زلم السوشي

الأنباط -

زلم السوشي

لي صديق مأنف جدا، لا يذهب لعزاء أحدهم الا و هو مرتديا بدله رسمية و ربطة عنق و عطر يتناسب مع الحدث لا بل ينظر لي نظرة غريبة حين ارافقه بجينز و قميص و جاكيت و لحية تاركها على حل شعرها معتبرا أن في لبسي انتقاصا ولا يتناسب مع عظم الحدث.
حين يهاتفني لدعوتي للغداء يبدأ بعرض علي ما يحب يبدأ بعروض السوشي أو سلطه خضراء دون مايونيز طبعا أو سالمون وحتى تكمل علي في اماكن خالية من التدخين، رافقته مره و شعرت لأول مره بانني مريض فقد اكلت كل شيء طلبة و ما زلت أشعر بالجوع الشديد و هو مستمتع بقراءة مقادير الطعام بالغرامات و يشرح لي المكونات الصحية و انا مفرفطه روحي على ارجيله في المكان المقابل، ما زال هو يحافظ على وزنه بالسم و انا بنصح ٣ كيلو و بنزلهم عند أي قصة بتنغص علي.
طبعا اهرول بعد عزومته الكبيرة إلى مطعم صواني حتى يغيب صوابي،  طحل ريش كفته بطحينه ارجيله كرز و بترلمون و حبتين كلوكوفاج.

حين يشعر صديقي بالصداع يقف أمامي و يشرب كم كوب ماء و يعمل كم حركه رياضية تشبه اليوجا و يختفي الصداع منه في أقل من نصف ساعه، احاول إقناعه أن ما يفعله في حالات الصداع يزيد صداعي فصداعي من النوع الأصلي و ما بقطع فيه الا الفولترين ابر أو حل مع ديكسا حيث أرفض أن يغير الطبيب الوصفة بل اعطيه العلاج قبل ما يسألني "مالك؟" 

صديقي هذا رياضي و جسمه رياضي ليس كجسمي المنهك فهو مداوم عالجم من....  الصبح اما انا فاعيش ساعات الصباح حانيا راسي لمواقع التواصل الاجتماعي و الام الكتف و كتابة الاغاني و التويتات الصباحية و امشي كالحاج الفلسطيني الذي يحمل على ظهره قبة الصخرة تلك الصورة التي طبعت في ذاكرتنا منذ الصغر، امشي لعمل نسكافيه دون سكر من الكولر لفم المستهلك معتبرا ذلك اهم انجازاتي في صباح ذلك اليوم. وفي ساعات المساء يجاكرني ب six packs و ارد عليه انه انا عندي في البيت six bags. 

قبل عامين سافر صديقي لأمريكا و انقطعت اخباره و علمت منذ فترة بسيطه انه مريض و يعاني من مرض له علاقه بالهرمونات. 
للوهله الأولى لم أصدق كونه حريص و بحسبها بالغرام و على الفور اتصلت به و عاتبته على الانقطاع و هنئته بالسلامه و بدأت موشح طويل موضحا له أن السوشي ما بعمل زلم و الحياة دون طحل مثل الأقمار دون زحل و الراس الي ما فيه كيف حلال قطعه ضحك من كل قبله و قال بس ارجع عمان بدي تاخذني على ابو موسى تبع الكرشات و نروح نوكل منسف و بدي السمنه تسيل للركب. 
و قبل أن يغلق مودعا سألني صحيح شو صار بموضوع الحكومة الالكترونية ضحكت و قلت انتاج و الوزارة عملوا كم خدمة مناح و شغالين بس لساتهم مفرفطين. 

ضحك مرة أخرى و قال إذا أنت بتحول للسوشي و بتنسى الكفتة بالصينية بتزبط عنا الحكومة الالكترونية. 

بشار حوامدة
رئيس انتاج