعدة ترامب الانتخابية - .

 

هذا التوافق انعكس على الموقف الروسي من قضية مقتل الصحفي جمال الخاشقجي , حيث لم تقدم موسكو على اي موقف ادانة وبقي موقفها في دائرة الحياد النسبي , انسجاما مع توافقها الجديد مع السعودية , وقبل ذلك شهدت موسكو زيارة سعودية ثقيلة العيار وغير مسبوقة , مما يؤكد ان بركات الرئيس ترامب قد حلت على العلاقة وعلى المواقف الثنائية طالما تخدم موقف ترامب داخليا .

 

النفط الذي جلب كل الموبقات الى المنطقة , من الاستعمار الى ثقافة الاستهلاك , لم يستخدم كسلاح استراتيجي عربي الا مرة واحدة خلال حرب تشرين التحريكية , ومنذ ذلك التاريخ والنفط سلاح لجلب كل التقنيات الحديثة باستثناء تقنيتي الديمقراطية والتنمية , التي لم تنجح دولة عربية معسرة او موسرة في جلب ولو النزر اليسير منهما .

 

الموقف الروسي مفهوم من ادارة ترامب ,فقد نجحت موسكو في تحصيل مكتسبات على القاطع السوري والاوروبي الشرقي بعد رحيل اوباما وحزبه , واشارات ترامب بأنه جاهز لتقاسم ادوار مع القيصر الجديد , لكن الموقف السعودي ما زال غير مفهوم , فالرسائل الامريكية الى السعودية الشقيقة سلبية داخليا وعلى المستوى الاقليمي وقضايا المنطقة , والرهان السعودي يجب ان يتجه الى مسار آخر , ليس القطيعة مع الادارة الامريكية ولكن بتحسين شروط العلاقة .

 

فالاقليم بحاجة اليوم الى ريادة دولة قادرة على تحقيق التوازن , من خلال تقوية حلفاء في الاقليم , ولعل الاردن على رأس هذه الدول الاقليمية الجديرة بالدعم , ليس من باب العلاقات الاخوية والشقيقة فتلك لغة لم تعد مقبولة او مطلوبة , بل من بوابة المصلحة السعودية والقومية , فلا أحد يمتلك القدرة والمقدرة على فهم الخطاب الغربي والعقل الاوروبي الا الاردن بقيادة الملك , والمنطقة بحاجة الى لسان فصيح في التعبير عن القضايا القومية والى عقل متقد وكل هذا متوفر في الاردن فقط .

 

السعودية دولة لها وزن نوعي في الاقليم , ولانها بحاجة الى اعادة ترتيب الاولويات السعودية على ايقاع الاولويات الاقليمية المحيطة وتقوية عمقها العربي لأن هذا هو اساس القوة وجوهرها , ورأينا ان دولا مثل تركيا وايران نجحتا في المرور من كل الضغوطات العالمية بفضل الدور الاقليمي الفاعل وتقوية الحلفاء الاقليميين وهذا درس يجب ان تستفيد السعودية منه// .