ترددت كثيرا قبل ان ابادر بالاتصال مع المدير الفني لفريق الوحدات ..فاعتقدت لاول وهلة ان التونسي المهذب قيس اليعقوبي سيجدها فرصة لانتقاد قرار حكم مباراته المهمة امام الجزيرة ..عندما احتسب ركلة جزاء للاخير في وقت لا مجال فيه للتعويض .. ثار حولها الكثير من اللغط والانتقادات والاحتجاجات من قبل لاعبي وجماهير الوحدات ..سعيا وراء تبرير الخسارة وتحميل مسؤوليتها لحكم المباراة مثلما يفعل بعض المدراء الفنيين في العادة ..الذين يهربون من مواجهة الواقع بالتستر باعذار غير مقبولة ولا يمكن ان تنطلي على الجمهور الواعي والمتابع لكل تفاصيل المشهد الكروي ..!
اليعقوبي هنا قدم نموذجا مميزا للمدرب الواقعي الواثق من قدراته ..ولاجل هذا لا يعلق الخسارة على مشجب التحكيم عندما رفض الحديث عن الواقعة مطلقا ..لا بل انه برر احتجاجه على الحكم بعد تسجيل الهدف بسبب الوقت الذي استهلكه نجوم الجزيرة بالاحتفال بالهدف ..مشيدا باداء لاعبيه ومؤكدا بان المنافسة لا زالت في الملعب .. وان لدى فريقه من الحظوظ ما يجعله يقاتل حتى المباراة الاخيرة من عمر الدوري وهو الذي راى في اداء اللاعبين الجميل ما يجعله يشطح بطموحاته ..ويؤكد ان القادم هو الاجمل ..!
الجميل في وضع اليعقوبي ان جمهور الوحدات ربما ولاول مرة ..ترك الحديث عن الخسارة وانطلق يشيد بعطاء الفريق والشكل الجديد الذي ظهر عليه امام متصدر فرق الدوري ..رغم غياب مجموعة كبيرة من نجوم الصف الاول ..والاستعانة باللاعبين الشباب الذين استطاع المدرب الجديد ان يوظف مواهبهم وقدراتهم لمصلحة الفريق .. الامر الذي يؤكد بان العطاء لا يقاس دوما بالخبرة ولا بوفرة النجوم الكبار في الفريق الواحد .. بدليل ان الوحدات ظهر بشكل مغاير عما كان عليه سابقا رغم ان بعض اللاعبين يخوضون تجربة الدوري لاول مرة ..!
والاجمل من كل هذا ان اليعقوبي حضر الى الوحدات وهو يدرك المسؤولية الملقاة على عاتقه ..باعتباره قادما لفريق مر في ظروف صعبة وضعته في موقع لا يتناسب مع مكانة الفريق حامل اللقب .. ورغم ذلك تحمل المسؤولية وهو يردد دوما بان مهمتي صعبة لكنني سامنح الاخضر ما يستحق حتى يعود الى وضعه الطبيعي اولا قبل التفكير بالعودة الى المنافسة لاحقا ..الامر الذي يتطلب من جمهور الفريق المخلص قليلا من الصبر والوقوف خلف المدرب والفريق حتى يعود الاخضر الى افاق المنافسة حيث يهوى ..مع مدرب استطاع بحق ان يغير شكل الفريق ..!//